29-يوليو-2018

دروز في جنازة ضابط درزي لقي مصرعه خلال عملية للمقاومة في القدس - gettyimages

يشكل الدوز ما نسبته 1% من سكان إسرائيل، ويصل عددهم إلى 100 ألف شخص، ورغم أن تمثيلهم في الكنيست يفوق نسبتهم من مجموع السكان، فقد عجزوا عن ممارسة ضغط فعال داخل الأحزاب الصهيونية التي ينتمون إليها لتضمين قانون القومية العنصري نصًا لا يضعهم في خانة "مواطنين الدرجة الثانية" مثل الفلسطينيين الذين يعيشون داخل الأراضي المحتلة عام 1948.

أعضاء الكنيست الدروز اختاروا وصف إقرار قانون القومية العنصري بـ"بصقة في وجه" طائفتهم التي قدمت حوالي 417 من أبنائها قتلى، إضافة لـ 1200 جريحًا، أثناء خدمتهم في صفوف جيش الاحتلال. ومع ذلك صوَّت ابن الطائفة الوزير وعضو الكنيست أيوب قرا لصالح القانون.

"إسرائيل" ثبّتت من خلال "قانون القومية" عنصريتها التاريخية ضد الدروز ورؤيتها لهم مواطنين من الدرجة الثانية، بعد أن قدموا 417 قتيلاً في جيشها

ورأى عضو الكنيست أكرم حسون أن القانون "جعل من الدروز مواطنين ليسوا من الدرجة الثانية، بل من الدرجة السابعة، فرغم أنه يجرى التمييز ضدهم أصلًا في التخطيط والتعليم والميزانيات وفي كل شيء، جاء القانون ليوسع الفجوة بين الأقليات وبين اليهود".

يُسجل لأعضاء الكنيست الدروز وقادتهم أن ردة فعلهم على إقرار القانون العنصري، كانت أقوى من نظرائهم  في القائمة العربية المشتركة الذي اكتفوا بتأدية مشهد استعراضي مزقوا خلاله نص القانون في قاعة الكنيست.

أعضاء الكنيست الدروز، قرروا الطعن في شرعية قانون القومية أمام "المحكمة العليا" الإسرائيلية، بالتوزاي مع تحركات احتجاجية نفذها ضباط متقاعدون وكبار رجال الدين في الطائفة؛ وقد التقى بعضهم برئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، ورغم ذلك استمعوا لإجابة واحدة ترفض إلغاء القانون أو إدخال تغييرات عليه، لكن مع تعهد بضمان منح الدروز امتيازات عبر قرارات حكومية.

ردة فعل الدروز التي لم تُحدث أي تغيير حتى الآن؛ ويرجح أن لا تقود نتنياهو للتراجع عن قانون القومية، جاءت أقوى من نظرائهم في القائمة العربية المشتركة التي تمثل الفلسطينين في أراضي 48 لعدة أسباب، من أهمها مشاعر كاذبة غذتها آلة الدعاية الصهيونية عن وجود حلف دم يربط "الدروز" بـ"الشعب اليهودي".

وتعود علاقات الدروز الفلسطينين - الذين يعتبر جزء منهم أنفسهم ليسو عربًا أو فلسطينين - مع الحركة الصهيونية، إلى فترة الاحتلال البريطاني، وقد بدأ بها يتسحاك بن تسفي الذي صار لاحقًا الرئيس الثاني لـ"دولة إسرائيل".

تعود علاقات الدروز الفلسطينيين مع الحركة الصهيونية إلى فترة الاحتلال البريطاني، وبعد النكبة انضم الدروز السوريون لجيش الاحتلال

وخلال ثورة عام 1936، ظهرت ثمار العلاقات بين قادة الحركة الصهيونية وقادة الدروز في المغار وعسفيا، فلم ينضم سوى عدد قليل جدًا من الدروز للثورة تحت قيادة الشيخ يوسف أبو درة، وكان معظمهم من أهل قرية المغار. ومع نهاية الثورة عام 1939، انحاز معظم الدروز الفلسطينين إلى الحركة الصهيونية.

وفي عقد الأربعينات من القرن العشرين، ترواحت أعداد الدروز في "فلسطين الانتدابية" ما بين 10 آلاف إلى 12 ألف نسمة. وفي تلك الفترة لعبوا دورًا لوجستيًا في إطار "الهاغاناة" الصهيونية بالتجسس لصالحها وتخزين سلاحها والتجسس على الفلسطينيين.

وخلال حرب عام 1948، وبعد الإعلان عن إنشاء "دولة إسرائيل"، شارك الدروز في القتال إلى جانب جيش الاحتلال الوليد، في كتيبة ضمت في صفوفها بدوًا وشركسًا، وأثمرت جهود واسطة بذلها وجهاء الدروز في الجليل عن قبول جنود دروز سوريين كانوا ضمن صفوف جيش الإنقاذ عرضًا قدمه لهم موشى ديان بالإنضمام لجيش الاحتلال.


 اقرأ/ي أيضًا:

قصة سلخ الدروز عن الوطنية الفلسطينية

الشباب الدرزي.. لن أخدم محتلي

حرب لا دين لها