27-أبريل-2021

صورة توضيحية - gettyimages

احتج حامد ياسين، والد الطفلين مجد وأحمد من قرية دير أبو ضعيف شرق جنين، على رفض وزارة الصحة تحويل طفليه للعلاج في مستشفى إسرائيلي داخل الخط الأخضر من مرض "ضمور العضلات"، مهددًا بإحراق نفسه وأولاده على دوار المنارة وسط رام الله، إذا لم يتم توفير التحويلة المطلوبة لأبنائه.

ياسين: الهدرى قال لي خلي الوزيرة تعالج أولادك أو روح عند بلدياتك نجي نزال يجيب لك الدواء

ونشر ياسين على حسابه الشخصي، أن العلاقات العامة للأمن الوطني تواصلت معه لإبلاغه أنه تم تحويل الطفلين للعلاج في مستشفى "تل شوهمير"، وفي الحال توجه للخدمات الطبية في جنين لاستلام التحويلات من أجل علاج أطفاله، وتم إبلاغه أن أوراق القبول موجودة في مركز التحويلات.

وبيّن، أنه تواصل مع مسؤول التحويلات في الضفة الغربية هيثم الهدرى لسؤاله عن كيفية استلام الأوراق، "كانت الصدمة أنه تم رفض التحويلات من قبله، علمًا أن الوزيرة مي الكيله تواصلت معنا شخصيًا وطلبت منا إرسال التقارير واستبشرنا خيرًا ولكن للأسف لم تكتمل فرحتنا".

وأضاف، أن الهدرى قال له: "خلي الوزيرة تعالج أولادك أو روح عند بلدياتك نجي نزال يجيب لك الدواء (..) لا تحاول ما رح اجيب لك الدواء لأولادك لن يفيدك غير ربنا أخبرته أني سوف أحرق نفسي وأولادي، قال لي: مع السلامة" وفق قوله.

طبيب قال لياسين إن مرفض أطفاله يزيد مع الوقت وقد يتسبب بالوفاة في عمر 12 سنة

وفي حديثه لـ الترا فلسطين، قال ياسين، إن كل الجهات التي توجه إليها لم تُفد بشيء ولم يقوموا بتقديم أي مساعدة له، ويقولون إن القرار ليس بيدهم، "أنا كأب لأطفال مرضى رغم كل المناشدات لا يوجد أي مسؤول اتصل بي أو تبنى الموضوع".

اقرأ/ي أيضًا: اعتصامات ومناشدات لأهالي المرضى.. هل توقفت التحويلات الطبية؟

وأوضح أنه اكتشف مرض طفله مجد قبل ما يقارب 3 سنوات، حيث كانت حركته صعبة ولا يملك نشاط أبناء جيله، "وعندما أخذته للفحص في المستشفى، قالوا إن لديه مشكلة، وحولوني إلى طبيب متخصص في مثل هذه الحالات في رام الله ليقوم بفحصه".

وأضاف، أن الطبيب قال له إنه يعاني من ضمور في العضلات، وهذا المرض يزيد، "قال لي أن هذا المرض ليس له علاج، وأنه يمكن أن يموت في عمر 12 عامًا. كان الخبر صدمة كبيرة لي ولعائلتي حيث أن كان عمر ابني حينها ثلاث سنوات".

عند التأكد من حالة مجد، طلب الطبيب فحص جينات لشقيقه أحمد، ليتبين أنه أيضًا يعاني من مرض "ضمور العضلات" ذاته.

ياسين: طبيبة قادمة أمريكا أكدت توفر لعلاج لمرض أطفالي في المستشفيات الإسرائيلية

على أثر ذلك، تم نقل الطفلين الشقيقين إلى الأردن بتحويلة من وزارة الصحة، حيث فحصهما ما يقارب 10 أخصائيين، وهناك أخبرت طبيبةٌ العائلة أنها قدمت من الولايات المتحدة وطمأنتهم بوجود علاج في المستشفيات الإسرائيلية داخل الخط الأخضر.

اقرأ/ي أيضًا: دائرة التحويلات الطبية.. انتظار وأخطاء وشكاوى

وقال ياسين: "حينها طلبت منها توقيع خروج من المستشفى، على أن تكتب لي بأن ليس هناك علاج في الأردن، وهناك أعطاني دكتور اقتراح لدكتور في مستشفى الداخل شنايدر، لكن قال لي بأنه يمكن أن لا تغطي وزارة الصحة ذلك، وأن يقوم هذا الدكتور بالكشف عليهم ومعرفة ما يمكن فعله".

وبيّن، أنه توجه شخصيًا إلى مستشفى "شنايدر" بناءً على موعدٍ على حسابه شخصي، وقد اضطر آنذاك لإدخال إحدى طفليه عبر ثغرة في الجدار الفاصل بسبب رفض الاحتلال منحه تصريح دخول إلى الخط الأخضر.

