17-يوليو-2018

وصل اليوم خبر وفاة المصور الفلسطيني من مخيم اليرموك نيراز سعيد، بعد اعتقال وإخفاء قسري في سجون النظام السوري دام 3 أعوام انتهت بوفاته.

ولم توجه سلطات النظام له أي تهمة، ولم تسمح لأهله وذويه بأن يمارسوا حقهم في معرفة أخبار وتفاصيل عن ابنهم خلال فترة اعتقاله. 

وكتبت لميس الخطيب زوجة الفقيد عبر صفحتها في فيسبوك جملًا مختصرة باللغة العامية: "ما في أصعب من أن اكتب هذا الكلام .. بس نيراز ما بموت عالساكت"، مضيفة: "قتلوا حبيبي وزوجي، قتلوا نيراز، قتلوك يا روحي، نيراز استشهد بمعتقلات النظام السوري". عبرت بتدوينتها عن عدم قدرتها على إضافة أي تفاصيل.

 

 

ويؤكد الناشطون والكتاب على مواقع التواصل أن نيراز قتل تحت التعذيب، كحال العشرات من اللاجئين الفلسطينيين في سوريا الذين لاقوا نفس المصير في غياهب سجون المخابرات السورية.

وقال أحمد عباسي، صديق نيراز منذ الطفولة: "سمعنا أنه على قيد الحياة أول فترة اعتقاله، وبعدها لم نعد نعرف شيئا"، وأضاف واصفاً صديقه: "كان أرق انسان أعرفه".

قتل نيراز تحت التعذيب، كحال العشرات من اللاجئين الفلسطينيين في سوريا الذين لاقوا نفس المصير

وأكدت "مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سورية"، خبر استشهاد نيراز سعيد، وقد وضحت أنه اعتقل في عام 2015 بعد أن داهمت قوات النظام المكان الذي كان يقيم فيه، واقتادته إلى أحد أفرع مخابرات النظام في دمشق.

وأضافت أنه "كان غادر اليرموك فور اقتحام تنظيم - داعش للمخيّم يوم 1 نيسان/ إبريل 2015 حيث تلقى تهديدات عدة بالقتل، إضافة إلى عدد من الناشطين المدنيين السلميين في المخيم، والذين وثقوا الأحداث التي عاشها المخيم خلال السنوات الأخيرة ما أجبره على الخروج إلى دمشق والتواري عن الأنظار".

 

 

وذكر موقع الترا صوت أن نيراز سعيد ساهم من خلال مجموعة من الصور والأفلام بتوثيق حصار المخيم، فيما شارك بإعداد فيلم "رسائل من اليرموك" الذي حصل على جوائز عدة. وقد سبق وأن حصل على جائزة وكالة "الأونروا" لأفضل صورة صحفية عام 2014.

وقال نيراز وقتها، وفق موقع منظمة الأنروا عن صورته: "لا يوجد في المخيم اليوم عائلة كاملة، كنت أشعر في كل صورة لعائلة فلسطينية أن هناك بين الوجوه خيالاً لشخص مفقود".

وثق نيراز من خلال صوره معاناة المدنيين في مخيم اليرموك خلال فترة الحصار المحكم الذي فرضته قوات النظام بعد معارك عنيفة خاضتها مع الفصائل المعارضة فيه في العام 2012.

وخلال الفترة الماضية، تبلغ عدد كبير من الأهالي في اليرموك بوفاة أقرباء لهم في السجون السورية.

وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس إنه "خلال أقل من شهر بين حزيران/ يونيو وتموز/ يوليو، جرى إبلاغ عائلات أو تسليم جثث 28 معتقلا"، يضاف إليهم "المئات ممن أبلغت إدارات السجون السجلات المدنية بوفاتهم، وعرف بهم أهاليهم صدفة أثناء قيامهم بمعاملات إدارية".

وقضى وفق المرصد السوري نحو 60 ألف شخص تحت التعذيب أو بسبب ظروف الاحتجاز المريعة في سجون النظام، ولا يزال يقبع في السجون أكثر من مئة ألف معتقل منذ بدء الأزمة عدا عن عشرات آلاف المفقودين. 

يأتي خبر استشهاد نيراز بالتزامن مع قيام وفد من منظمة التحرير الفلسطينية بزيارة للنظام السوري في دمشق

وأضاف موقع الترا صوت أن خبر استشهاد الناشط الفلسطيني البارز نيراز سعيد، يأتي بالتزامن مع قيام وفد من منظمة التحرير الفلسطينية بزيارة إلى دمشق، للقاء مسؤولين من النظام السوري، بدون أن يأبه بآلاف الضحايا الفلسطينيين الذين قتلهم نظام بشار الأسد. وهو ما استنكره ناشطون، معتبرين أن المؤسسة الفلسطينية، التي لم يعد دورها واضحًا، مطالبة بالاعتذار.

وليست هذه المرة الأولى التي تقوم بها مؤسسة فلسطينية رسمية أو شخصيات مقربة من السلطة الفلسطينية بزيارة النظام السوري، وهو ما لا ينفك يثير استنكارًا واسعًا في أوساط الفلسطينيين.

 

اقرأ/ي أيضا:

رسالة غاضبة.. من اليرموك إلى رشيد مشهراوي

النكبة في عيون "العربية".. هرتسل الحالم والفلسطيني الشرير!