09-مارس-2020

على مسافة 21 كم من بيت لحم، تقع محافظة الخليل ذات التعداد السكاني الأكبر في الضفة الغربية، وهي التي تحاول إسناد مدينة السلام من جهة، وتتخوف من وصول فايروس كورنا إليها من جهة أخرى، بينما اقتصادها الذي يعتبر عصب الاقتصاد الوطني يدخل مرحلة حساسة ومبهمة في ظلّ غياب علاج يمنع انتشار الفايروس.

تحاول الخليل إسناد مدينة السلام من جهة، وتتخوف من وصول فايروس كورونا إليها من جهة أخرى

الترا فلسطين يُحاول رصد الصورة من عمق الخليل ثاني أقرب محافظة لبيت لحم بعد القدس، هذا بعد اكتشاف 24 إصابة بفايروس كورونا في بيت لحم، حتى عصر الإثنين، إلى جانب إصابة أخرى في مدينة طولكرم شمال الضفة الغربية.

اقرأ/ي أيضًا: آنجل - كورونا.. شهادات من داخل أشهر فندق في فلسطين

محافظ الخليل أعلن في بيان رسمي عن تشكيل لجنة طوارئ في المحافظة، وإغلاق صالات الأفراح والدواوين والمتنزهات العامة والمقاهي ومنع التجمعات، وأن تقام المناسبات على نطاق ضيّق ومختصر، محذرًا من يخالف ذلك بأنه سيعرض نفسه للمساءلة القانونية.

شباب يدخنون الأرجيلة في مقهي بالخليل

كما طلب المحافظ من وزارة الأوقاف والشؤون الدينية إلغاء كافة الفعاليات في الحرم الابراهيمي، وتسريح النزلاء في دور الإيواء.

غرفة تجارة وصناعة الخليل، بادرت بإرسال شحنة مساعدات تحتوي مواد تعقيم وكمامات ومياه معدنية لمدينة بيت لحم، وفي ذلك قال رئيس الغرفة عبده إدريس: "تواصلنا مع البلديات والغرفة التجارية في بيت لحم، واتفقنا لتقديم كل ما يحتاجونه من مواد استهلاكية وغيرها".

"نحن كشعب فلسطيني متعودين على الأزمات، لذلك المواد الغذائية متوفرة لمدة خمس شهور، وطرق الإمداد متواصلة، والبضائع بالطريق، فكل الأمور تحت السيطرة، لكن الأمور تحتاج لهدوء وعدم الهلع والتهويل" أضاف إدريس.

وتابع إدريس، "تنتهي الكورونا وتستمر الحياة، سنأخذ بتعليمات الحكومة بالحذر الشديد، والأزمة الحالية فرصة للصناعات الفلسطينية".

عند هذه النقطة، أعطى وزير الاقتصاد الوطني تعليماته لإنتاج معقم اليدين لشركة عاشور للمنظفات الكيماوية، التي استطاعت في وقت قياسي أن تنتج منتجها وتبدأ بتسويقه "ضمن المواصفات والسعر المعقول" وفق قول مدير الشركة سفيان عاشور.

شركة منظفات في الخليل أنتجت معقم يدين "في وقت قياسي"

وأضاف عاشور، "أنتجنا معقم اليدين للوقاية من الميكروبات وفايروس كورونا تحديدًا، فنحن ننتج المواد الكيماوية بشكل عام، ولكن بسبب حاجة البلد اضطررنا لتسخير كل طاقم الشركة لإنتاج هذا المنتج بسبب الطلب الكبير والعاجل".

وتابع، "عندنا إشكاليات بالمادة الخام، فهناك صعوبة بتوفيرها لأنها مستوردة من إسرائيل، تواصلنا مع الجهات المختصة لتسريع تزويدنا بالمواد الخام حتى لا يتوقف إنتاج هذا المنتج بسبب الطلب الكبير عليه".

إحدى أهم الشكاوى التي طفت على السطح في الخليل، كانت العروضات والتنزيلات التي يقيمها أصحاب بعض المحال التجارية، وتشهد إقبالًا كبيرًا من الزبائن، حيث تم تداول فيديوهات على مواقع التواصل تظهر ما وُصِفَ بأنه "هجوم" على المحلات، أدى لتفريغها من السلع، في ظل تزاحم كبير داخل المحلات.

