23-أكتوبر-2018

جانب من مظاهرات في أوروبا للتنديد بالسعودية بعد مقتل خاشقجي

في أول تعليق رسمي على أزمة اغتيال الصحفي جمال خاشقجي أعربت وزارة الخارجية القطرية عن أملها في أن تكون "الجريمة جرس إنذار للجميع".

وقالت المتحدثة باسم الوزارة لولوة الخاطر إن قطر تثق بالتحقيق التركي في قضية خاشقجي الذي اغتيل على يد فريق من الاستخبارات السعودية داخل قنصلية بلاده في إسطنبول.

ولدى سؤالها في "تشاتام هاوس"، المعهد الملكي البريطاني للشؤون الخارجية، عن حال العلاقة بين الدوحة والرياض على ضوء مقتل خاشقجي، ردّت الخاطر: "لا أعتقد أن شيئا قد تغّير. نحن نأمل في أن يكون ذلك جرس إنذار للجميع".

وتوجّهت الخاطر "بالتعازي لعائلة الصحافي وأصدقائه".

وجاء تعليق لولوة الخاطر خلال حلقة نقاش بعنوان "سياسة قطر الخارجية: موازنة التحالفات الجديدة في منطقة مضطربة".

وردّت لدى سؤالها عما يجب، باعتقادها، أن يكون عليه رد بريطانيا والدول الأوروبية فقالت: "لقد أصدرت المملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا بيانا مشتركا، وأعتقد أن هذا البيان، في الوقت الراهن، يلخّص ما يطالب به الجميع".

وقالت الخاطر: "نريد تحقيقا شفافا.. ونحن نثق في القضاء التركي وأعتقد أن الجميع يترقّب بفارغ الصبر ما سيتم إعلانه غدا" الثلاثاء مشيرة بذلك إلى خطاب أردوغان المرتقب الذي وعد فيه بكشف الحقائق.

يشار إلى أن العلاقات بين الدوحة والرياض مقطوعة منذ الحصار الذي فرضته السعودية والإمارات والبحرين بالاشتراك مع مصر على قطر.

العالم يترقب خطاب أردوغان

وبعد أن أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، السبت الماضي، أنه سيعلن الثلاثاء (اليوم) في خطابه عن التفاصيل ويكشف الحقائق. أكدت الرئاسة التركية أمس الاثنين، أن "التحقيقات التي تجريها بشأن مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي، تعد مسألة تتعلق بالكشف عن ملابسات جريمة نكراء".

وقال المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالن خلال مؤتمر صحفي بالعاصمة أنقرة، إن "الموقف الذي حدده الرئيس رجب طيب أردوغان بخصوص مقتل خاشقجي واضح للغاية"، مشددا على أن "مقتل خاشقجي ليست قضية بين بلاده والسعودية".

واستكمل كالن قائلا إنه "لن يبقى أي شيء مخفيا حول قضية مقتل خاشقجي"، لافتا إلى أن "بلاده تتخذ الخطوات الضرورية لكشف ملابسات الحادث في إطار القانون الدولي والقوانين التركية".

البيت الأبيض: مصالحنا

من جانبه، قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إنه ليس راضيا عما سمعه من الجانب السعودي بشأن قضية قتل الصحفي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده بإسطنبول.

ومن أمام البيت الأبيض أمس الاثنين، أوضح أنه تحدث مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وأشار إلى أن مهلة الشهر التي كان السعوديون طلبوها "طويلة جدا ولا مبرر لها، ويجب أن يسرعوا في تحقيقاتهم". لافتا إلى أنه سيعرف كافة التفاصيل من موظفيه الذين توجهوا إلى كل من الرياض وأنقرة بعد عودتهم.

ومع تزايد الضغوط داخل المجتمع الأميركي ضد البيت الأبيض لتبني موقف حازم من الرياض، قال ترامب "لا أريد خسارة كل هذه الاستثمارات في بلدي، ولا خسارة ملايين الوظائف، ولا خسارة 110 مليارات دولار في صيغة استثمارات، بل في الواقع هناك 450 مليارا من ضمنها معدات عسكرية، لذلك هذا مهم جدا، لكن سنصل لمعرفة ما جرى".

وتراجع ترامب، الذي يقاوم الضغوط لوقف مبيعات الأسلحة للسعودية، عن تصريح سابق بأنّ رواية الرياض عن الواقعة "جديرة بالثقة"، ليعود ويشير الأحد الماضي إلى وجود "أكاذيب" في روايات الرياض حول قضية خاشقجي.

