01-نوفمبر-2023
خلافات على إرسال الأموال للسلطة الفلسطينية

سموتريتش يهاجم السلطة الفلسطينية ويرفض تحويل الأموال لها (Getty)

قال وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت، إنه "من المناسب تحويل الأموال فورًا إلى السلطة الفلسطينية لتستخدمها قواتها التي تساعد في منع ’الإرهاب’"، مؤكدًا على ضرورة الالتزام في قرار مجلس الوزراء الإسرائيلي بهذا الخصوص، وذلك في كلمة له، مساء يوم الأربعاء.

وردًا على ذلك، قال وزير المالية المتطرف بتسلئيل سموتريتش: "إنني أقدر وزير الدفاع وأدعمه في عمله ليل نهار من أجل أمن إسرائيل". وأضاف: "موقفه المؤيد لتحويل الأموال إلى السلطة الفلسطينية خطأ فادح. لا أنوي السماح بتمويل الأعداء في يهودا والسامرة [الضفة الغربية] الذين يدعمون إرهاب حماس. السلطة الفلسطينية ليست الحل، بل هي جزء من المشكلة. لا نكرر الأخطاء والمفاهيم التي انفجرت في وجوهنا"، وفق قوله.

قال التلفزيون الإسرائيلي الرسمي: إن "ملاسنة وصراخ شهدتها جلسة الكابينت بين رئيس الحكومة نتنياهو ووزير ماليته سموتريتش، الذي وصف تحويل عائدات الضرائب للسلطة تمويلًا للقتلة"

وقال التلفزيون الإسرائيلي الرسمي (كان): إن "ملاسنة وصراخ شهدتها جلسة الكابينت بين رئيس الحكومة نتنياهو ووزير ماليته سموتريتش، الذي وصف تحويل عائدات الضرائب للسلطة تمويلًا للقتلة"، وفق ما ورد.

بدوره، دعم وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير، موقف سموتريتش، قائلًا: "الوزير سموتريتش على حق. يجب ألا نعود إلى المفهوم الخطير؛ فالسلطة الفلسطينية، التي تدعم حماس، وهي لا تستحق أن تحصل حتى على شيكل واحد. السلطة الفلسطينية ليست بديلًا لحماس، فهي حليفة لحماس– وهذه هي الطريقة التي ينبغي التعامل معها: الآن، وأيضًا في اليوم التالي للحرب".

وفي وقت سابق، قال مسؤولان أمريكيان، إن إدارة بايدن أعربت عن قلقها إزاء قرار وزير المالية الإسرائيلي المتطرف بتسلئيل سموتريش تعليق تحويل عائدات الضرائب الفلسطينية إلى السلطة الفلسطينية، وفق ما ورد في موقع "أكسيوس" الأمريكي.

وكان وزير المالية الإسرائيلي المتطرف بتسلئيل سموتريتش، قد قام بإرسال رسالة إلى رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، يوم الإثنين، أبلغه فيها أنه أصدر تعليماته بوقف تحويل أموال الضرائب التي تجمعها إسرائيل لصالح السلطة الفلسطينية هذا الشهر. 

وطالب سموتريتش، بإجراء مناقشة عاجلة في المجلس الوزاري السياسي الأمني بشأن تحويل أموال الضرائب إلى السلطة الفلسطينية، مدعيًا أن "السلطة الفلسطينية لم تدن الهجوم الذي نفذته حماس وتدعمها"، مضيفًا: "أموال الضرائب التي تحولها إسرائيل إلى السلطة تستخدم في أنشطة ضد إسرائيل. لا يعقل في هذا الواقع أن نستمر في تحويل الأموال المذكورة وكأن شيئًا لم يكن".

وتخشى الولايات المتحدة من أن يؤدي تعليق تحويل الأموال إلى زيادة زعزعة استقرار السلطة الفلسطينية وأجهزتها الأمنية في الضفة الغربية المحتلة، حيث قُتل 133 فلسطينيًا منذ بداية العدوان على قطاع غزة.

وفي الأسبوع الماضي، حذر الرئيس الأمريكي جو بايدن، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من أن التوتر المتزايد في الضفة الغربية قد يؤثر على "الحرب المعقدة بالفعل في غزة".

وقال وزير الخارجية توني بلينكن، يوم الثلاثاء، للجنة المخصصات بمجلس الشيوخ إن إدارة بايدن حثت الحكومة الإسرائيلية على تزويد السلطة الفلسطينية بالموارد التي تحتاجها، بما في ذلك عائدات الضرائب، قائلًا: "طلبنا منهم الإفراج عن [الأموال]".

وأضاف أن "السلطة الفلسطينية تبذل كل ما في وسعها للحفاظ على الأمن والاستقرار في الضفة الغربية. وهي تعاني من نقص كبير في الموارد. وهذا جانب آخر من المشكلة".

وطلب المسؤولون الأمريكيون من المسؤولين في مكتب نتنياهو ورون ديرمر، وزير نتنياهو للشؤون الإستراتيجية، توضيحات بشأن القرار، حسبما قال المسؤولون الأمريكيون.

وقال مسؤول أميركي "أبلغناهم أن مثل هذه الخطوة تقوض السلطة الفلسطينية والاستقرار في الضفة الغربية وتتعارض مع المصالح الإسرائيلية. لا يمكننا أن نترك كل شيء ينهار".

وتبلغ عائدات الضرائب حوالي 150 مليون دولار شهريًا، وتشمل ضريبة القيمة المضافة على البضائع التي تدخل قطاع غزة.

وتشكل عائدات الضرائب التي تجمعها إسرائيل للسلطة الفلسطينية بموجب اتفاق أوسلو، مصدرًا رئيسيًا للدخل للسلطة الفلسطينية.

وفي يوليو/تموز الماضي، أصدر مجلس الوزراء الأمني ​​الإسرائيلي قرارًا باتخاذ خطوات لمنع انهيار السلطة الفلسطينية.

وقال نتنياهو في ذلك الوقت إن من مصلحة إسرائيل أن تستمر السلطة الفلسطينية في العمل.

سموتريتش، الذي لم يصوت لصالح قرار مجلس الوزراء بتعزيز السلطة الفلسطينية، يؤيد تفكيك السلطة الفلسطينية.

وكان الرئيس الأمريكي جو بايدن، قد أعلن بعد أسبوع من "طوفان الأقصى"، عن نيته تقديم 100 مليون دولار كمساعدات للضفة الغربية وقطاع غزة.

وفي وقت سابق،  شدد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، خلال حديث مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، على أهمية الحفاظ على الهدوء والاستقرار في الضفة الغربية، وحث عباس على "مواصلة وتعزيز الخطوات لاستعادة الهدوء والاستقرار في الضفة الغربية".

وفي وقت سابق، قالت مصادر أمريكية، إن بايدن حض نتنياهو، على العمل من أجل تهدئة الوضع في الضفة الغربية، لمنع انفجار آخر من شأنه أن يزيد تفاقم الأوضاع الخطيرة الحالية، أو كما وصفها بـ"صب النار على النار". 

وأعرب بايدن لنتنياهو عن قلقه من العدد الكبير للشهداء الفلسطينيين في الضفة الغربية بعد السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الحالي، وكذلك من زيادة عنف المستوطنين وطالبه بمنع اعتداءاتهم على الفلسطينيين.