06-أغسطس-2017

صورة من المخيّم الذي جمع فتيات فلسطينيات بمستوطنات إسرائيليّات في الولايات المتحدة. عدسة: Mark RALSTON (AFP)

في مزرعة على تلال حُرجيّة، جنوب الجبال الصخريّة في مدينة "سانتا فيه" بولاية "نيو مكسيكو" الأمريكيّة، يُقام مخيّم تشارك فيه فلسطينيات وإسرائيليات على أمل "جسر الفجوة العاطفية التي حفرها نزاع عمره 70 سنة"، وفق ما تقول جمعية "الإبداع من أجل السلام"، القائمة على المشروع الذي رأى فيه فلسطينيون "تطبيعًا واضحًا" و"محاولة لغسل دماغ الجيل الفلسطينيّ الشاب".

20 فلسطينية وإسرائيلية يُشاركن لثلاثة أسابيع في مخيّم، للاستماع لـ "قصص أشخاص تعلمن أن يكرهنهم لأنه يقفن في الطرف المعادي"

هذا المخيّم تبيّن أنّه يُعقد سنويًا، فمنذ عام 2003، شاركت أكثر من 200 فتاة بين سن (15 - 17 عامًا) في هذه المخيمات الصيفية.

لوحة رسمتها المشاركات في "مخيّم السلام"

"الورشات الحوارية" التي تُدار بالإنجليزية، تموّل من "جهات خاصة" إضافة إلى منح من جهات حكوميّة، حيث تتقاسم 20 فتاة نصفهن يهوديات إسرائيليات، ونصفهن فلسطينيات من الضفة الغربية وقطاع غزة، تجاربهن عن "النزاع خلال 40 ساعة مخصصة للحوار تحت شعار العدو هو شخص لم نستمع لحكايته"، وذلك من خلال التسوّق والذهاب إلى السينما، وتقاسم المهام المنزليّة، والنوم في غرف مشتركة، وأيضًا التشارك في ورشات فنيّة علاجيّة، وفقًا لتقرير الوكالة الفرنسيّة.

يبدأ العمل الأصعب عندما يُطلب من الفتيات المُشاركات في المخيّم "أن تصبحن رسولات سلام" بعد عودتهن كل إلى مدينتها أو قريتها".

تقول إحدى الفتيات الفلسطينيات (17 عامًا)، "إذا تمكنت كل فتاة بعد عودتها من تغيير الطريقة التي ترى فيها عائلتها الأمور، عندها سيتمكنَّ من تغيير المجتمع.. خطوات صغيرة، ولكنها يمكن أن تقود إلى خطوة عملاقة".

وتقول فتاة أخرى من مدينة نابلس، والتي أصبحت واحدة من المشرفات على مثل هذه المخيمات، إنّها تثابر على العمل بعد أن نجحت في تغيير رأي أهلها بشأن فائدة المخيم، وتقول: "ربما لن نحل نحن النزاع، لكنها عملية طويلة. إذا شعرنا بالثقة بالطرف الآخر، يمكن أن تحدث أشياء كثيرة".

القفز على الترامبولين.. قد يبدو طريقًا للسلام!

الناشطون على وسائل التواصل لم يمرّوا مرور الكرام على الخبر الذي استفزّ مشاعرهم كما عبّر كثير منهم، سيّما أن هذا المخيّم يأتي بعد أيّام مما حدث في المسجد الأقصى، والقدس المحتلة.

آية البلاونة علّقت بسخرية: "يلا كلنا نحضر أفلام مع بعض بلكي الكرة الأرضية صار فيها سلام وحب". بينما تساءلمحمد جعارة: متى سيدرك الفلسطيني أنّ سلام الاحتلال الفاشي يعني عدم وجودنا؟! هل أصبحنا نشك بعدالة قضيتنا وحقنا؟ وهل أصبح شعورنا بالعار أمرًا اعتياديًا حين نصافح جلادينا؟!

وكتبت براءة عمر، أنّ مثل هذه السفريات تأتي بالمجّان، لذلك فالكثير يقبل بها دون التفكير بالعواقب، ويجب توعية جيل الشباب عن أساليب الاحتلال. وطالب زاهر أبو حسين بمعرفة من الذي يقف خلف إرسال الفتيات. فيما كتب مصعب مليطات أنّ كل من كان وراء هذا النشاط يجب أن يحاربوا كما يحارب الاحتلال وأكثر.

وأشار حسن أبو دخان إلى أنّ "شباب الوطن يغرقون في دوامة التطبيع دون أي رقيب، أو توعية".

ورأى فياض عبد العال أنّ "السلام كفكرة مجرّدة هو أمل وطموح كل شعب يسعى للعيش بطريقة مدنية وحضارية مع الآخر، ولكن كيف تبرر السلام مع طرف يدّعي السعي إليه بيد، ويستبيح الحياة ووجود الإنسان باليد الأخرى".

وهُنا، يبدو الخيل جسر سلام أيضًا!

اقرأ/ي أيضًا:

ناشطون يُفشلون لقاءً تطبيعيًا في القدس

جنود إسرائيليون بالزيّ المدنيّ في مدينة روابي

إسرائيليون في متحف محمود درويش برام الله