حول ذلك قال أمين صندوق الغرفة التجارية سامر الزرو التميمي: "تواصلنا مع المحافظ، وأصدر أمس قرارًا بمنع التجمهر بالأسواق، وما كان قبيل القرار هي حالة عند بعض التجار لن تتكرر بعد اليوم".

حول الكمامات وتوفرها، بين الزرو أن هناك كمية غير كافية، وقد تواصلوا مع المستوردين، وهناك كميات في طريقها للخليل عبر النقل الجوي.

نادر البيطار، من لجنة الطوارئ في الخليل، يقول: "مستوى الوعي في الخليل جيد جدًا وهو بارتقاع، وهذا مؤشر إيجابي ينعكس على حالة الشراء في البلد، وأتمنى أن يرتفع منسوب الوعي، وأن يتعامل المواطن مع الفايروس بشكل طبيعي بالابتعاد عن الإشاعات والتهويل ووفق إرشادات وزارة الصحة، لأن ذلك سيساهم في مرور الأزمة بسلام دون دخول الفايروس للخليل".

لجنة الطوارئ: مستوى الوعي في الخليل جيد جدًا وهو بارتفاع

بدورها، أغلقت بلدية الخليل، الحدائق العامة في المدينة، كما أعلنت عن إغلاق "سوق الحلال" الذي يعقد يومين من كل أسبوع. كما بادرت مجموعات شبابية بتعقيم المسجد الإبراهيمي ومساجد المحافظة.

شاهد/ي أيضًا: فيديو | فايروس كورونا: إرشادات لسلامتكم

كما بادرت صيدليات بتوزيع مواد التعقيم مجانًا على المواطنين، وفي ذات الإطار قامت الإغاثة الطبية بتوزيع نشرات توعوية توضح آليات الوقاية من الفايروس.

شركة الاتحاد سنتر لمواد البناء، كانت إحدى الشركات المبادرة بتوزيع آلاف الكمامات مجانًا للمواطنين وبعض المؤسسات، كما يقول مديرها سائر الحرباوي: "هذا واجبنا تجاه المجتمع والوطن، ومساهمة من القطاع الخاص في مواجهة فايروس كورونا في هذا الوقت العصيب".

كما نفذ راديو الرابعة في الخليل بالتعاون مع وزارة الإعلام وبالشراكة مع (16 إذاعة محلية من مختلف المحافظات) مبادرة توعوية عبر موجة إذاعية مفتوحة للوقوف على آخر المستجدات حول الفايروس.

رياض خميس، مدير راديو الرابعة في الخليل، قال: "ركزنا في الموجة على حث المواطنين لاتباع الارشادات الصادرة من الصحة والالتزام بقرارات الحكومة، والهدف الرئيس من هذه الموجة المشتركة ضحد ما ينشر عبر صفحات مواقع التواصل الاجتماعي من أخبار تهويل وغير دقيقة تثير الذعر بين المواطنين".

وبيّن خميس، أن من أهداف الموجة الإذاعية "زيادة المناعة المجتمعية الوطنية في المجتمع الفلسطيني للخروج من الحالة سالمين" حسب تعبيره.

في الإطار الطبي، قال عفيف عطاونة، المتحدث باسم مديريات الصحة في محافظة الخليل: "نحن نشهد ظهورًا للمرض ونعمل على مدار الساعة بخلية نحل واستنفار لكل القطاع الصحي في البلد لاحتواء هذا الوباء، خاصة في بيت جالا، والمصابون جميعًا بصحة ممتازة ولم تظهر أي أعراض عليهم، وقمنا بتحليل مئات العينات وجميعها كانت سلبية، أي غير مصابة بالفايروس".

واستطرد عطاونة، "نجحنا حتى هذه اللحظة في الحد من انتشار الفايروس، ووجوده فقط في بيت جالا وعدم انتشاره للمناطق المجاورة هو بحد ذاته انجاز".

وأكد عطوانة، أنه لا ضرورة لحملات الهلع ورش المعقمات للشوارع، مبينًا أنه "لا يوجد انتشار للوباء في محافظة الخليل على الأقل، فنحن بحاجة الى هذه الإمكانيات الموجودة عند الحاجة إليها وليس اليوم". 


اقرأ/ي أيضًا: 

إجراءات وقائية من فايروس كورونا في الخليل

كورونوفوبيا مثل إسلاموفوبيا