03-سبتمبر-2022
تصوير عبد الحكيم أبو رياش

تصوير: عبد الحكيم أبو رياش

داخل أحد المراكز الثقافية في خان يونس جنوب قطاع غزة، يتدرب 17 من الأطفال على إنتاج منحوتات فنية من الصلصال، في مبادرة أطلقها عدد من الفنانين الفلسطينيين، لمساعداتهم على التفريغ النفسي والانفعالي بعد العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة. 

يتدرّب أطفال على إنتاج منحوتات من الصلصال، في مبادرة لمساعدتهم على التفريغ النفسي والانفعالي بعد العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة 

بسعادة غامرة يُقلّب الأطفال قطع الصلصال بين أصابعهم، قبل البدء بتشكيل قطع فنية على أشكال فواكه أو حيوانات أو وطيور، وذلك بعد تعلمهم أساسيات فن النحت وأنواع الصلصال وخصائصه، واستخدام الأدوات الخاصة بذلك. 

تقول الفنانة التشكيلة أحلام عبد العاطي إحدى القائمات على المشروع، إن الهدف منه يتمثّل في خلق مساحات فنية آمنة للأطفال، للتعبير عن ذواتهم وشغفهم من خلال الفن. وتشير إلى أن انطلاق المشروع في خان يونس، جاء بسبب افتقار المنطقة الجنوبية للمساحات الفنية لاحتضان مواهب الأطفال، وكجزء من واجبهم كفنانين تجاه المجتمع وقضاياه. 

وتبيّن أن الفئة المشاركة في المشروع، هم من الأشبال والفتيات الذين تتراوح أعمارهم بين 12 إلى 15 عامًا.

تصوير عبد الحكيم أبو رياش
تصوير عبد الحكيم أبو رياش

بدورها، عبّرت الفتاة شام الدسوقي (14 عامًا) عن امتنانها، لإتاحة الفرصة لها للمشاركة في دورة فن النحت باستخدام الصلصال، مشيرة إلى أنها تمكنت من التخلص بصورة كبيرة من الطاقة السلبية التي كانت تشعر بها بفعل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في أغسطس/ آب الماضي. 

وأعربت الدسوقي التي تمكنت من صناعة مجسّم لقطة وفاكهة الفراولة، عن عزمها مواصلة التدريب على هذا الفن، حتى تتمكن من صناعة قطع بدقة جمالية عالية. وقالت إنها قد تنشئ ورشة صغير في منزلها لممارسة هذا الفن، بعد تعلقها به خلال الورشة التي شاركت بها، لافتة إلى أنها ستسعى لاستخدام هذا الفن لصناعة قطع فنية جميلة تساعد الأطفال على تجاوز مشاعر الخوف والرعب.

وبالعودة إلى الفنانة عبد العاطي، تقول: نسعى عبر تعليم هؤلاء الأشبال فن النحت إلى مساعدتهم مستقبلًا على التعبير عن مشاكلهم، وقضايا المجتمع عبر الفن، لافتة إلى أنهم أبدوا تفاعلًا جميلًا وأظهروا أداءً مميزًا خلال مشاركتهم في ورشة تعلم فن النحت. وبيّنت: "خلال مراقبتي وملاحظتي لسلوك الطلاب ونشاطهم، أدركت مدى حاجتهم لمزيد من الأنشطة والدورات التي تساعدهم على التخلص من النفسية السيئة التي صدرها الاحتلال الإسرائيلي. 

تصوير عبد الحكيم أبو رياش
تصوير عبد الحكيم أبو رياش

وأشارت عبد العاطي إلى أنهم يسعون من خلال مركز تجوال للفنون الذي احتضن فعالية تعلم فن النحت، إلى استقطاب الفنانين وإتاحة الفرصة أمامهم للتعبير عن أنفسهم بحرية خارج نطاق القولبة السياسية والحزبية، وكذلك إلى معالجة قضايا المجتمع كعمالة الأطفال وارتفاع عدد حوادث المرور خاصة التي يذهب ضحيتها الأطفال. 

وشنّت قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانًا واسعًا على قطاع غزة في الخامس من أغسطس/ آب الماضي، أسفر عن ارتقاء قرابة 50 فلسطينيًا بينهم 16 طفلًا.