20-يناير-2020

بدأ الفلاحون منذ انتهاء موسم قطف الزيتون بحراثة الأرض للمرة الأولى هذا الموسم، أو ما تعرف "حراثة الكراب"، قبل أن يحل موعد الحراثة الثاني التي تُعرف باسم "حراثة التثناية" في فصل الربيع. ومن الممكن أن يتم حراثتها مرة ثالثة تعرف باسم "حراثة الثلاث".

مناصرو الزراعة البيئية يدعون إلى عدم حراثة الأرض وإنما قص الأعشاب فقط

ويلجأ الفلاح لحراثة الأرض ذات الشجر من أجل فتحها للمطر والقضاء على الأعشاب، وتفضل الأيام كثيرة الهواء والمطر لتموت الأعشاب فورًا ولا تعاود النمو من جديد.

اقرأ/ي أيضًا: شجرة النيم: صيدلية الطبيعة ضحية حصار غزة

لكن مناصري الزراعة البيئية يدعون إلى عدم حراثة الأرض، وإنما قص الأعشاب فقط، مؤكدين أن هذه الطريقة يُمكن من خلالها الحصول على نتاج أفضل.

يقول المهندس الزراعي سعد داغر، إنه بدأ يدعو لعدم حراثة حقول الزيتون والأشجار المثمرة منذ العام 1995، واستمر بالتجربة حتى عام 2000 ثم توقف بسبب عدم تمكنه من الوصول إلى الأرض نتيجة الانتفاضة الثانية.

ويؤكد داغر في حوار مع الترا فلسطين أنه منذ العام 2012 لا يحرث أرضه، وأن الناتج في تحسن مستمر من حيث كميات الإنتاج التي ارتفعت من 83 كغم زيت زيتون في عام 2011 إلى 275 كغم في عام 2017، وصولاً إلى حوالي 540 كغم في عام 2019.

وأوضح أن ما دفعه  للتفكير والدعوة إلى استخدام طريقة قص العشب وتركه يغطي الأرض هو توقعه منذ بداية التسعينات أن عدد من سيحرثون أرضهم سيتناقص وسيكون البديل هو استخدام مبيدات الأعشاب، لذلك قرر طرح الطريقة الأكثر جدوى ولا تلحق الأذى بأشجار الزيتون أو البيئة أو الإنسان، فخرج بفكرة قص العشب وتركه يغطي الأرض فوق التراب.

الحراثة تؤدي لتراجع المادة العضوية في التربة وتساعد على انجرافها

لماذا عدم الحراثة من ناحية علمية؟ يُبين المهندس داغر، أن الحراثة تؤدي إلى تراجع متواصل في المادة العضوية في التربة، وهذا له آثار سلبية متنوعة، منها تراجع قدرة التربة على الاحتفاظ بمياه الأمطار. كما تؤدي الحراثة إلى إرباكٍ في عمل الكائنات الحية داخل التربة، مما يقلل من فاعلية هذه الكائنات، ويحدث خللاً في التوازن الطبيعي داخل التربة.

ومن الأسباب أيضًا، وفق داغر، أن الحراثة تساعد على انجراف التربة بواسطة مياه الأمطار والتعرية بواسطة الرياح، لأنها تُحدث تغييرًا في بنية التربة وتجعلها أكثر قابلية للانجراف، كما أن التربة المكشوفة تكون عرضة للانجراف والتعرية.

وأكد أن التهوية في التربة غير المحروثة تكون طبيعية بفعل ديدان الأرض وجذور النباتات الميتة.

 ترك الأعشاب على سطح التربة يقلل من عملية التبخر، ويحمي سطح التربة من أشعة الشمس المباشرة ومن الحرارة

في المقابل، يرى داغر أن ترك الأعشاب على سطح التربة يقلل من عملية التبخر، ويحمي سطح التربة من أشعة الشمس المباشرة ومن الحرارة، وهذا يساعد جذور النبات في المنطقة السطحية من العمل بفعالية.

يؤكد داغر، أن كل ذلك يؤدي إلى تحسن في إنتاجية الشجرة وثبات نسبي في الإنتاج بين سنة وأخرى، خاصة إذا ترافق ذلك مع تقليم سنوي صحيح.

والزراعة البيئية من المنظور الفلسطيني، وفق مركز العمل التنموي "معًا"، تعني الزراعة ضمن النظام البيئي والحفاظ على الموارد واستدامتها بموازاة حماية الأرض من الاستيطان والتهويد وضياعها بالمصادرة من الاحتلال الكولينالي، وذلك بالتزامن مع القضاء على الاقطاعيات الجديدة وديمومة صغار المزارعين كفاعلين أساسيين في سلسلة الدفاع عن الارض وحمايتها.


اقرأ/ي أيضًا: 

صور | فؤادي يا برتقال: عن بيارات جنين القديمة

الحاجة زهرية: أم العنب والتين

انثروا البذور تحصدوا خضارًا في كل مكان

دلالات: