08-سبتمبر-2018

جانب من مظاهرات البصرة ضد الفساد (Getty)

أفادت مصادر بمدينة البصرة جنوبي العراق بأن عددا من القذائف سقطت صباح اليوم عند محيط مطار المدينة الذي تتخذ منه القنصلية الأمريكية مقرًا لها، في حين رفعت السلطات حظر التجوال، بالتزامن مع قرار تنسيقية مظاهرات البصرة وقفها لتفويت الفرصة على من وصفتهم بالمندسين. ومن المقرر أن يعقد البرلمان العراقي جلسة اليوم لمناقشة أزمة البصرة.

وتقع القذائف بالقرب من القنصلية الأمريكية بعد يوم من اقتحام غاضبين للقنصلية الإيرانية وإضرام النار فيها، فيما تسجل أعداد القتلى ارتفاعًا مستمرًا ليزداد تعقيد الأحداث التي بدأت بمظاهرات ضد الفساد تندد بالبطالة وتطالب الحكومة العراقية بتوفير فرص العمل لآلاف الخريجين والعاطلين في البصرة.

وقال مسؤول في المطار إن عمليات إقلاع وهبوط الطائرات مستمرة كالمعتاد ولم تشهد أي تعطيل، دون أن ترد أنباء عن سقوط ضحايا أو وقوع أضرار. ولم يعرف بعد من نفذ الهجوم.

وقال مراسل الجزيرة في البصرة إن ثلاثا أو أربعا من القذائف سقطت على مقربة من المطار الذي تتخذ القنصلية الأميركية منه مقرا لها، دون وقوع خسائر بشرية. وأشار المراسل إلى وصول تعزيزات عسكرية إلى المدينة للعمل على إعادة الهدوء إليها.

يأتي ذلك بعد ساعات من إعلان قيادة عمليات البصرة رفع حظر التجوال في المحافظة والذي أعلنته الليلة الماضية بعد وقوع عمليات عنف في المظاهرات.

وبموازاة ذلك أصدرت اللجنة التنسيقية لمظاهرات البصرة بيانا أعلنت فيه وقف مظاهراتها في عموم المحافظة اليوم، وذلك بعد أعمال شغب أدت إلى حرق أماكن ليس لها علاقة بالمظاهرات.

وقالت اللجنة في بيانها إن الوضع يتجه للفوضى بسبب وجود مندسين من بعض الأحزاب السياسية بهدف حرف مسيرة المظاهرات، فضلا عن وجود من يسعون لتوظيفها لتحقيق مكاسب سياسية وشخصية.

لذلك قررت اللجنة -بحسب البيان- تعليق المظاهرات اعتبارا من اليوم لمنح المسؤولين الفرصة لتنفيذ الوعود التي أعلنتها الحكومة العراقية، وبخلاف ذلك سيكون من حق المحتجين العودة للتظاهر مجددا.

كما أعيد اليوم فتح ميناء أم قصر العراقي، واستؤنفت كل العمليات بعد مغادرة المحتجين مدخل الميناء، حسبما قال موظفون بالميناء ومصادر حكومية. وكانت كل العمليات قد توقفت في الميناء منذ يوم الخميس بعد أن أغلق محتجون مدخله.

وأوردت وكالة رويترز، نبأ عاجلأ بعد ظهر اليوم، يفيد "بفرض حظر التجول في سائر أنحاء البصرة العراقية بدءا من الرابعة عصرا بالتوقيت المحلي"

إحراق "الإيرانية" وانعقاد البرلمان

تأتي هذه التطورات بعد يوم شهد تصعيدا لافتا مع اقتحام متظاهرين غاضبين مقر القنصلية الإيرانية في البصرة، وإضرام النار فيها.

وردد المتظاهرون شعارات تندد بدور إيران في المشهد السياسي العراقي. كما هاجم المتظاهرون مقرا لحزب الدعوة قرب مبنى القنصلية الإيرانية، وأحرقوا السيارات التي كانت مركونة أمامه.

وأكدت الخارجية الإيرانية أن إحراق القنصلية في البصرة تسبب في خسائر مالية كبيرة، وقالت إن الحكومة العراقية تتحمل مسؤولية أي إهمال في حماية مباني البعثات الدبلوماسية. 

كما طالبت الوزارة الحكومة العراقية بالكشف عن الفاعلين واعتقالهم وإنزال أشد العقوبات عليهم ، وحذّرت ممن يريد تخريب علاقة البلدين.

وقد تم استدعاء السفير العراقي في طهران إلى مقر وزارة الخارجية لإبلاغه بهذا الاحتجاج.

وأفاد المكتب الإعلامي للقنصلية بأنه "تم إجلاء جميع الموظفين والدبلوماسيين من المبنى قبل الاقتحام".

وفي هذا الصدد، أصدر رئيس الوزراء حيدر العبادي أوامر بـ"تخويل القوات الأمنية التعامل بحزم مع أعمال الشغب التي رافقت المظاهرات وحماية المؤسسات العامة والخاصة واتخاذ الإجراءات القانونية الشديدة"، بحسب بيان صادر عن قيادة العمليات المشتركة.

ودعا البيان أيضا المواطنين إلى "الابتعاد عن أي تجمع يستهدف التقرب من المؤسسات وعدم التجمع والتنقل بمجموعات من منطقة إلى أخرى والالتزام بالتوصيات الأمنية الاستثنائية".

وفي تطور لافت، قرر البرلمان العراقي عقد جلسة طارئة اليوم لمناقشة أزمة البصرة بحضور رئيس الحكومة. الدعوة جاءت عقب مطالبات من جهات سياسية وأحزاب عدة إلى عقد جلسة في البرلمان والاستجابة لمطالب المتظاهرين.

ارتفاع القتلى

يأتي ذلك في وقت ارتفع فيه عدد قتلى الاحتجاجات في البصرة إلى 12 شخصا خلال أقل من أسبوع بعدما أكدت وزارة الصحة العراقية في بيان السبت مقتل ثلاثة أشخاص ليلا.

وأعلنت الوزارة في بيانها عن سقوط 50 جريحا أيضا هم 48 مدنيا وشرطيان، لافتة إلى أن الإصابات تراوحت بين طلق ناري وحالات اختناق، من دون تفاصيل إضافية.

وقد تظاهر المئات من الناشطين العراقيين وسط بغداد تأييداً لمتظاهري محافظة البصرة المطالبين بتوفير الخدمات ومحاربة الفساد لتحسين الواقع المعيشي المتردي لدرجة غياب الماء الصالح للشرب.

وأطلق ناشطون في مدينتي الفلوجة والرمادي حملة "قطرة من الأنبار إلى البصرة" من أجل تجهيز شاحنات تحمل المياه النقية وإرسالها إلى البصرة، لتوجيه أنظار منظمات المجتمع المدني والحكومة العراقية إلى معاناة مئات الآلاف من سكان المدينة الواقعة على شط العرب ملتقى نهري دجلة والفرات.

 

اقرأ/ي أيضًا:

النظام السوري يشن قصفًا عنيفًا على إدلب

السيستاني يفتي بلزوم الوضوء قبل لمس عملة عليها آيات قرآن