07-أكتوبر-2024
قصف تل أبيب للمرة الأولى

(Getty)

أعلنت كتائب القسام، اليوم الإثنين، عن قصف تل أبيب بمجموعة من الصواريخ، مؤكدة أن هذا القصف يأتي في إطار "معركة الاستنزاف المستمرة وردًا على المجازر الصهيونية بحق المدنيين وتهجير أبناء الشعب الفلسطيني"، وجاء القصف في سنوية الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.

كتائب القسام قصفت تل أبيب في سنوية الحرب الأولى

وذكرت الجبهة الداخلية الإسرائيلية أن صفارات الإنذار دوت في منطقة تل أبيب، فيما وأفادت هيئة البث الإسرائيلية بأن الصواريخ أُطلقت من قطاع غزة باتجاه المنطقة.

وأكدت إذاعة جيش الاحتلال رصد إطلاق خمسة صواريخ من منطقة خانيونس جنوبي القطاع باتجاه تل أبيب، مما أسفر عن سقوط شظايا في مدينة حولون جنوب تل أبيب بعد اعتراض القبة الحديدية لعدد من هذه الصواريخ. وأفادت مصادر الإسعاف الإسرائيلي بأن هناك إصابتين بجروح طفيفة جرّاء القصف.

يأتي هذا التصعيد بالتزامن مع الذكرى الأولى لعملية 7 تشرين الأول/أكتوبر، التي نفذتها الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة. وعلى الجانب الآخر، أعلنت وسائل إعلام إسرائيلية أن جيش الاحتلال بدأ هجومًا واسعًا على جميع أنحاء قطاع غزة، في نفس التوقيت الذي بدأت فيه عملية 7 تشرين الأول/أكتوبر العام الماضي، بالتوازي مع عمليات للمقاومة على محاور مختلفة داخل القطاع.

وزعم جيش الاحتلال في بيان له أنه يقوم بمهاجمة أهداف ومنصات إطلاق صواريخ تابعة لحركة حماس في مختلف مناطق قطاع غزة. وأوضح البيان أن ثلاث قذائف تم اعتراضها بواسطة سلاح الجو الإسرائيلي بينما سقطت قذيفة واحدة في منطقة مفتوحة.

من جانبها، أكدت كتائب القسام مسؤوليتها عن إطلاق الصواريخ من قطاع غزة باتجاه تل أبيب، في حين استمرت غارات الاحتلال على مناطق مختلفة من القطاع. 

في السياق ذاته، أعلنت كتائب القسام عن تنفيذ عمليات هجومية استهدفت قوات الاحتلال في عدة محاور داخل غزة، من بينها قصف تجمعات إسرائيلية في معبر رفح البري وقرب مستوطنة حوليت وموقع صوفا العسكري ومركز عمليات موقع كرم أبو سالم العسكري بعدد من صواريخ "رجوم" عيار 114 ملم.

وأكدت كتائب القسام أن مقاتليها يخوضون معارك ضارية مع قوات الاحتلال في محاور التوغل شمال القطاع، حيث استهدفت دبابة "ميركافا" بقذيفة "الياسين 105" غرب معسكر جباليا، وتم تفجير منزل مفخخ مسبقًا في قوة إسرائيلية مكونة من عشرة جنود، مما أسفر عن وقوع إصابات بين قتيل وجريح. كما أعلنت القسام عن عملية مركبة شرق معسكر جباليا شملت تفجير عبوة شديدة الانفجار في دبابة ميركافا كانت محاطة بجنود، واستهداف مجموعة الإجلاء بقذيفة مضادة للأفراد خلال محاولتها نقل الجنود القتلى والجرحى.

وفي شمال غرب غزة، تم تفجير عبوات أرضية في ناقلة جند إسرائيلية وجرافتي "دي-9" عسكريتين. في الوقت نفسه، أعلنت سرايا القدس عن اشتراكها مع كتائب القسام في قنص جنديين إسرائيليين شرق بلدة بيت حانون ومخيم جباليا شمال القطاع، كما استهدفت بقذيفتين غرفة قيادة وتحكم تابعة لجيش الاحتلال في مخيم جباليا.