وفي مقابلة خاصة مع صحيفة "يو أس أي توداي" الأميركية مساء الاثنين، قال ترامب "أعتقد أن وفاة خاشقجي جاءت نتيجة لمؤامرة فاشلة".

ووصف ترامب عملية قتل خاشقجي بأنها "حمقاء وغبية"، وقال إنه سيكون "مستاء للغاية" إذا تبين ضلوع ملك السعودية وولي عهده في العملية.

صهر ترامب: في الشرق الأوسط، المصالح الأمريكية أولًا

وارتباطا بموضوع المصالح الاقتصادية بين السعودية والولايات المتحدة، قال جاريد كوشنر كبير مستشاري الرئيس الأميركي إن إستراتيجية واشنطن بالشرق الأوسط تراعي مصالح الولايات المتحدة أولا.

ونقلت شبكة سي أن أن الأميركية عن كوشنر قوله "الرئيس يركز على مصالح أميركا، سنراعي مصالحنا الإستراتيجية، ونرى أين تلتقي مع مصالح دول أخرى، وسنعمل على ضوء ذلك". مضيفا أن على البيت الأبيض أن "يوازن بين تداعيات مقتل جمال خاشقجي والمصالح المشتركة التي تجمعنا مع المملكة السعودية".

في هذه الأثناء، قالت وكالة رويترز للأنباء إن مديرة وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي أيه) جينا هاسبل في طريقها لأنقرة للتباحث مع المسؤولين الأتراك في قضية مقتل خاشقجي.

وبشأن الروايات التي صدرت بشأن قضية قتل الصحفي جمال خاشقي داخل القنصلية السعودية بإسطنبول أشار كوشنر إلى "أننا سنحدد الرواية التي تتمتع بمصداقية وما زلنا في مرحلة تقص للحقائق".

وردا على تساؤل بشأن ثقته في مصداقية التحقيق السعودي بمقتل خاشقجي قال كوشنر: "نتلقى الحقائق من أماكن متعددة".

وعلى صعيد اتصالاته مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بشأن مقتل خاشقجي قال صهر ترامب إنه "حث ابن سلمان على أخذ الأمور بجدية وعلى الشفافية".

ألمانيا: لن نبيع السلاح للسعودية دون كشف ملابسات الجريمة

وقالت المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، الاثنين، إن بلادها لن تصدر الأسلحة إلى السعودية دون الكشف عن ملابسات مقتل الصحفي جمال خاشقجي.

جاء ذلك في كلمة ألقتها ميركل، أمام أنصار حزبها الاتحاد الديمقراطي المسيحي، بمدينة أورتنبرغ بولاية هسن.

وقالت ميركل: "انظروا إلى ما حدث في القنصلية السعودية بإسطنبول كم هو أمر فظيع، أريد التأكيد على أنه ينبغي الكشف عن هذه الواقعة، ولن يتم تصدير الأسلحة إلى السعودية ما لم يتم الكشف عن ملابساتها".

وتعد السعودية ثاني أكبر بلد، تصدّر إليه ألمانيا الأسلحة بعد الجزائر منذ مطلع العام الحالي.

واشترت السعودية من ألمانيا خلال الأشهر التسعة الأولى من العام الحالي، أسلحة بلغت قيمتها قرابة 417 مليون يورو.

ضربات مؤلمة للاقتصاد السعودي.. وخمس روايات حتى الآن

في واحدة من أكبر الضربات التي يتلقاها الاقتصاد السعودي تباعا بعد اشتعال قضية مقتل خاشقجي، هو إعلان منتدى دافوس الاقتصادي العالمي براءته من استعارة اسمه في مؤتمر "مبادرة مستقبل الاستثمار" السعودي الذي تصر السعودية على إطلاقه اليوم الثلاثاء رغم الانسحابات العالمية الواسعة منه.

وقالت إدارة منتدى دافوس الذي يعقد في سويسرا -في بيان- إن المنتدى الاقتصادي العالمي بالتعاون مع مدينة دافوس سيستخدم كل الوسائل لحماية علامة دافوس التجارية ضد الاستيلاء غير المشروع عليها.

وأكد المنظمون أن المنتدى يلفت الانتباه أيضا إلى أنه لا ينظم مؤتمرات نيابة عن حكومة معينة، ويحافظ دائما على استقلاليته وحياده.

من جانب آخر، تمكن قراصنة من اختراق وتعطيل الموقع الإلكتروني لمنتدى الاستثمار السعودي.

