11-سبتمبر-2023
صورة عامة لبلدة قباطية مأخوذة من الجانب الشرقي للبلدة جنوب جنين

صورة عامة لبلدة قباطية مأخوذة من الجانب الشرقي للبلدة جنوب جنين

خاص الترا فلسطين | فريق التحرير

شهدت بلدة قباطية جنوب جنين ساعات صعبة مساء يوم الجمعة الماضي، إثر اشتباكات مسلحة عنيفة بين الأجهزة الأمنية ومسلحين من عشيرة الحنايشة في البلدة، يقول الأمن إنهم "مطلوبون في قضايا جنائية"، غير أن أغلب الجرحى في هذه الاشتباكات كانوا من المواطنين، وبينهم نساء وأطفال، إضافة إلى تسع إصابات بين عناصر الأمن "الذين استخدموا القوة المفرطة" وفقًا لما أفادت به مصادر محلية وشهود عيان لـ الترا فلسطين، وعشيرة الحنايشة في بيان مساء الأحد.

قباطية أثناء العملية الأمنية كانت "أشبه بساحة حرب، فالرصاص المتبادل من كل مكان، وكان عناصر الأجهزة الأمنية منتشرين في جبال البلدة وشوارعها ويطلقون النار من كل مكان، كما قطعوا التيار الكهربائي عن الحي الغربي بشكل كامل

واندلعت الاشتباكات بعدما حاصرت قوة أمنية مشتركة منزلاً في قباطية، لوجود "مطلوبين" على خلفية شجار عمره سنوات بين عائلتي الحنايشة وخزيمية في قباطية، أسفر حينها عن مقتل شخصين من عائلة الحنايشة، وشخص آخر من عائلة خزيمية.

وقال شاهد عيان على الحدث، إن عناصر الأمن كانوا يطلقون الرصاص الحي نحو الأهالي بشكل مباشر، كما أطلقوا النار في الهواء عقب اعتقال "المطلوبين" وأثناء الانسحاب من البلدة، والتقطوا صورًا للمعتقلين.

وأفاد مصدر من قباطية، فضل عدم ذكر اسمه، أن قباطية أثناء العملية الأمنية كانت "أشبه بساحة حرب، فالرصاص المتبادل من كل مكان، وكان عناصر الأجهزة الأمنية منتشرين في جبال البلدة وشوارعها ويطلقون النار من كل مكان، كما قطعوا التيار الكهربائي عن الحي الغربي بشكل كامل".

وأوضح المصدر لـ الترا فلسطين، أنه رأى بنفسه كيف كانت الأجهزة الأمنية تطلق الرصاص الحي بشكل مباشر تجاه الشبان في الشوارع وتمنع وصول الإسعاف للمصابين، وهذا ما أكده لنا الطفل محمد حنايشة (14 عامًا) الذي فقد عينه بالكامل عقب إصابته برصاصة دخلت من أنفه وخرجت من عينه اليسرى. وقال الطفل محمد حنايشة: "كنت أقف أمام باب منزل برفقة صديقي، وفجأة قام عنصر بلباس عسكري بإطلاق النار نحونا بشكل مباشر، وبعد أن وقعت على الأرض حاول صديقي سحبي إلى المركبة بجانبنا فقام بإطلاق النار نحوه ما أدى لإصابته في قدمه".

وقال مصدر من عائلة حنايشة لـ الترا فلسطين إنه "مستغرب من آلية تعامل الأجهزة الأمنية والسلطة مع الخلاف بين العائلتين في البلدة، إذ تقوم باعتقال أي شخص من عائلة حنايشة، حيث اعتقلت منذ الجمعة أكثر من خمسة أشخاص من العائلة، عدد منهم ليس هناك تهم ضدهم، بينما لم تقم الأجهزة الأمنية باعتقال أي شخص من العائلة الأخرى على الرغم من أنها (الأجهزة الأمنية) تروج إلى أن الهدف من العملية ومن حملة الاعتقالات هو الضغط لإنهاء الخلاف العائلي المستمر منذ أكثر من ثلاثة سنوات".

