15-نوفمبر-2024
نازح يعيد تدوير بطارية تالفة

يدير النازح حمود حبيب، 40 عامًا، إلى جانب اثنين من أشقائه ورشة صغيرة في وسط قطاع غزة، لإعادة تدوير وتجميع البطاريات التالفة والتي تحتوي على مادة الرصاص والزئبق، بطريقة يدوية وأولية، دون اتباع أيّ وسائل حماية، في ظلّ منع الاحتلال مرور هذه البطاريات إلى قطاع غزة منذ بداية الحرب في السابع تشرين الأول\أكتوبر 2023.

ويقول حمودة حبيب لـ "الترا فلسطين" بسبب إغلاق الاحتلال للمعابر ارتفع سعر البطاريات بصورة كبيرة جدًا في ظلّ الإقبال الكبير جدًا من المواطنين على شرائها لإضاءة خيامهم، واستخدامها في مشاريع الطاقة الشمسية لشحن الهواتف، وكذلك لاستخدامها في المركبات.

بحسب مختصين فإنّ عمل ورش تدوير  البطاريات قرب التجمعات السكنية، يجعل السكّان عرضة لتسرّب  الغازات السامة منها، فضلّا عن مخاطرها البيئية على التربة ومخزون المياه الجوفية

وأضاف حبيب، كان المواطنون يتخلصون من البطاريات التالفة عبر إلقائها في النفايات أو بيعها مقابل شواقل معدودة، لكن الآن يضطرون لتصليحها مع  نفاد هذه البطاريات من السوق وارتفاع أسعارها بصورة غير مسبوقة.

وبين أن البطارية من فئة 70 لـ 100 أمبير بحالة جيدة ارتفع ثمنها من 400 شيكل إلى 5 آلاف شيكل، فيما تبلغ تكلفة إعادة تدوير البطارية من 500 لـ 1000 شيكل بحسب الأعطال ، وهو ثمن بطارية أو بطاريتين قبل الحرب.

وأردف حبيب، الناس تضطر إلى تصليح البطاريات التالفة من أجل استمرار أعمالهم، خاصة النازحين الذين يعلمون في مشاريع شحن الهواتف عبر الطاقة الشمسية، أو المواطنين الذي يعملون في قطاع النقل والمواصلات.

وعن مراحل صيانة البطاريات التالفة، يقول حبيب نضطر لفتح البطارية في ظلّ عدم وجود أدوات حماية خاصة في هذا العمل بصورة يدوية، ونعمل على تغيير الأجزاء التالفة وإضافة المواد اللازمة، ومن ثم القيام بتجميع البطارية وشحنها، مبينًا أنّ البطارية التي تخضع للتصليح تعمل بنسبة وجودة أقل من الماضي تصل إلى 70%.

بطاريات
يتم إصلاح البطاريات بشكل يدوي بسبب عدم توفر المعدات | عبد الكريم السموني | الترا فلسطين

وذكر حبيب أن سبب ارتفاع سعر صيانة وتجميع البطاريات هو نفاذ المواد الخاصة من الأسواق وارتفاع ما تبقى منها، فعلى سبيل المثال كان يبلغ ثمن اللوحات الداخلية في البطارية 20 شيكلًا مقابل الكيلو الواحد، لكنه ارتفع إلى 300 شيكل خلال الحرب، فيما ارتفع ثمن الصندوق الخارجي من 20 لـ 200 شيكل، كما ارتفع ثمن كيلو الأسيد من 60 لـ 600 شيكل.

ويضيف حبيب الذي كان منشغلًا في تجميع بطارية جديدة، لم أكن أتخيل في حياتي أن أقوم بهذا العمل بصورة يدوية فيها الكثير من المشقة والمخاطرة، مبينًا أنه كان يعمل قبل الحرب على صناعة هذه البطاريات بطريقة آلية داخل مصنع يمتلكه والده في حي الشجاعية شرق مدينة غزة.

البطاريات
يصاب العاملون في تدوير البطاريات بمرض تسمم الرصاص الذي يضرّ بالدماغ | عبد الكريم السموني | الترا فلسطين

 ومنذ بداية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في تشرين الأول\أكتوبر 2023 يُعتمد على البطاريات كمصدر بديل للطاقة لدى جميع سكان غزة الذين يزيد عددهم على مليوني نسمة، عوضًا  عن انقطاع الكهرباء الكامل منذ ذلك الحين.

وبحسب مختصين فإنّ عمل ورش تدوير  البطاريات قرب التجمعات السكنية، يجعل السكّان عرضة لتسرّب  الغازات السامة منها، فضلّا عن مخاطرها البيئية على التربة ومخزون المياه الجوفية، حيث أنّ غرامّا واحدّا من الزئبق يمكن أن يلوث مليون لتر من المياه الجوفية.

 ويصاب العاملون في تدوير البطاريات بحسب مدير دائرة النفايات الصلبة والخطرة في سلطة جودة البيئة محمد  مصلح في تصريحات منشورة، بمرض تسمم الرصاص، المادة الرئيسية المكونة للبطارية، الذي يعرف بأنه من أنواع التسمم المعدني الناجم عن  تراكم الرصاص في الجسم عبر التنفس أو الابتلاع، ويعتبر الدماغ  أكثر الأعضاء حساسية وتضررّا منه.