ووضع القراصنة صورة مركبة كتبت عليها عبارة أن النظام السعودي أحد منابع الإرهاب في العالم. كما أظهرت الصورة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان حاملا سيفا يقطر دما وتحته الصحفي جمال خاشقجي.

[[{"fid":"75297","view_mode":"default","fields":{"format":"default","field_file_image_alt_text[und][0][value]":false,"field_file_image_title_text[und][0][value]":false},"type":"media","field_deltas":{"1":{"format":"default","field_file_image_alt_text[und][0][value]":false,"field_file_image_title_text[und][0][value]":false}},"link_text":null,"attributes":{"height":470,"width":720,"class":"media-element file-default","data-delta":"1"}}]]

وفي أعقاب ذلك، تعطّل الموقع الإلكتروني للمنتدى. وكشف مغردون -عبر وسم يحمل اسم المنتدى- تعطل الموقع في أكثر من بلد، من دون معرفة السبب.

ويشهد منتدى الاستثمار الذي تستضيفه الرياض منذ أيام انسحابات بالجملة من جانب شركات وهيئات وشخصيات عالمية، احتجاجا على مقتل خاشقجي.

وكان آخر الشخصيات التي أعلنت عدم مشاركتها جو كايزر رئيس مجلس إدارة شركة "سيمنز". كما أعلن مارسيلو كلاور مدير عمليات "سوفت بنك" انسحابه.

وأعلنت شركات إعلامية كبرى مثل بلومبرغ وسي أن أن وفايننشال تايمز انسحابها، بينما أكدت أستراليا السبت عدم حضور ممثليها لأنه "من غير اللائق" المشاركة فيه. وأعلن مسؤولون أميركيون وبريطانيون وفرنسيون انسحابهم.

وقام منظمو المنتدى الاقتصادي بإزالة لائحة المتحدثين من الموقع الإلكتروني الرسمي، ورفضوا التعليق على عدد الحاضرين.

وقال مصدر حكومي إن لائحة المشاركين ليست نهائية حتى الآن، مع استمرار انسحاب الكثير من المشاركين "بوتيرة سريعة".

البورصة السعودية تواصل الخسائر والأجانب يتخلصون من الأسهم

وفي ضربة اقتصادية أخرى كجزء من تداعيات مقتل خاشقجي، هوى المؤشر الرئيس للبورصة السعودية بنسبة 2.4% في تعاملات منتصف يوم الاثنين وتابع المؤشر انخفاضة اليوم الثلاثاء بنسبة 1.6%، وسط استمرار مخاوف المستثمرين من تداعيات أزمة مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي التي ألقت بظلالها على السوق لثلاثة أسابيع.

وفقد المؤشر الرئيس للبورصة نحو 166 نقطة إلى 7496 نقطة في تعاملات منتصف اليوم، وسط هبوط أسهم 159 شركة وارتفاع أسهم 22 فقط.

وكان المؤشر السعودي قد هبط 3.3% في أواخر معاملات أمس ما بعد الظهر، قبل أن يقلص خسائره عند الإغلاق.

وقالت وكالة بلومبيرغ الاقتصادية الأميركية الاثنين إن الأزمة التي أثارها مقتل خاشقجي تضر بخطط السعودية لجذب وإبقاء المستثمرين الدوليين في سوق الأوراق المالية.

وأظهرت بيانات حديثة للبورصة صدرت الأحد بلوغ صافي مبيعات الأجانب في الأسهم السعودية 4.01 مليارات ريال (1.07 مليار دولار) للأسبوع المنتهي في 18 أكتوبر/تشرين الأول في إحدى أكبر موجات البيع منذ فتح السوق أمام الشراء الأجنبي المباشر منتصف 2015.

وتراجع سهم كيان للبتروكيماويات السعودية بما يصل إلى 5.6% ليستقر عند أدنى مستوى منذ مارس/آذار الماضي، وخسر سهم كيان التابعة للشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك) رغم إعلانها عن زيادة أرباح الربع الثالث من العام في خانة العشرات.

وتراجعت سوق الأسهم السعودية أكثر من 5% منذ الثاني من أكتوبر/تشرين الأول بسبب المخاوف من أن توقد قضية خاشقجي شرارة عقوبات أميركية على الرياض وتقلص تدفقات الاستثمار الأجنبي.

