06-سبتمبر-2017

لم تلق الرواية الرسمية لتفاصيل جريمة قتل المهندسة نيفين العواودة قبولاً لدى رواد مواقع التواصل الاجتماعي، الذين أكد عدد كبير منهم أن لدى السلطة الفلسطينية ما تخفيه في هذه القضية، وأن الأحداث التي تم الكشف عنها غير مقنعة، وهو الموقف الذي لم يكن بعيدًا من موقف عائلة نيفين أيضًا.

وسبق أن نشر "ألترا فلسطين" تقريرًا رصد فيه تطورات قضية نيفين منذ كشفها قضية فساد في مدرسة بالخليل، ومراسلتها الجهات المختصة، ثم تعرضها لتهديدات وضغوطات، وصولاً إلى قتلها.

تشكيك شعبي في تفاصيل جريمة قتل نيفين العواودة، ونشطاء يكشفون ثغرات عديدة في الرواية الرسمية

وبعد قرابة الشهرين من العثور على جثة نيفين، كشف اللواء عدنان الضميري، الناطق باسم الأجهزة الأمنية في الضفة، عن تفاصيل الجريمة، مؤكدًا أن القاتل عشريني يعمل سائق تكسي على خط بيرزيت رام الله، وقد أقدم على دهس نيفين بسيارته في قرية المزرعة الغربية، ثم أعادها حية إلى سكنها في بيرزيت، وبعد يومين عاد ليجدها ميتة، فأنزلها من الطابق السادس حملاً على أكتافه وألقاها إلى جوار العمارة.

وقال الضميري، إن السائق ارتكب جريمته لـ"دوافع شخصية" بعد أن حاول استدراج نيفين لإقامة علاقة معها فرفضت ذلك، منتقدًا للمواقع التي قال إنها "روجت لتورط جهات متنفذة في جريمة قتل نيفين، وأن قتلها كان بسبب كشفها قضايا فساد".

هذه الرواية وجدت من يسوق ملاحظات عديدة عليها، من صحافيين ونشطاء فاعلين على موقع فيسبوك، إذ رفض هؤلاء فرضية أن يكون القاتل قد حمل الجثة إلى الطابق السادس على أكتافه دون أن يراه أحد في المنطقة، كما فعل ذلك مرة أخرى عندما أنزلها بعد يومين.

وتسكن نيفين في عمارة سكنية حديثة البناء، تبعد أمتارًا قليلة فقط عن الشارع الرئيسي (بيرزيت - رام الله)، وتسكن في بعض شققها طالبات في جامعة بيرزيت. وعلى بعد أقل من 50 مترًا من العمارة؛ توجد مغسلة للسيارات، وبناية سكنية، ومحل يعمل به ميكانيكي لصيانة السيارات، ومحطة لتعبئة الوقود. وإلى الخلف منها تقع عمارة سكنية مسكونة بالكامل، ويفصلها أيضًا عن العمارة التي قُتلت فيها نيفين أقل من 100 متر.

وتساءل المعلقون عن واقعية أن لا ينتبه أي من سكان المنطقة المأهولة لنقل نيفين من السيارة حملاً على الأكتاف إلى منزلها، وقد بدت عليها آثار إصابتها دهسًا. كما استبعدوا أن يستطيع القاتل حمل الشابة ستة طوابق صعودًا ثم نزولاً، دون أن يراه أحد، خاصة أن الوقت عند إحضارها للمنزل لم يكن متأخرًا، والمنطقة مأهولة، وبيرزيت تُعرف بأنها منطقة حيوية.

كما رفضوا ما قالوا إنه "استبعاد تورط شخصيات نافذة في الجريمة، وإلصاقها بسائق تكسي، وجعلها جريمة عادية بسبب شهوة شخص أراد استغلال وحدة نيفين"، وهو ما رفضه آخرون قالوا إن هناك من يحاول الادعاء بوجود عصابات منظمة في البلاد، مؤكدين أن قتل نيفين بعيدًا عن ما كشفته من فساد أمر وارد.

 

 

 

 

 

 

أما ياسر العواودة والد نيفين، فعلق على الرواية قائلاً إنها ضعيفة وغير مترابطة ولا مقنعة، لكنه في الوقت ذاته شكر الأجهزة الأمنية على جهودها وأكد أنه لا يشكك في أحد.

صحيفة "الحياة الجديدة" المقربة من السلطة الفلسطينية، وعلى لسان رئيس تحريرها كتبت مثنية على جهود الأجهزة الأمنية في كشف الجريمة، وانتقدت المواقع التي ألمحت سابقًا إلى إمكانية وجود علاقة بين قتل نيفين وجرائم الفساد التي كشفت عنها.

وسارعت الوكالة الرسمية "وفا" إلى مشاركة مقال رئيس تحرير الحياة الجديدة "العاملون بصمت"، الذي قال فيه إن "الشائعات" التي تم تداولها بعد العثور على جثة نيفين، "ليست إلا فريسة لشائعات وتقولات مدروسة تبثها مواقع احتلالية ومعادية للمشروع الوطني الفلسطيني".

وكانت صفحات على مواقع التواصل قالت إن الطب الشرعي أكد أن نيفين انتحرت ولم تُقتل، وهو ما نفاه الضميري مشددًا على أنه لم تصدر أي تصريحات رسمية من جهات في السلطة الفلسطينية تُشير إلى انتحار نيفين.


اقرأ/ي أيضًا: 

فضيحة المهندسة أم هندسة الفضيحة؟

قتل مباح.. قتل محظور!

أكره اللحوم ومواسم الخير وأحيانا الأعياد