وأضاف، أن الطبيب الذي فحص طفليه أكد له أن الحل يكمن في بدء العلاج، ومنذ ذلك الحين (قبل ثلاث سنوات) يحاول الحصول على تحويلة لتغطية تكاليف العلاج.

ياسين: الوضع الصحي لابني أكبر أصبح صعبًا فلا يستطيع صعود الدرج والجلوس

يؤكد ياسين أن الوضع الصحي لابنه الأكبر أصبح صعبًا، حتى أنه لا يستطيع صعود الدرج والجلوس، ولذلك كتب مناشدة للرئيس، ونشر قصته على موقع "فيسبوك" فردَّت عليه وزير الصحة مي الكيلة طالبة منه إرسال الأوراق والتفاصيل عبر الفاكس.

اقرأ/ي أيضًا:  شبهات "تجاوز" لإجراءات الوقاية من كورونا في المستشفيات

وتابع، "حينها ذهبت للدكتور وسام أبو بكر مدير مستشفى الحكومي في جنين، وأعطاني تحويلة، لكنها لا تشمل التغطية المالية، لذلك تطلب مني حينها التوجه بطلب تحويلة من وزارة الصحة، وقمت بتقديمها وتم الموافقة عليها وحينها كنّا فرحين جدًا بهذه الموافقة، لكن عندما اتصلت على هيثم الهدرى أبلغني بوقف التحويلة مسببًا لنا صدمة".

في المقابل، يُبرر هيثم الهدرى رفض التحويلة بأن الدواء الذي سيتلقاه الطفلان "دواءٌ تجريبي وليس علاجًا للمرض".

الهدرى: الدواء الذي سيتلقاه الطفلان تجريبي وليس علاجًا للمرض

وبيّن الهدرى، أنه، يوم الإثنين (هذا الأسبوع)، توجه ياسين له سائلاً عن تحويلة قدمها من جنين، وبعد الفحص تبين أنه تقدم فعلاً لطلب التحويلة لدى مستشفى جنين الحكومي، "ولكن حتى اللحظة لم يصل الطلب لنا، فالمستشفى لم يقم برفع هذا الطلب، ولم يتم الموافقة على طلبه من قبل الوزيرة".

وأوضح، أن الأب توجه أيضًا للخدمات الطبية العسكرية بالطلب، "وعندما شاهدت الطلب والدواء المطلوب، قلت له ناصحًا أن مرض ضمور العضلات لا علاج له عالميًا، ومن كتب له الدواء المطلوب أخطأ في ذلك، إما كتبه لعدم المعرفة أو لأسباب أخرى لا أعلمها".

وأضاف، أن الدواء "تجريبي عالميًا حسب الشركة المصنعة نفسها"، وتكلفته للطفلين ما يقارب 3 ملايين دولار شهريًا، وقد تم اعتماده عام  2019 في أمريكا، ثم قاموا بسحبه لاعتماده، لعدم وجود أي منفعة منه للمرضى.

الهدرى: في الدول المصنعة لهذا الدواء لا يُعطى للأطفال، والأدوية التجريبية يجب أن تكون مجانية

وأكد الهدرى أنه "مسؤولٌ عن كلامه بأوراق عالمية"، مضيفًا أن الفئة التي استفادت من الدواء نسبتها 14%، بعد فحص الجينات ومعرفة الجين الذي سيتم علاجه. وتابع، "في الدول المصنعة لهذا الدواء لا يُعطى للأطفال، لأنه تجريبي".

وقال: "أنا لن أسمح أن يكون طفلٌ فلسطينيٌ حقلاً لتجاربهم في مستشفى شنايدر، ولا ألوم الوالد بل ألوم الأطباء بأن يوصفوا علاجًا تجريبيًا ويعطوا الأمل للعائلة، ولن أوافق على هذا الدواء سواء له أو لغيره، وهو خارج نظام التحويلات لأنه تجريبي، فلا يوجد أي دولة تغطي الأدوية التجريبية عالميًا، إذ من المفترض أن تكون مجانية ويتم تعويض المريض عن أي ضرر".

وتعقيبًا على الحوار الذي دار مع ياسين، قال الهدرة، إن المنشور على فيسبوك "فيه كثير من عدم الوضوح، حيث لم تجرى المحادثة بهذه الصورة" وفق قوله. وتابع، "أنا ألقي اللوم على الطبيب الذي وصف هذا الدواء لأنه أعطى أملاً زائفًا لوالد المرضى ولأولاده وعائلتهم".


اقرأ/ي أيضًا: 

نقابة الأطباء تُصعد الثلاثاء.. وتلوح "بالخيارات الصعبة"

خلاف حول شرط حكومي يُدخل الأزمة مع نقابة الأطباء مرحلة حرجة