19-فبراير-2019

الترا فلسطين | فريق التحرير 

لم يجد أبو محمد مكانًا يعرض فيه بضاعته التي يعيل منها عائلة يزيد أفرادها عن عشرة، عقب إزالة بلدية جنين بالتعاون مع محافظة المدينة "بسطات" متعدية على شوارع الأسواق.

   بلدية جنين ومحافظتها تقومان بحملة على باعة البسطات، بذريعة تنظيم الأسواق  

ومنذ صباح الثلاثاء، بدأ عناصر البلدية والمحافظة بتنظيم الأسواق وإزالة التداعيات عن الشوارع، بعد أن أبلغوا أصحاب المحلات المتعدية و"البسطات" بذلك وطلبوا منهم إزالتها مسبقًا، تجنبًا لمصادرتها.

يقول أبو محمد إنه أخفى عربته، مساء الاثنين، خلف إحدى البنايات السكنية حتى يقوم بنقلها لمنزله اليوم ولكنه فوجئ بإتلافها رغم عدم وجودها في الشارع العام أو تعديها على الأرصفة أو الأسواق، مضيفًا، "كل ما اجى مسؤول جديد ع البلد ببلش بأصحاب البسطات، طيب والشوارع المكسرة واللصوص اللي نهبوا نص البلد والفساد، متى بيجي دورهم؟". 

"هذه مصدر رزق عائلتي الوحيد، بدلًا من دعمنا يحطمون مصدر رزقنا، يقولون إنهم سيدبرون لنا مكانًا آخر، ولكن حتى ذلك اليوم كيف سأعيل أطفالي وعائلتي؟ كيف سأعطيهم مصروفهم حتى يذهبون إلى المدارس، أسرق؟! نحن جميعًا مع تطبيق القانون ولكن أن يكون تطبيقه بطريقة صحيحة"، قال أبو محمد.

أمّا هلال زكارنة فعرض خضرواته على أرضية الشارع بعد أن أتلفت البلدية أكثر من 5 عربات له ولأخوته. أخبرنا أنه وبعد أن أبلغتهم البلدية بحملة "تنظيم الأسواق" قام هو وأصحاب العربات بإزالتها من الشوارع ووضعها بمكان خلفي حتى يتم توفير مكان آخر لهم إلا أنه تم إتلافها وخسر أكثر من 7 آلاف شيكل.

ويضيف، "مرفوضون أمنيًا لا يمكننا دخول "إسرائيل" للعمل، البلدية لا تعطينا بدل بطالة، حتى وضع بسطة في مجمع الخضار يتم بالواسطة، فقط بالواسطة والمحسوبية، يوجد فساد وتسيّب في البلدية، من كل أصحاب العربات يوجد مساحة لـ 60 بسطة فقط في المجمع الـ 100 الآخرين أين يذهبون؟".

وأجمع زكارنة وآخرون من أصحاب البسطات على موافقتهم على التوجه إلى مكان آخر في حال توفره ولكن بشرط أن يكون مناسبًا وحيويًا، وأجمعوا على احتجاجهم على نقل بقية البسطات إلى شارع دير ياسين، (شارع جانبي بعيد عن مركز السوق).

ممدوح عساف مدير عام بلدية جنين اعترض على تسمية ما حدث اليوم في جنين بـ "حملة" وقال إن ما جرى اليوم هو تطبيق للنظام والقانون، مضيفًا، "في 2017 نفذت بلدية جنين مشروع مجمع بسطات نموذجي لترتيب وتنظيم السوق، واليوم في 2019 نعيد تنظيم الشوارع ونطلب من أصحاب البسطات العودة إلى المجمع، لقد وفرنا مكانًا لـ 60 بسطة جديدة".

ووفقًا لأصحاب العربات والبسطات فإن عددهم يصل 160 بائعًا، سألنا مدير عام البلدية أين سيتم وضع الـ 100 بائع الذين لن يجدوا مكانًا في المجمع؟ فأجابنا أنه يطلب منهم التمهل والصبر عدة أيام حتى يتم توفير مكان مناسب لهم.

وحول احتجاجات الباعة على تدمير البسطات التي كانت موجودة في أماكن جانبية وخلف العمارات؟ رد ممدوح، "لا يوجد أماكن خلفية بالنسبة لنا كل شوارع البلد هي منطقة سوق تجاري، وأي بسطة رأيناها قمنا بتدميرها، منذ أكثر من أسبوع بلّغ موظفو البلدية بشكل شفوي ومكتوب أصحاب البسطات وأشعرناهم بشكل مسبق بضرورة الانتقال من مكانهم والتواجد بشارع دير ياسين".

ورغم احتجاجات الباعة على شارع دير ياسين باعتباره شارعًا فرعيًا وغير حيوي، ولا يمر منه إلا السيارات ولا يأتي إليه الناس للشراء أو التسوق، قال ممدوح، إن مهمة البلدية هي توفير أسواق منظمة للجميع، "وها نحن نقوم بهذه الوظيفة".

وأضاف ممدوح أنّ طريقة اختيار الباعة الذي سيضعون بسطاتهم في المجمع ستكون بالقرعة، ومن يشكك في نزاهتها فليتفضل ويحضر ويتابع ويصور. سألناه، لماذا لم تقوموا أولًا بتوفير المكان المناسب، ثم بدأتم إزالة البسطات؟ فكان ردّه: "احنا اشتغلنا بهذه الطريقة".

 



اقرأ/ي أيضًا: 

جنين غارقة في النفايات وبلديتها تعلّق: لم تصلنا شكاوى

جنين تغرق في "شبر ماء"

إعلان لبلدية جنين يثير جدلًا واسعًا