10-أبريل-2021

الصحفي الفلسطيني معاذ حامد

الترا فلسطين | ترجمة فريق التحرير

أخضع جهاز المخابرات الخارجية الإسرائيلية "الموساد" الصحافي الفلسطيني معاذ حامد، لتحقيق سري خلال وجوده في إسبانيا، التي انتقل إليها بعد سنوات من ضروب الاعتقال والملاحقة التي تعرض لها من قبل الاحتلال الإسرائيلي، تخللها إصابته برصاص جنود الاحتلال أثناء قيامه بعمله الصحافي.

"الحرس المدني" الإسباني ترك معاذ تحت تصرف أحد عملاء "الموساد" الذي أخضعه للتحقيق وهدده

معاذ حامد من بلدة سلواد في رام الله، يعمل مراسلاً للتلفزيون العربي، ويعيش حاليًا مع زوجته وطفليه في إقليم الباسك الإسباني. وفي تقرير نُشر أمس الجمعة، يكشف موقع (Publico) تفاصيل القصة التي بدأت بتاريخ 9 كانون أول/ديسمبر الماضي، وانتهت بأن وضعه "الحرس المدني" الإسباني تحت تصرف أحد عملاء "الموساد" الذي أخضعه للتحقيق وهدده.

اقرأ/ي أيضًا: إسرائيل تكشف أسرارًا عن اغتيال عدوان وناصر والنجار

يُذكر أن الحرس المدني هو من فرع من الجيش الإسباني، ولديه أجهزة متعددة؛ من بينها شرطة مرور، و"شعبة المعلومات".

يُبين التقرير، أن معاذ حامد تلقى يوم 9 كانون أول اتصالاً هاتفيًا من "نيكولاس"، وكيل "شعبة المعلومات" في "الحرس المدني" في إقليم الباسك، طالبًا تناول القهوة معه والحديث عن عمله كصحافي وماضيه وحياته في إسبانيا.

محامية معاذ كانت على ثقة بأن لدى "الحرس المدني" معلومات مصدرها المخابرات الإسرائيلية

ينوه الموقع أن هذا الإجراء شائعٌ لدى خدمات المعلومات الإسبانية مع اللاجئين والمهاجرين. لكن معاذ حامد قال في حديث لـ الترا فلسطين، إنه تواصل مع محاميته وأطلعها على طلب "نيكولاس"، فأبلغته أنه لا علاقة لـ"الحرس المدني" بملف طلب اللجوء، لكنها قالت إنه لا مشكلة في الذهاب إلى المقابلة.

اقرأ/ي أيضًا: الشهيدان أبو جامع: رحمتهما أفضت بهما إلى الموت

وأضاف معاذ حامد أن المحامية كانت على ثقة بأن لدى "الحرس المدني" معلومات مصدرها المخابرات الإسرائيلية، لكن لأول مرة يتم طلب استدعاء شخص فلسطيني لمثل هذه المقابلة.

لم يكن "نيكولاس" هو الشخص الوحيد الذي قابله معاذ  حامد، بل إن شخصًا آخر يُدعى "خافيير" شارك في الاستجواب أيضًا، حيث تعاون معاذ حامد معهما "لأن ليس لديه ما يخفيه" وفق قوله للموقع، فشرح سبب تقدمه بطلب اللجوء، وكيف سافر من فلسطين إلى تركيا ومنها إلى إسبانيا، طالبًا اللجوء هناك في شهر نيسان/ابريل 2019.

تطورت القصة في بداية شهر شباط/فبراير من السنة الحاليّة، عندما تلقى معاذ حامد اتصالاً من "نيكولاس" طالبًا أن يلتقيه في العاصمة مدريد. رفض معاذ الطلب لأنه كان يسكن في إقليم الباسك، لكن بعد أيام قليلة ، تلقى مكالمة أخرى من رقم مخفي. هذه المرة كان العميل "خافيير" هو من يتحدث، طالبًا منه "بلطف" أن يلتقيا يوم 11 شباط/فبراير. 

اقرأ/ي أيضًا: "موساد" قطاع خاص في خدمة من يدفع أكثر

في اليوم المحدد، كان معاذ حامد في مدريد يُعدُّ تقريرًا للتلفزيون العربي. وفي نهاية عمله توجه إلى أحد مقرات "الحرس المدني"، حيث لاحظ بعض التفاصيل التي جعلت الوضع "مشبوهًا" وفق وصفه.

