19-يونيو-2019

التدقيق في السجال الدائر في أروقة المحاكم الإسرائيلية منذ أكثر من عام حول مصير المعلومات المخُزنة على شركة "PSY Group"، يقود إلى تكوين صورةٍ مفزعةٍ عن الحرب القذرة التي نفذتها الشركة ضد نشطاء حركة مقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات منها وفرض العقوبات عليها المعروفة إعلاميًا باسم  ."BDS"

شركة "PSY Group" الإسرائيلية المتخصصة بتقديم خدمات التجسس الإلكتروني وأمن المعلومات حاربت ضد BDS عبر السوشال ميديا

وشركة "PSY Group" الإسرائيلية متخصصة بتقديم خدمات التجسس الإلكتروني وأمن المعلومات، وتنفيذ عملياتٍ تقع في نطاق الحرب النفسية وتشويه الخصوم السياسيين، وبلورة الرأي العام عبر خُدَعٍ وعمليات احتيال.

اقرأ/ي أيضًا: إسرائيل تُحارب BDS بأدواتٍ جديدة

بدأت قصة المشروع بالشراكة بين الثلاثيني غوئيل زاميل، وهو يهوديٌ هاجر إلى إسرائيل من أستراليا، ودرس إدارة الأعمال في المعهد متعدد المجالات في هرتسليا، ثم قرر في عام 2014 إنشاء شركة "PSY Group" المتخصصة في إنتاج واقعٍ افتراضيٍ في شبكات التواصل الاجتماعي عبر شخصياتٍ وهميةٍ تقوم بجمع ونشر معلومات، وبناء مواقع إلكترونيةٍ متخصصةٍ في نشر الأخبار المفبركة، وقد أنشأها بالتعاون مع روعي بروشتاين الذي أدى خدمته العسكرية في جهاز الاستخبارات العسكرية "أمان" التابع لجيش الاحتلال.

خلال شهر تشرين أول/نوفمبر 2017، تم تقديم عددٍ من كبار الموظفين في "PSY Group" للتحقيق لدى مكتب التحقيقات الفدرالية الأمريكية "FBI"، بعد شبهاتٍ بضلوعهم في حملةٍ دعائيةٍ نشرت أخبارًا مفبركة بتمويلٍ أجنبيٍ لصالح دونالد ترامب في حملته الانتخابية. إثر ذلك أعلن مدير عام "PSY Group" روعي بروشتاين عن تصفية الشركة، ما أدى لإقالة 30 موظفًا وإغلاق مكاتبها في "بيتح تكفا" وإنهاء 100 حاسوب وأربعة خوادم.

مخاوف حول مصير المعلومات التي كانت مخزنة على حواسيب شركة "PSY Group" المقرر تفكيكها

وتطالب النيابة العامة الاسرائيلية، بضماناتٍ تكفل منع احتمال استعادة البيانات والمعلومات التي جرى تخزينها على حواسيب الشركة الأمنية التي من المقرر تفكيكها.

عملت شركة "PSY Group" لصالح إسرائيل في إطار الحرب التي تشنها ضد حركة المقاطعة "BDS"، وذلك منذ بداية عام 2016 وحتى نهاية عام 2017، ضمن مشروعٍ تمحور حول جمع ونشر معلوماتٍ سلبيةٍ عن الشخصيات الريادية العاملة في مجال الدعوة لمقاطعة إسرائيل في الجامعات الأمريكية.

وآلية العمل التي طبقتها الشركة الإسرائيلية في الحرب على نشطاء "BDS"، تقوم على إجراء مسحٍ لشبكات التواصل الاجتماعي وإجراء أبحاثٍ عبر ما تُعرف باسم "شبكة الانترنت العميقة"، وهي المعلومات التي ليس بالإمكان جمعها عبر محركات البحث العادية على الانترنت.

شركة "PSY Group" جمعت معلومات من السوشال ميديا عن قادة "BDS" يُمكن استخدامها في تشويه صورتهم

ضربت صحيفة "هآرتس" مثلاً لطريقة عمل الشركة الإسرائيلية الاستخبارية موضحة أن ذلك يتم من خلال "البحث عن معلوماتٍ سلبية عن ناشط في BDS، إذا كان ذلك الناشط يعرض نفسه كمسلمٍ ملتزمٍ دينيًا، يبحث موظفو الشركة عن صور له في وسائل التواصل الاجتماعي تظهر تصرفاتٍ مخالفة للدين الاسلامي، مثل مواعدة فتاة أو شرب الخمر، ثم تقوم الشركة لاحقًا بنشر تلك المعلومات بواسطة شخصياتٍ وهميةٍ عبر مواقع التواصل الاجتماعي أو عبر مواقع إلكترونية".

هذه الحرب ليست كل أدوات إسرائيل ضد "BDS"، فوزارة الشؤون الاستراتيجية تُدير حربًا اقتصاديةٍ ضد الحركة، تتعاون فيها مع منظماتٍ مدنيةٍ غير تابعةٍ لإسرائيل بشكلٍ رسمي لكن الوزارة ذاتها هي من تديرها، وقد نجحت نتيجة ذلك في إغلاق 35 حسابًا بنكيًا مخصصًا لجمع تبرعات للمنظمات الداعمة للفلسطينيين.

وكشفت القناة 13 العبرية، أن الوزارة الإسرائيلية استخدمت في جهودها السرية جمعياتٍ وهميةٍ وجمعياتٍ يهوديةٍ مثل الجمعية اليهودية في فرنسا، وصحافيين أجانب ومكاتب محاماة وجمعيات غير حكومية وصفتها بأنها "تعمل على تجفيف تمويل الإرهاب من التبرعات".

وأشارت إلى أن الجهات التي عملت لصالح إسرائيل سرًا توجهت إلى الشركات التي تُدير المنصات الإلكترونية المتخصصة في جمع التبرعات، وحذرتها من أن "BDS" تستخدم منصاتها من أجل جمع تبرعات لتمويل "الإرهاب". 

وبحسب ما ورد في وسائل إعلام عبرية حول المشروع الذي نفذته PSY Group ضد نشطاء BDS، فإن شخصيات عسكرية واستخباراتية إسرائيلية رفيعة عملوا مستشارين للشركة، وفي نفس المشروع من بينهم نائب رئيس جهاز الموساد الأسبق، وعضو الكنيست السابق رام بن باراك، ومستشار الأمن القومي الإسرائيلي الأسبق اللواء احتياط يعقوب عميدور.


اقرأ/ي أيضًا: 

مستوطنون: انتصرنا على BDS في معركة النبيذ!

إسرائيل تخشى "الأنجليكانيون الجُدد" والسبب BDS

"إسرائيل" تلاحق نشطاء مؤيدين لفلسطين في الولايات المتحدة؟