بالتنسيق مع كتائب الشهيد أبو علي مصطفى، استهدف مقاتلو سرايا القدس مدرعة "نمر" إسرائيلية بقذيفة مضادة للدروع في جباليا، كما أعلنوا عن قصف عسقلان ومستوطنات غلاف غزة برشقات من الصواريخ.

واستشهد فلسطينيون وأصيب آخرون في قصف استهدف منزلين بمنطقة الصفطاوي شمالي القطاع ومخيم البريج في الوسط. كما ذكرت مصادر طبية إصابة سبعة فلسطينيين نتيجة قصف وإطلاق نار من طائرات مسيرة استهدف مخيم النصيرات وسط القطاع، فيما أفادت تقارير أخرى بوقوع إصابات في غارات استهدفت منزلاً بمنطقة الشعف شرق مدينة غزة.

وفي تصعيد آخر، استهدفت طائرات الاحتلال خيام النازحين داخل مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح وسط القطاع، مما أدى إلى وقوع عدد من الجرحى بينهم أطفال. ووفقًا لمصادر طبية، بلغ عدد الشهداء في غارات الاحتلال على مناطق متفرقة من القطاع منذ فجر يوم الأحد 68 شخصًا.

كما أعلنت وزارة الصحة بغزة، في بيان صحفي، مرور عام على حرب الإبادة بكون "هذا العام هو أحد أبشع فصول الجرائم بحق الشعب الفلسطيني، استهدف فيه الاحتلال كل مقومات الحياة وأمعن في تدميرها، مما خلف آثارًا كارثية على السكان والقطاع الصحي".

وأشارت الوزارة إلى أن الاحتلال ركز هجماته على استهداف المنظومة الصحية، مؤكدة أن القطاع الصحي تعرض لاستهداف ممنهج منذ بداية العدوان، والذي يشمل حصارًا استمر على مدى 18 عامًا. وأضافت الوزارة أن هذا الحصار شمل قطع الإمدادات الطبية الأساسية، ومنع دخول التجهيزات الطبية، بالإضافة إلى تقييد حركة خروج المرضى للعلاج في الخارج.

وفي الإحصائيات التي قدمتها الوزارة، ذكرت أن عدد الشهداء في قطاع غزة بلغ 41,909 شهيد، أكثر من 60% منهم من النساء والأطفال، إضافة إلى 97,303 جريح. وبلغ عدد شهداء الكوادر الطبية 986 كادرًا، بينهم 4 استشهدوا داخل السجون الإسرائيلية، من أصل 312 معتقلاً في القطاع الصحي.

كما أوضحت الوزارة أن أكثر من 65% من المؤسسات الصحية تعرّضت للتدمير الجزئي أو الكامل، ولم يتبق سوى عدد محدود من المستشفيات يعمل بشكل جزئي وبنسبة إشغال تتجاوز 300%، خصوصًا في أقسام العناية المركزة والحضانات. ويأتي ذلك بالتزامن مع انهيار البنية التحتية للصحة العامة، حيث تضررت شبكات المياه والصرف الصحي ومنع إدخال المنظفات الشخصية ومواد التعقيم، مما أدى إلى انتشار الأوبئة والأمراض مثل التهاب الكبد الوبائي وشلل الأطفال.

وأكدت الوزارة أن الاستهداف الممنهج للقطاع الصحي حرم أكثر من مليوني شخص في غزة من الحصول على الخدمات الصحية الأساسية، بما في ذلك 50 ألف امرأة حامل، و12 ألف مريض سرطان يعانون من نقص العلاج، بالإضافة إلى وفاة المئات من مرضى غسيل الكلى بسبب انعدام الخدمات اللازمة. وتشير التقديرات إلى أن أضعاف عدد الشهداء قد توفوا نتيجة نقص الرعاية الصحية.