01-سبتمبر-2020

مريم العزاوي - فيسبوك

أثارت سيّدة ألمانية من أصل عراقي اهتمام السلطات الألمانية والعراقية والرئاسة الفلسطينية، بعدما ظهرت في مقطع فيديو تحكي فيه تفاصيل تعرضها للمضايقة في الخليل، وتتهم الشرطة الفلسطينية بالتقصير في حمايتها، بعد أن حضرت مع والدتها إلى الضفة الغربية من أجل استرداد طفلها الذي قالت إن طليقها "اختطفه" منها في ألمانيا وعاد به إلى الخليل.

تزوجت مريم من فلسطيني في ألمانيا عمره الآن 3 سنوات، قبل أن ينفصلا ويهرب الأب بالطفل إلى الخليل

السيّدة مريم العزاوي، قالت إنها تعرفت إلى شاب فلسطيني في ألمانيا، ثم تزوجته وأنجبت منه طفلاً أصبح عمره الآن ثلاث سنوات ونصف، قبل أن ينفصلا "بشكل قانوني وشرعي" في ألمانيا، ويحكم لها القضاء الألماني بحضانة الطفل، لكن طليقها "اختطفه" وخرج به من ألمانيا إلى الخليل.

اقرأ/ي أيضًا: حراك "بكفي": قانون حماية الأسرة يحمي المجتمع بأكمله من العنف

وأشارت إلى أنها بعد محاولات طويلة (بسبب الإغلاقات الناتجة عن فايروس كورونا) نجحت في دخول فلسطين لاستعادة طفلها، مؤكدة أنها تتعرض لمضايقات متنوعة يُشارك فيها أشخاصٌ مسلحون، قالت إنهم من أقارب طليقها.

وأضافت، أنها حاولت في البداية استعادة طفلها "بشكل ودي" وعبر عائلات الخليلن دون جدوى، فتوجهت إلى القضاء وحصلت على قرار بمشاهدة طفلها لخمس ساعات، لكنها تعرضت "لأسوأ معاملة"، حيث شاهدت طفلها في مركز الشرطة في ظل وجود عناصر أمنية، وبعد مغادرة المركز لاحقها شبان "قد يكونوا من عائلة طليقها أو أصدقاء له يحملون السلاح، دون توفير حماية لها من قبل الشرطة".

وحاز الفيديو -الذي نشره الناشط ضد الفساد فايز السويطي- انتشارًا واسعًا تجاوز النطاق المحلي، ما استدعى تدخلاً رسميًا فلسطينيًا، لكن، وفق ما أفادنا به مصدرٌ محليٌ مطّلع التفاصيل، فإن العزاوي مازالت تتعرض للملاحقة والمضايقة من شبان "محسوبين على طليقها"، حتى أنهم حضروا إلى محيط المنزل الذي تقيم فيه، بحماية إحدى عائلات الخليل.

وشارك السويطي عدة منشورات (بعد الفيديو) أوضح فيها أن أشخاصًا من داخل فلسطين وخارجها أبدوا استعدادهم لتوفير الحماية للعزاوي والتكفل بكل ما يلزمها، وقد تكفلت عائلة زاهدة في الخليل بحماية العزاوي وإيوائها.

يقول الشاب داوود القواسمي -الذي يتواجد الآن مع العزاوي في مركز الشرطة- إنها توجهت، مساء الثلاثاء، لتقديم شكوى، وقد تم تزويدها من قبل الشرطة بأرقام للتواصل معها في حال تعرضت للمضايقة.

السفارة الألمانية تدخلت في القضية، وكذلك السفير العراقي لدى فلسطين والأردن

وبيّن القواسمي لـ الترا فلسطين، أن السفارة الألمانية تدخلت في القضية، وكذلك السفير العراقي في فلسطين والأردن؛ الموجود في العاصمة عمّان، مؤكدًا أن الرئيس محمود عباس "تبنّى القضية"، وتعهد بأنه "إذا كان حقٌ للعزاوي فسوف تأخذه من خلال القضاء".

اقرأ/ي أيضًا: ديوان المظالم: سيداو ترفض البغاء والإتجار بالمرأة

من جانبه، أفاد الناشط ضد الفساد صهيب زاهدة، أن عائلة زاهدة تدخلت في القضية لسببين: الأول تعامل الشرطة معها بعد أن أخذت قرارًا من المحكمة بمشاهدة طفلها لمدة خمس ساعات، والثاني هو "تقصير الشرطة في حمايتها" وفق قوله.

وأوضح لـ الترا فلسطين، أنه عندما سمح لها بالجلوس مع الطفل، تم ذلك داخل مركز الشرطة وبوجود عناصر أمنية تحمل سلاحها، معتبرًا أن التصرف الشرطة "لم يكن سليمًا وفيه تقصير سواءٌ كان إراديًا أو غير إرادي".

وأشار إلى أن العزاوي عندما غادرت المركز تعرضت للمضايقة من قبل أقارب الشاب وأصدقائه الذين لاحقوا الفتاة وكان بحوزتهم سلاح، واستنجدت بالشرطة "لكن لم يتم توفير الحماية لها من قبلهم أيضًا".

رئيس الشرطة تعهد بمعالجة التقصير وتوفير الحماية لمريم العزاوي

واستدرك زاهدة، أن مدير مكتب رئيس جهاز الشرطة تواصل معهم اليوم (بعد انتشار الفيديو) وتعهد بتوفير الحماية للعزاوي، ومعالجة أي تقصير، مضيفًا أنهم لاقوا "تجاوبًا إيجابيًا من قبل قيادة الشرطة".

يُشدد زاهدة أن الأمر الآن متروكٌ للقضاء للحكم في القضية، منوهًا أن الرئيس شكّل لجنة برئاسة قاضي القضاة محمود الهباش، وأن الأخير جلس مع العزاوي واستمع لوجهة نظرها.


اقرأ/ي أيضًا: 

شمس تخطئ اختيار إخوتها

نساء يعرقلن البلاد