05-مايو-2024
اجتياح رفح يعني الكارثة.. ماذا عن استعدادات الدفاع المدني؟

تتواصل التهديدات الإسرائيلية باجتياح محافظة رفح جنوب قطاع غزة، رغم التحذيرات الأممية من "حمام دم" وكارثة مؤكدة ستقع في المدينة المزدحمة بقرابة مليون ونصف نسمة غالبيتهم من النازحين الذين يعيشون في الخيام.

في رفح، وقبيل اجتياح إسرائيلي مرتقب لرفح.. 4 مركبات قديمة متهالكة، و90 عنصر دفاع مدنيّ مرهق جرّاء الحرب والحصار 

وتتزامن تهديدات الاحتلال باجتياح كبير وشامل للمحافظة مع حالة عجز يعانيها جهاز الدفاع المدني في المدينة بفعل الحصار وحرب الإبادة الإسرائيلية المتواصلة منذ 7 أشهر، إذ لا يملك الجهاز سوى 4 مركبات متهالكة، و90 عنصرًا منهكًا.

وقال محمود بصل المتحدث باسم الدفاع المدني لـ "الترا فلسطين" إنه في حال نفّذ الاحتلال تهديداته باجتياح رفح فستقع كارثة في المدينة، وستكون مهام طواقم الدفاع المدني معقدة وصعبة جدًا بسبب اكتظاظ المحافظة بمئات آلاف النازحين.

وأوضح بصل أن جهاز الدفاع المدني في رفح كان يعاني بشدة قبل الحرب الإسرائيلية من نقص المعدات والإمكانيات، فيما أسهمت الحرب الإسرائيلية في تدمير 50 في المئة من مقدّراته، وفي حال الاجتياح البري فإن نسبة الدمار ستصل إلى 100 في المئة.

وبيّن المتحدث باسم الدفاع المدني أن رفح فيها 4 نقاط للدفاع المدني فقط، ويمتلك الجهاز فقط 4 مركبات متهالكة تعود سنوات تصنيعها إلى سنة 1988، اثنتان للإنقاذ ومثلهما للإطفاء، وهذه الآليات الأربعة لا تكفي للتعامل مع حدث واحد فقط، وقد دخلت هذه المركبات الخدمة عام 1994 ومن المفترض أنها أخرجت عنها منذ سنوات طويلة، غير أن ذلك لم يحدث بسبب رفض الاحتلال إدخال مركبات جديدة للقطاع المحاصر.

الدفاع المدني في قطاع غزة
الدفاع المدني في قطاع غزة

ولفت إلى أن 80 في المئة من مهام الدفاع المدني خلال الحرب هي مهام إنقاذ و20 في المئة مهام إطفاء، وذلك على العكس من الوضع الذي كان سائدًا قبل الحرب.

وأشار إلى أنّ مركبات الدفاع المدني في رفح تحتاج إلى صيانة آنية ولحظية بسبب كثافة المهام ونداءات الاستغاثة التي يتلقاها الجهاز.

اقرأ/ي أيضًا: تحذيرات أممية من "مذبحة".. الجيش الإسرائيلي يضع خطة لاقتحام رفح

وذكر بصل أن طواقم الدفاع المدني وعددهم 90 تعرّضوا للإنهاك والاستنزاف، بسبب نداءات الاستغاثة والمساعدة التي تصلهم يوميًا، مضيفًا: "فما بالك لو حدث اجتياح بري كبير للمدينة؟! من المؤكد أن الكارثة قادمة".

وأوضح المسؤول في الدفاع المدني أنّ الـ90 كادرًا في رفح يتوزعون بين إداريين وميدانيين، وقد أنهكوا بعد 206 أيام من الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، ويلفت إلى أنّ مقدرات جهاز الدفاع المدني في محافظة غزة والشمال تدمرت بنسبة 80 في المئة، فيما لحقت أضرار كبيرة جدًا في مقدرات الجهاز في خانيونس والمحافظة الوسطى.

68 من طواقم الدفاع المدني في أنحاء قطاع غزة ارتقوا جرّاء القصف الإسرائيلي، فيما أصيب 200 آخرين

وبحسب الدفاع المدني فإنّ أكثر من 10 آلاف شهيد من كافة الأعمار ما يزالون تحت أنقاض المنازل التي دمّرها القصف الإسرائيلي في أنحاء القطاع، بسبب عجز الطواقم عن انتشالهم لعدم توفر الآليات الثقيلة والوقود اللازم لتشغيلها.

وكان مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية اعتبر أنّ أي توغل إسرائيلي في رفح سيعرّض أرواح مئات الآلاف من سكان غزة للخطر، وسيكون ضربة هائلة للعمليات الإنسانية في القطاع بأكمله، بحسب ينس لايركه المتحدث باسم المكتب في إفادة صحفية في جنيف قبل يومين.

وجاءت تصريحات لا يركه في الوقت الذي أعلنت منظمة الصحة العالمية عن خطط طوارئ في حال حدوث توغل في رفح، لكنها أكدت في الوقت ذاته أن الخطط هي "مجرد ضمادة لن تمنع على الإطلاق العدد الكبير المتوقع من الوفيات والأمراض الناجمة عن العملية العسكرية".

الدفاع المدني وإمكانيات متواضعة

وحذر المدير العام للمنظمة تيدروس أدهانوم غيبرييسوس عبر منصة "إكس" من أنّ الهجوم على رفح قد يؤدي إلى "حمام دم".

من جانبها قالت وزارة الصحة إن كارثة صحية غير مسبوقة عالميًا يشهدها قطاع غزة جراء العدوان الإسرائيلي المتواصل منذ 7 أشهر. وحذرت الصحة في بيان من إبادة جماعية قد تحدث إذا نفذت قوات الاحتلال تهديداتها العدوانية باجتياح محافظة رفح، والتي لا يعمل فيها سوى 3 مستشفيات بشكل جزئي، وتشهد انعدامًا في مستوى الصحة العامة والمياه والغذاء وسبل الوقاية الصحية.