31-مارس-2024
حرب غزة، قتل المدنيين في مناطق القتال

بمجرد دخول الناس، خاصة الذكور البالغين، إلى منطقة الدمار، فإن الأمر هو إطلاق النار حتى القتل | epaimages

الترا فلسطين | فريق التحرير

أكد مقالٌ في صحيفة هآرتس، الأحد، أن جيش الاحتلال يتعامل مع أي شخص يدخل مناطق القتال على أنه إرهابي، وبناءً على ذلك يتم إطلاق النار عليه فورًا، وهذا يقود إلى التشكيك في حقيقة الأرقام التي يعلنها الجيش عن عدد القتلى من فصائل المقاومة الفلسطينية.

ضابط احتياط قاتل في غزة: "الإرهابي هو أي شخص قتل على يد الجيش الإسرائيلي داخل مساحة القتال الخاصة بالقوة التي قامت بقتله"

وأشار كاتب المقال يانيف كوبويتز إلى مقطع فيديو نشرته قناة الجزيرة، يوضح قصف أربعة من المدنيين من الجو وقتلهم رغم التحقق أنهم لا يحملون أي أسلحة. ونقلت الصحيفة عن ضابط كبير قوله، "هذا حدث سيئ للغاية، لم يكونوا مسلحين، ولم يعرضوا القوات للخطر". بينما اعترف ضابطٌ في الشاباك بعدم وجود أي دليل أن الأشخاص الأربعة مسلحون أو على صلة بأي عملية في المنطقة.

وأورد يانيف كوبويتز في مقاله شهادة لضابط احتياط شارك في الحرب على غزة، إذ قال، إن "الإرهابي هو أي شخص قتل على يد الجيش الإسرائيلي داخل مساحة القتال الخاصة بالقوة التي قامت بقتله".

وأكد، أن هذه القصة هي مجرد مثال واحد تم الكشف عنه من بين قصص عديدة توضح كيف يُقتل الفلسطينيون بنيران الجيش، وكيف يتم إحصاء عدد القتلى من فصائل المقاومة.

وأوضح يانيف كوبويتز، أن الجيش الإسرائيلي يقدر عدد القتلى من الفصائل الفلسطينية منذ بداية الحرب بتسعة آلاف شخص، لكن مجموعة من القادة في القوات النظامية وقوات الاحتياط الذين تحدثوا لهآرتس، شككوا في صحة هذا الرقم.

وبحسب الضباط الذين تحدثوا لهآرتس، فإن ما يحدث هو أن مقاتلين من الفصائل ينفذون عملية تتمركز فيها قوة من الجيش، وعلى أثر ذلك تصبح المناطق المحيطة بها نوعًا من المناطق العسكرية المغلقة، ولكن بدون علامات مرئية.

وقال يانيف كوبويتز: "مصطلح آخر لهذه المناطق، هو مناطق الإبادة". ونقل عن ضابط احتياط قوله: "في كل منطقة قتال، يحدد القادة مناطق الدمار، وهذا يعني خطوطًا حمراء واضحة، وهي أنه يمنع على أي شخص ليس جزءًا من الجيش الدخول لهذه المنطقة".

وأضاف الضابط، "لقد قيل لنا على وجه التحديد أنه حتى في حالة فرار المشتبه به إلى مبنى ويوجد فيه أشخاص، يتم إطلاق النار على المبنى لقتل الإرهابي. حتى على حساب إصابة الأشخاص الآخرين".

وتابع، "بمجرد دخول الناس، خاصة الذكور البالغين، إلى منطقة الدمار، فإن الأمر هو إطلاق النار حتى القتل، حتى لو كان المشتبه به غير مسلح".

وأكد الضابط، أن الجنود النظاميين أكثر سرعة في الضغط على الزناد من زملائهم في قوات الاحتياط، مبينًا أنه تعرض شخصيًا لموقف كان يمكن أن ينتهي بسهولة بقتل أبرياء.

بمجرد دخول الناس، خاصة الذكور البالغين، إلى منطقة الدمار، فإن الأمر هو إطلاق النار حتى القتل، حتى لو كان المشتبه به غير مسلح

وإلى جانب ما تكشفه هذه الشهادات عن التعليمات الواضحة باستهداف المدنيين دون أن يشكلوا خطرًا على أحد، فإنها تقود إلى حقيقة أن تقديرات الجيش الإسرائيلي لعدد القتلى من فصائل المقاومة ليست حقيقية، وأن الرقم المعلن عنه هو 9 آلاف شهيد يشمل في الواقع عددًا غير معلوم من الشهداء المدنيين.

يُذكر أن وزارة الصحة أعلنت ارتقاء 32 ألفًا و705 شهداء منذ السابع من أكتوبر، إضافة إلى تقديرات بوجود أكثر من 8 آلاف شخص تحت الأنقاض. واستنادًا إلى معطيات صحيفة هآرتس، فإن نسبة الشهداء من فصائل المقاومة هي أقل من ربع إجمالي الشهداء، ما يؤكد أن النسبة الأكبر من ضحايا الحرب الإسرائيلية هم مدنيون، وهذا يتطابق مع إعلان سابق لوزارة الصحة بأن 72% من الشهداء هم أطفال ونساء.