يوضح معاذ حامد، أنه لدى وصوله ترجل شخصٌ يرتدي زيًا عسكريًا للبحث عنه وقدمه إلى المبنى دون التعرف عليه، ودون تسجيل دخوله، ودون المرور بأي رقابة أمنية، خلافًا لما يجب أن يحدث في البروتوكول المتبع. في الطابق الثالث، كان "خافيير" وشخصٌ آخر بانتظار معاذ في غرفة مظلمة، ونافذتها الوحيدة مغلقة.

يُبين معاذ أنهما بعد التحقق من أنه لم يكن يسجل بهاتفه المحمول، ادعى الشخص المجهول أنه يعمل لصالح المخابرات البلجيكية، وزعم أنه من أصل فلسطيني واسمه "عمر"، لكن معاذ اكتشف الكذبة بسهولة، بعد أن لاحظ لهجته العبرية القوية.

اقرأ/ي أيضًا: أسرار المخابرات الإسرائيلية في كتاب.. ماذا جاء فيه؟

ويضيف معاذ حامد أنه طلب من الشخصين إبراز الهوية الخاصة بهما، لكنهما رفضا ذلك. هنا، غادر "خافيير" الغرفة، وبقي عميل "الموساد" مع معاذ. يقول معاذ حامد: "غادر خافيير الغرفة ووجهه أحمر بعد أن فهم أني كشفت الأمر".

يؤكد التقرير، نقلاً عن معاذ حامد، أن عميل "الموساد" هدده وعائلته، وحذره من العودة إلى فلسطين. يرفض معاذ هذا التحذير، مؤكدًا لـ الترا فلسطين أنه قد يزور فلسطين في أي لحظة.

وشدَّد معاذ حامد، أن المقابلة كلها كانت للحديث عن تحقيق نشره حول استهداف "الموساد" لفلسطينيي الخارج في دول أوروبية، مبينًا أن عميل "الموساد" زعم وجود معلومات مفصلة لديه، وفي الوقت ذاته وجه له أسئلة عن جمعيات داعمة للشعب الفلسطيني، وعن شخصيات فلسطينية في تركيا، واتهمه بمقابلة زاهر جبارين، وهو فلسطيني مطلوب للاحتلال الإسرائيلي والولايات المتحدة بزعم دوره في حماس، في حين ينفي معاذ حدوث هذا اللقاء.

اقرأ/ي أيضًا: قضاة إسرائيليون: "الشاباك" يجبر أبرياء على الاعتراف

بعد ساعتين من الاستجواب، ودَّع عميل "الموساد" معاذ، لكنه أبلغه بأنهم سيتواصلون معه لاحقًا من خلال "خافيير".

وفق التقرير، فإن السفارة الإسرائيلية رفضت تقديم إجابة حول هذا الموضوع. وكذلك فعل "الحرس المدني" الإسباني، ووزارة الداخلية الإسبانية، ووكيل خدمات المعلومات "نيكولاس". أما السفارة البلجيكية، بحسب التقرير، فهي تعلم أن "عميلاً واحدًا على الأقل للموساد يتظاهر بأنه جاسوس لها في إسبانيا".

السفارة البلجيكية تعلم أن عميلاً واحدًا على الأقل للموساد يتظاهر بأنه جاسوس لها

يشير معاذ حامد إلى أنه صحافي معتمدٌ ويستطيع دخول المقرات الرسمية الإسبانية دائمًا للقيام بعمله الصحافي. لكنه لا يخفي بأنه يفكر في اتخاذ إجراءات قانونية ضد حكومة إسبانيا، ولا يستبعد الانتقال مع عائلته لدولة أخرى، بحثًا عن الحماية.

وكان معاذ حامد تعرض للاعتقال الإداري في سجون الاحتلال عدة مرات، كما اعتقلته الأجهزة الأمنية الفلسطينية مرتين، وقد أدرجته سلطات الاحتلال في قائمة المنع من السفر، لكنه نجح في السفر بعد معركة قانونية طويلة، استفاد فيها من حصوله على جائزة في تركيا.


 

اقرأ/ي أيضًا: 

تحقيق إسرائيلي يكشف تفاصيل مرعبة إبان النكبة

كتاب إسرائيلي يوثق النهب اليهودي لأملاك العرب إبان النكبة