من جانبها، كفاح نزال، قالت إنها كانت برفقة مجموعة من النساء في الشارع عندما أطلق الأمن نحوهن قنابل غاز، مضيفة أن عناصر الأمن اعتدوا على النساء بالضرب، وصادروا هواتف بعضهن لمنعهن من تغطية الحدث. وتابعت: "لقد تم ضرب نساء كبيرة بالسن وإجبارنا على الرجوع إلى الخلف رغم أننا كنا برفقة والدة أحد المطلوبين في طريقنا لمحاولة الحديث معهم لإقناعهن بتسليم أنفسهم".

كفاح نزال، قالت إنها كانت برفقة مجموعة من النساء في الشارع عندما أطلق الأمن نحوهن قنابل غاز، مضيفة أن عناصر الأمن اعتدوا على النساء بالضرب، وصادروا هواتف بعضهن لمنعهن من تغطية الحدث

وقالت عشيرة الحنايشة في بلدة قباطية، في بيان يوم الأحد، إنها فوجئت بقوات من الأجهزة الأمنية تحاصر منزلاً لأحد أفراد العائلة لاعتقال "مطلوبين" من العائلة على خلفية الشجار العائلي التي حدث قبل أكثر من سنتين وراح ضحيته عبد السلام حنايشة وابن شقيقته الشاب محمد حنايشة على يد مجموعه من المسلحين من عائلة أخرى (خزيمية) كما راح ضحيته لاحقًا تيسير خزيمية.

وأضافت الحنايشة في بيانها، أن العائلة فوجئت ببعض عناصر الأمن المقتحمة تفرط في استخدام القوة وتطلق النار بشكل عشوائي على المدنيين والأطفال والنساء، ما أدى لإصابة أكثر من 10 مواطنين، بينهم طفلٌ أصيب بالرصاص الحي الذي اخترق الكبد والطحال والمعدة، وطفلٌ آخر أصيب بالرصاص الحي في الرأس، ما أدى لفقدانه عينه اليسرى بالكامل، كما أصيب شابٌ بشظية في عينه أثناء محاولته إسعاف أحد الاطفال امام منزله، عقب منع الأجهزة الأمنية لمركبات الإسعاف بالمرور.

وأوضحت، أن بين المصابين، سيدة أصيبت في الرأس نتيجة ضرب أحد العناصر لها بشكل مباشر، وشابٌ أصيب بالرصاص الحي في الرقبة، وآخر أصيب بالرصاص الحي في صدره أثناء عودته من المزرعة وهو يقود جرارًا زراعيًا، إضافة إلى رابع أصيب بالرصاص الحي بيده ما أدى إلى تهتك العصب وقطع الأوتار والأوردة، إلى جانب إصابات أخرى مازالت في المستشفى.

وتابعت عائلة الحنايشة: "لم ينته الظلم بانتهاء الحدث بل وصل الأمر إلى اقتحام المستشفيات واعتقال المصابين أو حجزهم ومنع الزيارات عنهم. كما تم اعتقال مصاب بعينه واقتياده إلى السجن دون استكمال العلاج وحالته خطرة".

عائلة الحنايشة: أكثر من 10 إصابات برصاص الأمن، بينهم طفلٌ فقد عينه اليسرى، ونساء. طلال دويكات:  تسعة عناصر أصيبوا بالرصاص إثر الاشتباك مع "المطلوبين"، أحدهم إصابته في الصدر وحالته خطيرة

في المقابل، قال المتحدث باسم الأجهزة الأمنية طلال دويكات في تصريح صحفي، إن الأجهزة الأمنية تلقت معلومات عن تحصن "مطلوبين جنائيين بقضايا قتل وإطلاق نار" داخل منزل في قباطية، فتحركت قوة مشتركة من الأجهزة الأمنية وحاصرت المنزل، وبعد محاولات لمنح "المطلوبين" فرصة لتسليم أنفسهم للعدالة، بادر بعضهم بإطلاق النار على أفراد القوة الأمنية.

وبيّن طلال دويكات، أن تسعة عناصر أصيبوا بالرصاص إثر الاشتباك مع "المطلوبين"، أحدهم إصابته في الصدر وحالته خطيرة، مضيفًا أن القوة الأمنية تمكنت من اقتحام المنزل واعتقال "المطلوبين". ولم يُعلق دويكات على العدد الكبير من الإصابات بين المواطنين، والقوة المفرطة التي قالت عائلة الحنايشة وشهود العيان إن الأمن استخدمها في الاقتحام.