خمس روايات سعودية منذ الاعلان عن اختفاء خاشقجي

وقد روجت السلطات السعودية لخمس روايات متناقضة حول مصير الصحفي جمال خاشقجي، مدعية في البداية ​​أنه خرج من قنصليتها بإسطنبول، قبل أن تعترف بمقتله هناك وفيما يلي تلك الروايات كما لخصتها مجلة لونوفل أوبسرفاتور الفرنسية:

أولا: خاشقجي "غادر" القنصلية

بعد مقتله بيومين، أي في الرابع من أكتوبر/تشرين الأول الحالي، قالت الرياض إن خاشقجي يعد مختفيا منذ غادر قنصليتها في الثاني من نفس الشهر.

وقال بيان صادر عن وكالة الأنباء السعودية الرسمية إن القنصلية السعودية "تقوم بإجراءات المتابعة والتنسيق مع السلطات المحلية التركية الشقيقة لكشف ملابسات اختفاء المواطن جمال خاشقجي بعد خروجه من مبنى القنصلية". 

وفي مقابلة أجرتها بلومبرغ يوم 5 أكتوبر/تشرين الأول مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان قال هذا الأخير إن جمال خاشقجي "دخل" القنصلية بالفعل لكنه خرج بعد ذلك بقليل.

ثانيا: "أكاذيب لا أساس لها"

وبعد صمت طويل، أعلن وزير الداخلية السعودي الأمير عبد العزيز بن سعود بن نايف، حسب ما نقلت عنه وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس) يوم 13 أكتوبر/تشرين الأول أن "ما تمّ تداوله بوجود أوامر بقتله (خاشقجي) هي أكاذيب ومزاعم لا أساس لها من الصحة".

وأعرب الوزير السعودي عن "شجب المملكة واستنكارها لما يتم تداوله في بعض وسائل الإعلام من اتهامات زائفة وتهجّم على المملكة العربية السعودية حكومة وشعبًا على خلفية قضية اختفاء المواطن السعودي جمال خاشقجي".

ثالثا: شجار واشتباك بالأيدي أدى لمقتل خاشقجي

وفي 20 أكتوبر/تشرين الأول اعترفت السعودية أخيرا بأن الصحفي المذكور قد قتل داخل قنصليتها، وقال النائب العام السعودي إن "المناقشات التي تمت بين خاشقجي والأشخاص الذين قابلوه أثناء وجوده في قنصلية المملكة في إسطنبول أدت إلى حدوث شجار واشتباك بالأيدي مع المواطن جمال خاشقجي، مما أدى إلى وفاته رحمه الله".

رابعا: خاشقجي قتل خنقا

وفي الرواية الرابعة، أكد مدير مؤسسة فكرية مؤيدة للسعودية وقريبة من البلاط السعودي أن "الصحفي خاشقجي قتل خنقا داخل القنصلية السعودية في إسطنبول، عندما حاول المغادرة عنوة وبدأ يصرخ طالبا النجدة"

خامسا: "خطأ فادح"

وفي 21 أكتوبر/تشرين الأول أعلن وزير الخارجية السعودي عادل الجبير أن خاشقجي كان ضحية "جريمة قتل"، مؤكدا أن أحدا لم يعطهم أوامر بفعل ذلك وأن بن سلمان لم يكن على علم بما حدث وأن المسؤولين عن ذلك سوف يحاسبون.

وقد أقرت الرياض، فجر السبت، بمقتل خاشقجي داخل مقر قنصليتها في إسطنبول، إثر شجار مع مسؤولين سعوديين وتوقيف 18 شخصا كلهم سعوديون. 

ولم توضح مكان جثمان خاشقجي الذي اختفى عقب دخوله قنصلية بلاده في 2 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، لإنهاء أوراق خاصة به. 

غير أن تلك الرواية الرسمية، تناقضت مع روايات سعودية غير رسمية كان آخرها إعلان مسؤول سعودي في تصريحات صحفية، أن "فريقا من 15 سعوديا، تم إرسالهم للقاء خاشقجي في 2 أكتوبر، لتخديره وخطفه قبل أن يقتلوه بالخنق في شجار عندما قاوم".

وتحدثت صحف غربية وتركية عن مقتل "خاشقجي" بعد ساعتين من وصوله قنصلية بلاده في إسطنبول، وأنه تم تقطيع جسده بمنشار، على طريقة فيلم "الخيال الرخيص" الأمريكي الشهير.

 

اقرأ/ي أيضًا:

رواية سعودية جديدة.. وأردوغان يعد بكشف الحقيقة الثلاثاء

العاهل السعودي وولده محمد بن سلمان يعزيان أسرة خاشقجي