15-سبتمبر-2024
إلياس خوري عن فلسطين

(Getty) الروائي الراحل إلياس خوري

كان عنصرًا في الثورة الفلسطينية، يخرج إلى القاعدة العسكرية، ويحمل إلى جانب سلاحه مجموعة من الروايات، وكان يريد أن يصبح روائيًا، هذه قصة بداية الراحل إلياس خوري، كما يرويها، الذي انخرط في الثورة الفلسطينية، خلال وجودها في لبنان، إذ حمل السلاح فيها، وكان يقرأ الروايات، وانتقل لاحقًا إلى مركز أبحاث منظمة التحرير الفلسطينية، وعمل فيه لعدة سنوات.

وانشغل إلياس خوري لسنوات طويلة في قضية فلسطين، كتب عنها أدبًا، ومقالةً، وساهم في نقاشات سياسية طويلة، وكان رئيسًا لتحرير مجلة الدراسات الفلسطينية، حتى رحيله. وعاش خوري مع قضية فلسطين مراحلها الطويلة العدة، وغاب عنها في ظل العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة.

كتب إلياس خوري عدة روايات عن فلسطين، وكان آخر إصداراته كتاب يجمع عدة دراسات ومحاضرات تحت عنوان "النكبة المستمرة"

  • رواية باب الشمس

تُعد رواية باب الشمس، الصادرة في عام 1998، من أبرز روايات الراحل الروائي إلياس خوري، وتحولت لاحقًا إلى فيلم سينمائي، كما صارت قرية أقيمت في عام 2013، بالقرب من القدس المحتلة، على منطقة مهددة بالاستيطان، التي جاء اسمها من رواية خوري.

وحول القرية، كتب إلياس خوري حينها، منشورًا على فيسبوك، قال فيه: "لن أقول يا ليتني كنت معكم، فأنا معكم.. أراكم وأرى كيف صار الحلم على أيديكم حقيقة منغرسة في الأرض. ’على هذه الأرض ما يستحق الحياة’ كما كتب محمود درويش، لأنكم عندما بنيتم قريتكم الرائعة أعدتم المعنى إلى المعنى، وصرتم أبناء هذه الأرض وأسيادها. هذه هي فلسطين التي حلم بها يونس في رواية "باب الشمس". كان ليونس حلمًا من كلمات، فصارت الكلمات جروحًا تنزف بها الأرض، وصرتم أنتم يا أهالي باب الشمس كلمات تكتب الحلم بالحرية، وتعيد فلسطين إلى فلسطين".

وأضاف خوري: "أرى في قريتكم كل وجوه الأحبة الذين غابوا في الطريق إلى أرض موعدنا الفلسطيني.. فلسطين هي موعد الغرباء الذين طردوا من أرضهم، ويطردون كل يوم من بيوتهم. غرباء وأنتم أبناء الأرض وزيتونها وزيتها! أرى في عيونكم وطنا يولد من ركام النكبة الكبرى المستمرة منذ أربعة وستين عامًا. أراكم فتكبر في قلبي الكلمات، أرى الكلمات فتكبرون في وجداني، وتعلون وتقتحمون السماء. وختامًا، لي طلب واحد هو أن تقبلوني مواطنًا في قريتكم، أتعلم معكم معاني الحرية والحق".

الرواية التي نشرت في ذكرى الـ50، تتناول قرية مخترعة يسميها إلياس خوري "باب الشمس"، وتدور حول قصة الفدائي يونس، الذي يتسلل بشكلٍ دوري إلى قريته الجليلة من أجل لقاء زوجته. وكان خوري قد جمع عشرات الروايات الشفوية حول النكبة، خلال عمله في مركز أبحاث منظمة التحرير الفلسطينية. بالإضافة إلى تطرقه إلى مجزرة صبرا شاتيلا.

وقال إلياس خوري، إن رواية باب الشمس، وإقامة القرية باسمها لاحقًا، هي من المرات القليلة التي فيها الأدب يتحول إلى واقع، إذ عادة يتحول الواقع إلى أدب، وهذه من المرات القليلة التي يتحول فيها "الأدب إلى واقع".

وفي مرة سابقة، قال عن الرواية: "كتبتها وكان برأسي، أمر واحد هو أن أكتب قصة حب. كنت أتساءل دائمًا، لماذا قصص الحب عند العرب مخترعة وليست حقيقية؟ ولماذا لا أكتب بكل بساطة عن حب رجل لزوجته. وهذا ما كان".

  • رواية أولاد الغيتو - اسمي آدم

تتناول رواية "أولاد الغيتو"، الصادرة عام 2016، حكاية مدينة اللد الفلسطينية، وينقل على لسان البطل آدم دنون، الذي قال في مقطع من الرواية: "اكتشفت مع العمر والتجربة أن الثائر إنسان يائس، وأن اليأس هو أنبل المشاعر؛ لأنه يحررنا من الأوهام، ويجعل من رؤيتنا الثورية عملًا مجانيًا يشبه الفن".

وتنطلق الرواية، من مصادقة لقاء خوري مع بطلها في نيويورك، ويحصل على دفتره، ويروي تجربة اللجوء والنكبة من مدينة اللد، التي حول ما تبقى منها إلى معزل أو غيتو بالمعنى الحرفي والحقيقي.

  • رواية أولاد الغيتو 2: نجمة البحر

صدرت رواية "أولاد الغيتو 2"، في عام 2019، ويتابع فيها قصة "آدم دنون"، اللجوء الذي انطلق في رواية قصته، بعد هجرته إلى نيويورك من اللد، ويواصل في هذا الجزء رواية قصة المعاناة والمعازل، بما تتشابك مع قضايا النكبة والهولوكوست، مع الاستمرار في معالجة النكبة الفلسطينية المستمرة.

  • رواية مملكة الغرباء

هي رواية صدرت عام 1993، ويروي فيها إلياس خوري، حكايات "ساخنة" من الحرب الأهلية في لبنان، ويعرض فيها قصص فئات اجتماعية متعددة من المجتمع اللبناني، من أصول وأديان مختلفة.

وبينما الرواية كانت عن لبنان، إلّا أن فلسطين كانت حاضرةً فيها، وتناول فيها تجارب الفلسطينيين في مخيمات لبنان، بما في ذلك حكاية القيادي علي أبو طوق، والباحث الفلسطيني الراحل أنيس صايغ.

  • رواية أولاد الغيتو 3 - رجل يشبهني

في "أولاد الغيتو 3"، التي صدرت عام 2023، يختتم إلياس خوري رحلته، مع آدم دنون، في رحلة بدأت من اللد، واستمرت في حيفا ويافا ووصولًا إلى نيويورك، لتكون نهاية ثلاثية خوري "أولاد الغيتو".

  • رواية عكا والرحيل

هي رواية صدرت لخوري عام 1990، ويتناول فيها تاريخ مدينة عكا، عبر قصة خديجة الصالح، التي أصبحت أول متعلمة في عائلتها، ويتناول فيها تاريخ المدينة القلق، عبر سيرة حياة خديجة والصراعات الطويلة حول المدينة.

وكان من آخر إصدارات إلياس خوري، مجموعة من المحاضرات والدراسات تحت عنوان "النكبة المستمرة"، كما صدر له في الرواية أبواب المدينة، وعن علاقات الدائرة، ورحلة غاندي الصغير، ومجمع الأسرار، والجبل الصغير الرواية التي امتدحها إدوارد سعيد، والوجوه البيضاء، ورائحة الصابون، ويالو التي اعتبرها محمود درويش أفضل ما كتب إلياس خوري، والمرايا المكسورة: سينالكول، وكأنّها نائمة.