21-نوفمبر-2019

تذيّل منتخبنا الوطني الأول لكرة القدم، سلم الترتيب في المجموعة الرابعة من التصفيات الآسيوية المزدوجة المؤهلة لكأس آسيا ومونديال قطر 2022، ليضيع حلم التأهل إلى مونديال قطر 2022 قبل انتهاء التصفيات، رغم البداية القوية بالفوز على أوزبكستان، وهي التي رفعت سقف التوقعات.

خسر منتخبنا جميع مبارياته خارج ملعبه في التصفيات المزدوجة، وتذيل الترتيب في مجموعة تضم فرقًا أضعف منه

في الجولات التي أعقبت الفوز على أوزبكستان، خسر منتخبنا من سنغافورة، وتعادل مع السعودية، ثم خسر أمام اليمن وأوزبكستان، ليتوقف رصيده عند أربع نقاط. هذه النتائج الكارثية دفعت برئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم جبريل الرجوب قبل يومين إلى تشكيل لجنة "لتقييم" أداء المنتخب. 

اقرأ/ي أيضًا: صدمة: مدرب أجنبي متواضع لـ"الفدائي" بديلاً لبركات

استباقًا لتوصيات اللجنة التي سترفع للمكتب التنفيذي، ارتفعت الأصوات المطالبة مدرب منتخبنا، الجزائري نور الدين ولد علي، وظهرت على التعليقات في إعلان الاتحاد عبر صفحته في موقع "فيسبوك"، حيث طالب مُعلقون بإعادة المدرب الوطني عبد الناصر بركات، وهو الذي حقق منتخبنا معه أرقامًا قياسية في تصنيف "الفيفا".

الكاتب الصحافي والمحلل الرياضي محمد عراقي، كان أحد الذين وجهوا أصابع الاتهام في انهيار أداء منتخبنا للمدرب، وهو الذي يصوت سنويًا ممثلاً لفلسطين في اختيارات مجلة "فرانس فوتبول" الفرنسية لاختيار أفضل لاعب في العالم (الكرة الذهبية).

يقول عراقي لـ الترا فلسطين، إنه منذ أن استلم المدرب الحالي للمنتخب ولغاية الآن، فإن المنتخب في تراجع مستمر ولم يتطور فنيًا، مؤكدًا أن الأمر بدأ منذ مغادرة المدرب بركات.

منذ أن استلم المدرب الحالي للمنتخب ولغاية الآن، فإن المنتخب في تراجع مستمر ولم يتطور فنيًا

يتحدث عراقي بإسهاب حول أداء المنتخب في التصفيات الحالية، قائلاً إن هناك "أخطاءً كارثية" من المدرب كلفتنا نقاطًا مهمة وجعلتنا في قاع المجموعة، حيث تتقدم علينا منتخبات اليمن وسنغافورة وهي أضعف فرق المجموعة، بعد أن خسرنا معها خارج الديار "وهو أمر كارثي" حسب وصفه.

اقرأ/ي أيضًا: "الفدائي" بقيادة سيزار.. للخلف سر

وأضاف أن المنتخب "ظهر بصورة عشوائية وتخبط فني ودون أي هوية"، وبالذات أمام اليمن وسنغافورة، مشيرًا إلى أنه في حسابات المجموعة كان يجب أن نفوز على اليمن وسنغافورة ذهابًا وإيابًا، ما يضعنا في الصدارة أو المركز الثاني.

ويُبين عراقي، أن المنتخب ومع الأسف صار "منتخبًا بيتيًا" لا يجلب النقاط إلا بدعم الجماهير والروح الوطنية وعامل الأرض، وهي عوامل أكثر منها نقاطًا فنية.

يُدلل على ذلك بانتصارنا على أوزبكاستان والتعادل مع السعودية، مقابل الخسارة مع سنغافورة الأضعف من منتخبنا ومن المنتخبين الآخرين، وقد ظهر منتخبنا أمام سنغافورة غير جاهزٍ لا ذهنيًا ولا بدنيًا، واستقبل هدفًا بعد دقائق فقط من بداية المباراة.

أخطاء المدرب الفنية

أين أخطأ المدرب على وجه التحديد؟ يُبين عراقي، أن الأخطاء تمثلت في اختيار اللاعبين أولاً ثم توظيفهم في الملعب، وكلها "غير دقيقة وشابها الكثير من الأخطاء" كما يصفها، عدا عن طريقة إدارة المباريات وسيرها التي "لم تكن صحيحة"، والتبديلات كذلك.

وأوضح، أن المدرب لم يستطع خلق لاعبٍ بديل لنجوم المنتخب، مضيفًا، "عندما غاب عدي الدباغ انشل خط الهجوم، وعندما غاب تامر صيام انشل مركز الجناح، وهذا الأمر يتحمل مسؤوليته المدرب، لأنه يستدعي دائمًا 28 لاعبًا قبل كل مباراة، ويبقي على 18 لاعب، أما باقي اللاعبين فيحضرون على الكشف وبالاسم فقط".

