10-يناير-2018

أنشأت وزارة الشؤون الاستراتيجية والإعلام، في حكومة الاحتلال الإسرائيلي، طاقماً خارجياً أطلقت عليه اسم "مقلاع شلومو"، وهي عبارة عن شركة مستقلة، من أجل محاربة الجهود التي تبذلها حركة مقاطعة إسرائيل (BDS)، وجمعيات مناهضة للعنصرية، وذلك بتمويل من ميزانية الحكومة ومتبرعين يهود يسكنون خارج الأراضي المحتلة، و"أنصار إسرائيل" من غير اليهود، وفق ما كشفت عنه صحيفة "هآرتس" العبرية.

ويعمل طاقم "مقلاع شلومو" على تنفيذ "أنشطة دعائية شاملة"، في سياق حملات عمل على محاربة "جهود نزع الشرعية عن إسرائيل في العالم". ولن تخضع هذه الشركة لقانون حرية المعلومات، طبقاً لسياسة السرية السارية في وزارة الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلية التي يتم بموجبها الامتناع عن تقديم معطيات حول نشاطها للإعلام.

جنرالات وسفراء إسرائيليون سابقون ورجال أعمال في طاقم موحد تموله حكومة الاحتلال وجهات خارجية لــ"مكافحة مقاطعة إسرائيل"

ووفقاً للوزارة، فإن عناصر "مقلاع شلومو" سينشطون في شبكات التوصل الاجتماعية، "لأن الخصم يوجه معظم جهود الوعي والتحفيز لهذا الفضاء". وبحسب وثيقة نشرها موقع  "العين السابعة" الإلكتروني، فمن المتوقع أيضاً أن تقوم الهيئة "بأنشطة توعية جماعية" والعمل على "استخلاص حكمة الجماهير"، وهي الأنشطة التي تعرف بأنها "جلب أفكار ومقترحات جديدة من الجمهور الإسرائيلي واليهودي وأنصارهم إلى صناع القرار والمانحين في العالم اليهودي، لتطوير أدوات جديدة لمكافحة نزع الشرعية عن إسرائيل"، على حد هآرتس.

اقرأ/ي أيضاً: إسرائيل تشن حملة على منظمات تساند BDS

وجاء في نص قرار حكومة الاحتلال بهذا الخصوص، أن "مقلاع شلومو" تهدف لتنفذ أنشطة "مكافحة ظاهرة نزع الشرعية والمقاطعة ضد دولة إسرائيل". وأوضحت أن الحكومة ستعمل على رفع حصتها من تمويل المشروع إلى حوالي النصف، مقابل "الجهات الداعمة" أو "المنظمات المؤيدة لإسرائيل"، على أن يتم إنشاء لجنة توجيهية للمشروع تتألف من ممثلين حكوميين وممثلين عن شركاء التمويل.

ونشرت صحيفة هآرتس قائمة تضم إسماء المساهمين ومدراء الشركة، وهم: الجنرال يعقوب عميدرور، رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي السابق،  و يوسي كوبرفاسر، المدير العام السابق لوزارة الشؤون الاستراتيجية، ودوري غولد، السفير السابق في الأمم المتحدة، وهو مستشار سابق لنتنياهو أيضاً، ورون فروشوار، أحد سفراء إسرائيل السابقين لدى الأمم المتحدة، ورجل الأعمال ميخا أفني، نجل ريتشارد ليكين الذي قتل في عملية فدائية وقعت في مدينة القدس المحتلة عام 2015، والجنرال عاموس يدلين، رئيس معهد دراسات الأمن القومي، إضافة للملياردير اليهودي الأمريكي شلدون أدلسون، الذي وصفته الصحيفة بأنه أهم الممولين للمشروع.

وكان مجلس الأمن القومي الإسرائيلي أبلغ أعضاء في لجنة الخارجية والأمن بالكنيست، عن أن جهود مقاطعة إسرائيل  قد تشكل تهديداً سياسياً حقيقياً على إسرائيل في عام 2018، وقد يتضاعف ذلك إذا اندلعت احتجاجات في الضفة الغربية أو حرب مع قطاع غزة، ما دفع باتجاه تكثيف النقاش داخل المنظومة الأمنية والسياسية في إسرائيل حول مواجهة هذه التهديدات، لتكون شركة "مقلاع شلومو" أبرز إفرازات هذه النقاشات، وفق المصادر الإسرائيلية.


اقرأ/ي أيضاً: 

ذراع إسرائيلية سريّة لمحاربة BDS

إسرائيل تخشى "الأنجليكانيون الجدد" والسبب BDS

مستوطنون زبائن في ورشات ومتاجر فلسطينية