19-نوفمبر-2024
غرق خيم النازحين في غزة

شهدت مناطق واسعة في غزة، بما فيها وسط وجنوب القطاع، غرق عدد كبير من الخيام ومراكز الإيواء بمياه الأمطار، حيث غمرت المياه خيام النازحين في ملعب اليرموك بمدينة غزة. وأفاد التلفزيون العربي أن النازحين في تلك الخيام، التي تفتقر لأدنى مقومات الحماية، قضوا ليلتهم في معاناة شديدة بين البرد وتسرب المياه إلى داخل أماكن إقامتهم.

وقال نازح في إحدى الخيام: "في أقل من خمس دقائق، غمرت مياه الأمطار خيامنا، وأصبح الأطفال بلا غطاء، وأغرقت مياه المطر فراشنا البسيط". ونشرت منصات التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو وصورًا توثّق غرق الخيام واقتلاع بعضها بفعل الرياح.

أكد المكتب الإعلامي الحكومي أن السيول أغرقت 74% من خيام النازحين

وصرحت إحدى السيدات النازحات من شمال القطاع: "هربنا من الصواريخ، لكن الأمطار لاحقتنا.. لم نعد نحتمل هذا الشتاء الذي يعمّق جراحنا". وأكدت أنّ الظروف الجوية القاسية فاقمت معاناتها وطفلها الرضيع، في ظلّ خيام غير مؤهلة لمثل هذه الأحوال.

البنية التحتية المتضررة تفاقم الأزمة

وتوقفت مضخات الصرف الصحي عن العمل بسبب نفاد الوقود، مما جعلها عاجزة عن تصريف المياه، وفقًا لما أعلنته السلطات المحلية. وأكد المكتب الإعلامي الحكومي أن السيول أغرقت 74% من خيام النازحين، ولفت إلى أن عدد النازحين تجاوز المليوني شخص في ظل استمرار تدفقهم يوميًا من مناطق الشمال.

وجددت المؤسسات الحكومية والبلديات نداءاتها للمجتمع الدولي لتقديم الدعم والتنسيق مع الجانب الإسرائيلي لإدخال المعدات والوقود اللازم لتخفيف معاناة النازحين. غير أن هذه المناشدات، بحسب المكتب الإعلامي، لم تجد استجابة تُذكر حتى الآن.

الدفاع المدني يناشد الفلسطينيين لاتخاذ التدابير الوقائية 

دعا الدفاع المدني الفلسطيني في قطاع غزة، أمس الإثنين، النازحين في الخيام ومراكز الإيواء، إلى اتخاذ الاحتياطات اللازمة لمواجهة المنخفض الجويّ الذي بدأ تأثيره أمس، ومن المتوقع أن يستمر حتى صباح غد الأربعاء. وحثّ الدفاع المدني على تثبيت الخيام ووضع سواتر رملية حولها لتقليل مخاطر الفيضانات وتدفق مياه الأمطار.

وفي السياق، صرّح المهندس عاصم النبيه، المتحدث باسم بلدية غزة، أن المنخفض الجويّ إلى أن الأضرار الواسعة التي لحقت بالبنية التحتية، جراء العمليات العسكرية الإسرائيلية، فاقمت من المخاطر، إذ تم تدمير أكثر من 175 ألف متر من شبكات الصرف الصحي و15 ألف متر من شبكات الأمطار، ما يزيد احتمالية غرق المنازل والخيام.

وأوضح النبيه أن بلدية غزة تعمل على تنظيف شبكات الصرف الصحي لتقليل الأضرار، إلا أن نقص المعدات الثقيلة، التي تعرّض 80% منها للتدمير، يحدّ من قدرة الفرق على التصدي للمخاطر. وناشد المنظمات الدولية التدخل العاجل لتزويد القطاع بالمعدات والمواد اللازمة لصيانة الشبكات المتضررة.