لم يستطع مدرب "الفدائي" خلق لاعب بديل لنجوم المنتخب الذي صار بلا هوية ولا نقاط قوة

وتابع، "لا توجد لنا هوية ونقاط قوة، ونلعب فقط كرات طويلة للمهاجم الوحيد، وهناك مشكلة في هذا المركز، وهناك ثغرة في مركز قلب الدفاع بعد غياب محمد صالح، لأن البهداري يلعب ويقاتل لكنه كبير في العمر. إذن خيارات المنتخب ضيقة وغير واسعة".

اقرأ/ي أيضًا: لأول مرة: "الفدائي" يتجاوز "إسرائيل" في تصنيف الفيفا

يُشير إلى أن اليمن لا دوري محليًا فيها ولا لاعبين محترفين، ولا إمكانيات مثل التي تتوفر لمنتخبنا، رغم ذلك فاز علينا، موضحًا أن مدرب منتخبنا فشل في قراءة منتخب أوزبكستان رغم أنه لعب بطريقة واحدة وهي إرسال كرات أمامية لمهاجمه المميز، ومن خلالها سجل هدفين.

ورأى عراقي، أن المدرب لا يتابع الدوري المحلي ولا يعطي فرصة لعدد كبير من اللاعبين خاصة المحليين، بل يعتمد على المحترفين في الخارج "الذين لم نستفد إلا من ثلاثة منهم". وتابع، "مع ذلك لم يتم توظيفهم بشكل جيد كما جرى مع المهاجم محمود وادي هداف فريقه في مصر".

"نحتاج إلى معد نفسي"

يرى المعلق الرياضي في قناة فلسطين الرياضية خليل جاد الله، أنه مع انطلاقة التصفيات كان من المهم جدًا أن نضع أقدامنا بقوّة وفعلنا بذلك بالانتصار على أوزباكستان، ولكن باعتقاده، لم نتعامل لاحقًا مع هذا الانتصار بالصورة اللازمة، "وبكل أسف ومرارة كان الانتصار التاريخي هذا هو النقمة التي أصابت الفدائي، لأنه لم يستطع فعليًا على أن يسيطر على شكل وحجم الفرحة وردود الأفعال التي رفعت المنتخب حتى السّماء" كما قال.

ويعتقد جاد الله، أن "الفدائي" بات بحاجة إلى معدّ نفسي يساعده على التعامل مع اللحظات أو التقلبات التي يمكن له أن يعيشها، حاله حال كثير من الفرق أو المنتخبات في العالم، لا سيّما وأن عقلية اللاعب الفلسطيني "لا زالت ناشئة، وهذا ما ثبت جليًا في أكثر من مباراة" حسب اعتقاده.

يجب على منتخبنا الفوز في كل مبارياته المتبقية للتأهل إلى ملحق تصفيات كأس آسيا

ويتفق جاد الله مع عراقي في النقطة التي تؤكد على ضعف أداء المنتخب خارج الديار، قائلاً إنه بناءً على النتائج التي حققّناها داخل وخارج ملعبنا، يتبيّن للمتابع أن المنتخب بحاجة إلى نوعيّة من اللاعبين الذين يجيدون التعامل مع ظروف المباريات الخارجية والداخلية بنفس المستوى.

هل بقي لمنتخبنا أمل؟

يُبين جاد الله، أن آمال المنتخب حاليًا في الذهاب إلى مونديال قطر 2022 انتهت، إلا في حال انتهاء جميع المباريات المتبقية في المجموعة بالتعادل، مع فوز منتخبنا في جميع مبارياته، وهي "معجزة" كما وصفها جاد الله.

أما بخصوص كأس آسيا 2023 في الصين، فالأمل مازال قائمًا وفق اعتقاد جاد الله، مضيفًا، "يلزمنا الدخول في مرحلة تصفيات جديدة، ولدينا لأجلها الكثير من الوقت للإعداد وتغيير الصورة التي ظهرنا عليها حتى اللحظة".

وبكل الأحوال، فإن منتخبنا يحتاج إلى الانتصار في مبارياته المتبقية مع اليمن والسعودية وسنغافورة، لكي يضمن التأهل إلى دور الملحق من تصفيات كأس آسيا، وهو الدور الذي يُمكن أن يتأهل من خلاله 12 منتخب إلى نهائيات البطولة.

وكان منتخبنا تأهل إلى كأس آسيا مرتين، أولاهما بعد الفوز بكأس التحدي الآسيوي بقيادة المدرب جمال محمود، ثم من خلال التصفيات الآسيوية بقيادة المدرب عبد الناصر بركات.


اقرأ/ي أيضًا: 

تبدلت الأحوال.. "الفدائي" عاجزٌ عن الفوز

الرجوب: سنبني ملعبًا يتسع لـ80 ألف متفرج

صور | لاعبات غزيات ضد الزنانات