07-نوفمبر-2022
ملعب المعمورة في مخيم المغازي وسط قطاع غزة

حولت طائرات الاحتلال الإسرائيلي فجر الجمعة الماضي، ملعب "المعمورة"، وهو أحد ملعبين لكرة القدم في مخيم المغازي وسط قطاع غزة، إلى كومة خراب، بعدما كان متنفسًا للمئات من أبناء المخيم المعروف بأزقته الضيقة، وكثافته السكانية.

أسس محمد غنام مؤخرًا أكاديمية لتعليم أطفال مخيم المغازي كرة القدم برسوم رمزية، التحق فيها 140 طفلاً كانوا يتدربون في ملعب المعمورة الذي تم قصفه

ويفتقر مخيم المغازي الذي يقع على مساحة أقل من كيلو متر واحد، ويسكنه ما يزيد عن 31 ألف نسمة، إلى المرافق الترفيهية والاجتماعية، كما يعاني سكانه كبقية مخيمات قطاع غزة من ارتفاع شديد في حالة الفقر والبطالة.

وتعرض مدخل مخيم المغازي، فجر الجمعة، لقصف إسرائيلي عنيف، استهدف موقعًا للمقاومة، إلا أن صاروخين سقطا على حدود ملعب "المعمورة"، ما ألحق دمارًا كبيرًا فيه لم يأت فقط على مرافق الملعب، بل طال أحلام مئات الشبان والأطفال من أبناء المخيم.

ملعب المعمورة في مخيم المغازي وسط قطاع غزة بعد قصفهقصف ملعب المعمورة في مخيم المغازي وسط قطاع غزة

المدرب محمد غنام (35 عامًا)، الذي كان الملعب بالنسبة له بيته الثاني ومصدر رزقه الوحيد، بعد عجزه عن الحصول على وظيفة في مجال الإرشاد النفسي الذي درسه في الجامعة، قال لـ الترا فلسطين: "بعد تخرجي من الجامعة حصلت على فرصة عمل مؤقتة لم تدم سوى ثلاثة أشهر، لجأت بعدها إلى البيع في الأسواق والعمل في مجال البناء، إلى أن استأجرت قبل ثلاث سنوات ملعب المعمورة لكرة القدم، بحكم خبرتي وحبي لهذه الرياضة".

وأضاف محمد غنام أن ملعب "المعمورة" في مخيم المغازي لم يكن مصدر رزق وحسب بالنسبة له، بل كان بيته الثاني، يتوجه له كل صباح ولا يعود منه إلا آخر النهار، بعدما يكون قد قضى يومه في الملعب إما مدربًا لأطفال المخيم وشبابه، أو عاملاً على إصلاح مرافقه وتطويرها، حتى إنه يستقبل أصدقاءه فيه.

محمد غنام وفريقه

وأسس محمد غنام مؤخرًا أكاديمية لتعليم أطفال المخيم كرة القدم برسوم رمزية، التحق فيها 140 طفلاً، "شاهد الحزن في عيون بعضهم عندما حضروا للاطلاع على الدمار الكبير الذي لحق بالملعب الذي كانوا يتدربون فيه" وفق قوله.

تدريب فريق محمد غنام

وبسبب قلة عدد الملعب والأندية الرياضية في قطاع غزة، أنشأ مستثمرون خلال السنوات الماضية عشرات الملاعب المعشبة بغرض تأجيرها، الأمر الذي أسهم في تعويض النقص الحاد في عدد الملاعب. لكن، بسبب الأوضاع الاقتصادية المتردية التي يعاني منها سكان القطاع، فإن الكثير من الشبان والأطفال مازالوا يمارسون رياضة كرة القدم في الشوارع والساحات العامة، بسبب عدم قدرتهم على دفع أجرة تلك الملاعب، التي تقدر بخمسة شواكل للتمرين الواحد.

بسبب الأوضاع الاقتصادية المتردية التي يعاني منها سكان القطاع، فإن الكثير من الشبان والأطفال مازالوا يمارسون رياضة كرة القدم في الشوارع والساحات العامة

وقال محمد غنام: "الاحتلال قتل أحلامي. طوال السنوات الماضية لم أححصل على عمل مناسب يساعدني على بناء منزل والزواج، وفي آخر عام من عملي في الملعب تمكنت من بناء غرفة فوق سطح منزل العائلة، وحتى قبل يوم واحد من تدمير الملعب كانت والدتي تبحث لي عن عروس، لكن توقف الآن كل شيء".

وتساءل: "لا أعلم ما هو الخطر الذي قد يُشكله ملعب كرة قدم على دولة نووية".

وأعرب محمد غنام عن أمله في أن تسرع وزارتا الشباب والرياضة والأشغال العامة في إعادة بناء الملعب، حتى يتمكن من استئناف النشاط والتمارين الرياضية لشبان المخيم وأطفاله.

يُذكر أن ملعب "المعمورة" ليس الأول الذي يتعرض لقصف إسرائيلي في قطاع غزة، ففي عام 2012 تم قصف أكبر ملعبين في القطاع، هما: ملعب فلسطين وملعب اليرموك، ما أدى لتدمير أرضية الملعبين المعشبين، ومساحة واسعة من المدرجات، ثم ملعب بيت حانون في عام 2019.

كما قصفت طائرات الاحتلال خلال جولات العدوان المتكررة على قطاع غزة، مقر اللجنة الأولمبية الفلسطينية، واتحاد كرة القدم، وأندية اتحاد الشجاعية، وأهلي النصيرات، وخدمات دير البلح، وشباب جباليا، ونادي الشمس، ونادي الشهداء، وجماعي رفح.