12-يناير-2019

الترا فلسطين | فريق التحرير 

قال المؤرخ الإسرائيلي الشهير بني موريس إنّ "إسرائيل" سيحلّ عليها الغروب بعد نحو ثلاثة عقود، وسيصير الإسرائيليون أقليّة، بعد أن يهاجر من يتمكّن منهم إلى دول أخرى. 

   "إسرائيل" سيحلّ عليها الغروب بعد نحو ثلاثة عقود!  

أقوال موريس الذي وثّق النكبة، جاءت في حوار مطوّل أجرته معه صحيفة "هآرتس"، ونشرته في ملحقها الأسبوعي يوم أمس الجمعة، بمناسبة اعتزاله العمل الأكاديمي. 

وأضاف موريس أنّ الفلسطينيين سيتمسّكون بالمطالبة بفلسطين التاريخيّة، ولن يكون هناك تسوية ولا سلام على أساس تقسيم البلاد، وسيسعون دائمًا لاجتثاث الصهيونية. 

وتوقع موريس مستقبل "إسرائيل" بأن تكون مثل أي دولة شرق أوسطية؛ دولة بأغلبية عربية، فالفلسطينيون سيتفوقون علينا بعد 30 -40 عامًا، حيث ستتحول لـ "دولة واحدة بأغلبية عربية، العنف بين سكانها سيتصاعد، واليهود سيصيرون أقلية صغيرة داخل بحر عربي من الفلسطينيين".

   موريس لم يكن يومًا في مواجهة صريحة مع السردية الصهيونية بالكامل  

والمؤرخ الإسرائيلي بني موريس، كان قد ركب موجة المؤرخين الجدد في "إسرائيل" لوهلة، وعدّه كثيرون منهم، وهم مجموعة أكاديمية من أمثال المؤرخ إيلان بابيه الذين نبذوا الرواية الصهيونية، متبنيين سردية علمية للوقائع في فلسطين. خاصة فيما يتعلق بنكبة الشعب الفلسطيني وتهجيره القسري المستمر وقيام مشروع إسرائيل الاستعماري على أنقاضه. إلا أن موريس لم يكن يومًا في مواجهة صريحة مع السردية الصهيونية بالكامل، وسرعان ما عاد للحظيرة الصهيونية بالمعنيين السياسي، والتباس موضوعيته الأكاديمية والتراجع عن بعض أهم المواقف والأراء المضادة للسردية الصهيونية. 

وباعتزال موريس، على أهمية آرائه وتناقضها، وبالحصار الإعلامي والأكاديمي الرسمي تجاه إيلان بابيه، ووسط شح جيل جديد من الباحثين الموضوعيين والمؤرخيين الإسرائيليين، يمكن القول إن الحلبة الأكاديمية في إسرائيل كالميدان السياسي تمامًا، ما هي إلا مرتع للسردية الصهيونية بنسختها اليمينية المهيمنة والأشد تطرّفًا.

وتقديم موريس لهذه الخلاصات عشية اعتزاله، تؤشر إلى أن للرجل منهجية وأدوات علمية لم يتخلى عنها، خاصة بإدراكه أن "إسرائيل" مشروع غير طبيعي وهو قيد التشكل وعرضة للخروج عن المسار المخطط له وفق شروط الراهن وموضوعيته في المستويات المتوسطة والبعيدة الأجل المقبلة. كما أنه يلتمس وبعمق، أن جرائم "إسرائيل لم تطوى صفحتها، خاصة أن ضحاياها من الفلسطينيين لم يبدلوا ذاكرتهم ولا يوجد ما يقول بأنهم تخلوا عن "الحلم الجمعي" بالوطن المفقود.