28-أغسطس-2021

ما يزيد عن 700 مواطن من مدينة البيرة، وقعوا في يوم واحد على عريضة تطالب بوقف مشروع المخطط الهيكلي الجديد، الذي أعدته بلدية البيرة، "بسبب الضرر الذي سيلحقه بأراضيهم، ولوجود مخالفات قانونية وتغييب للمرافق العامة" بحسب ما يقول المعترضون. وهي اتهاماتٌ ترفضها بالمجمل بلدية البيرة، مؤكدة أن المشروع يسير بشكل قانوني.

هناك مخالفات قانونية وتغييب للمرافق العامة في المخطط، بحسب ما يقول المعترضون

قبل أسبوع، انتهت مهلة شهرين -كانت قد أعلنت البلدية عنها في الجريدة الرسمية وعبر صفحتها على "فيسبوك"- للاعتراض على مسودة المشروع. لكن مع اتساع دائرة الاعتراض على المخطط الهيكلي، وتنظيم وقفات احتجاجية أمام مقر البلدية، قررت البلدية تمديد فترة الاعتراض لشهر آخر.

يقول المتحدث باسم المعترضين على المخطط الهيكلي محمد قرعان، إن المخطط لا توجد به مرافق عامة، ولم يتطرق للمقبرة، والحسبة، ولا يوجد فيه مواقف للسيارات، مشددًا أن المخطط يحتوي فقط على توسيع شوارع وتغيير تصنيف أراضي.

ويتهم قرعان البلدية بالإصرار على المضي في المشروع بطريقة "مش معقولة ولا منطقية"، مضيفًا، "نحن لا نرفض تطوير وتحديث المدينة، وهناك متضررين من فتح شوارع، ولكن لا يجوز أن يكون ذلك دون أن يعلم المواطن ما الذي سيجري في أرضه".

وأكد، أن فترة الاعتراض على المشروع انتهت والكل يطالب الآن بسحب المشروع لأسباب قانونية، منوهًا أن أكثر أصحاب الأراضي يقيمون في أمريكا، وخلال فترة الجائحة لم يتمكنوا من الحضور إلى البلاد، وبالتالي لم يأخذوا فرصتهم في الاعتراض.

يتهم قرعان البلدية بالإصرار على المضي في المشروع بطريقة "مش معقولة ولا منطقية"

على أثر هذه الظروف، أوصت بلدية البيرة، وزارة الحكم المحلي بتمديد فترة الاعتراض لمدة شهر، وحصلت على موافقة مبدئية من وزير الحكم المحلي؛ باعتباره رئيس المجلس الأعلى للتنظيم، وفق ما أفادنا به رئيس بلدية البيرة عزام إسماعيل.

يؤكد إسماعيل، أن هناك "سلسلة من الإجراءات الطويلة قبل إقرار المشروع بشكل رسمي".

وأوضح لـ الترا فلسطين، أن العمل بهذا المخطط بدأ في أواخر عام 2013، واستمر العمل فيه وتحديثه من قبل الشركة المختصة وقسم التخطيط في البلدية طوال السنوات الماضية.

وأضاف، أنه قبل عرض المسودة المقترحة، عقد المجلس عدة جلسات؛ استعان فيها برؤساء بلديات سابقين وخبراء ومهندسين لتقييم الوضع، وبعد ذلك قام المجلس البلدي بنشر الاعتراضات بتاريخ 21 حزيران/يونيو الماضي حسب الأصول ولمدة شهرين، مبينًا أن هذه الاعتراضات رُفعت -قبل نشرها- إلى مجلس التنظيم الأعلى، وتم أخذ موافقة الجهات الرسمية (وزارة المواصلات ووزارة الأشغال) عليها.

بلدية البيرة: المخطط مكتملٌ ويحدد جميع حاجات المدينة

وبعد الموافقة على تمديد فترة الاعتراضات -يُبين إسماعيل- أن كل اعتراض سوف يدرس من قبل اللجنة المحلية في البلدية بوجود خبير مختص، وبعد دراسة الاعتراض من اللجنة المحلية يذهب إلى اللجنة الأقليمية، ومنها إلى مجلس التنظيم الأعلى الذي يدرس الاعتراضات كلها، وبعد ذلك يعيد مجلس التنظيم الأعلى المخطط الهيكلي إلى البلدية لإيداعه أمام الجمهور مرة أخرى لمدة شهر لتقديم الاعتراضات عليه.

وأكد، أن هناك قسمًا من الاعتراضات سوف تأخذ بعين الاعتبار، وهناك من الاعتراضات من تعدل، وهناك من ترفض بحسب كل حالة، "حيث سيدرس كل اعتراض بحضور كل مواطن ويسمع أين مصلحته وأين مصلحة البلد" حسب قوله.

ونفى إسماعيل، اتهامات المعترضين بتغييب المرافق العامة من المشروع، مؤكدًا أن المخطط "مكتملٌ ويحدد جميع حاجات المدينة من حدائق أطفال لمدارس لتوسعة طرق وتحديد استعمالات أراضي". واستدرك بأن حركة المواصلات في رام الله والبيرة وبيتونيا، خاضعة لـ"وحدة تعاون مشترك"، مؤكدًا أن هناك خطة مستقلة للمواصلات تشمل البيرة ورام الله وبيتونيا، "لأنه لا يمكن أن تحل مشكلة كل مدينة دون الأخرى".

بلدية البيرة: مسألة النفايات وحركة المواصلات تخضع للتنسيق مع رام الله وبيتونيا

أما مسألة النفايات، فإنها تخضع لمجلس خدمات مشترك يخص مدينتي رام الله والبيرة، ولذلك لم يتعرض لها في المخطط الهيكلي، بحسب إسماعيل.

ورأى، أن وجود اعتراضاتٍ أمرٌ طبيعيٌ "لأنه في كل مخطط هيكلي هناك من يشعرون بأنهم تضرروا نتيجة الاقتطاع من أراضيهم"، منوهًا أن جمعية البيرة في الولايات المتحدة تولت إبلاغ أصحاب الأراضي المشمولة في المخطط الهيكلي بتفاصيله، "وقد تم نشر المخطط على الموقع الإلكتروني للبلدية وصفحة فيسبوك، وقد وردت بالفعل اعتراضاتٌ واستفساراتٌ عبر بريده الخاص وبريد البلدية".

وأكد إسماعيل، أن أي صاحب أرض بإمكانه إرسال رسالة إلكترونية إلى بريد البلدية ليتم الرد عليه بتوضيح ما طرأ على أرضه، مؤكدًا أن أكثر من 100 مواطن زاروا مقر البلدية واجتمعوا مع المسؤولين عن هذا الملف لساعات، "وفي بعض الحالات تم التوصل معهم إلى حلول مرضية".


اقرأ/ي أيضًا: 

نساء "جبل الطويل" في مرمى الرصاص والاستيطان والتهجير

كيف أُنزلت مدينة البيرة عن عرش عراقتها؟