18-أكتوبر-2024
غارات إسرائيلية على جباليا شمال قطاع غزة

وسّع جيش الاحتلال، مساء أمس الخميس وفجر الجمعة، عملياته العسكرية في منطقة جباليا شمالي قطاع غزة، حيث أعلنت قواته انضمام لواء "جفعاتي" إلى توسيع العملية العسكرية التي تنفذها الفرقة 162 في مخيم جباليا. وزعم جيش الاحتلال، في بيان له، أن قواته قتلت عشرات المقاومين في اشتباكات وقصف جوي خلال الساعات الأخيرة، ودمرت بنى تحتية عسكرية في المنطقة. كما هاجمت قوات الفرقة 252، وسط القطاع، مبنى يُزعم أنه يُستخدم لأغراض عسكرية.

وفي تطورات أخرى، أفادت وسائل إعلام فلسطينية بأن طائرات الاحتلال قصفت منزلاً في مخيم الشاطئ غربي مدينة غزة، مما أدى إلى استشهاد شخصين وإصابة عدد من الجرحى. وفي الوقت ذاته، شهد قطاع غزة عمليات قصف مدفعي استهدفت حيي الزيتون وتل الهوى جنوبي مدينة غزة.

حذرت وزارة الصحة في غزة من كارثة إنسانية تهدد الأطفال حديثي الولادة في حضانة مستشفى كمال عدوان ببيت لاهيا

كما أفادت مصادر طبية بانتشال جثماني شهيدين في جباليا البلد شمالي القطاع، بعد قصف إسرائيلي استهدف المنطقة.

وشهد يوم الخميس أيضًا استشهاد 28 فلسطينيًا وإصابة 150 آخرين جرّاء قصف إسرائيلي على مركز إيواء في مخيم جباليا، فيما أقرّ جيش الاحتلال باستهداف مدرسة تؤوي نازحين في المخيم نفسه. وأدى القصف كذلك إلى تدمير عدد من المنازل في منطقة الفالوجا، حيث ارتفع عدد الشهداء إلى 10 في مخيم المغازي جرّاء غارة استهدفت أحد المنازل.

من جهة أخرى، حذرت وزارة الصحة في غزة من كارثة إنسانية تهدد الأطفال حديثي الولادة في حضانة مستشفى كمال عدوان ببيت لاهيا، وذلك بسبب نقص الوقود والأدوية الناجم عن الحصار الإسرائيلي المستمر على شمال القطاع لليوم الـ13 على التوالي.

ودخلت الحرب على قطاع غزة يومها الـ378، وسط تصاعد التوترات بعد إعلان جيش الاحتلال الإسرائيلي، يوم الخميس، اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس يحيى السنوار. هذا التطور أثار تساؤلات حول مستقبل المفاوضات المتعلقة بوقف إطلاق النار وملف الأسرى، خاصة أن السنوار كان مسؤولاً عن إدارة هذه الملفات خلال الحرب الحالية. في الوقت نفسه، أكد رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، أن الحرب على غزة ستستمر، حتى بعد اغتيال السنوار، مشددًا على أن إسرائيل تواجه "حرب الانبعاث"، ومضيفًا: "لا تزال أمامنا تحديات كبيرة".

ومع اغتيال السنوار، يبدو أن مسار المفاوضات الخاصة بوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى دخل في مرحلة غامضة. في هذا السياق، تسعى عدة دول، وعلى رأسها الولايات المتحدة، إلى استثمار هذا التطور للدفع نحو استئناف المفاوضات. وأفاد موقع "أكسيوس" الإخباري بأن وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، يعتزم زيارة المنطقة في الأيام المقبلة لمناقشة سبل التوصل إلى اتفاق بشأن إطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين في غزة، ووقف إطلاق النار. وأكدت وزارة الخارجية الأميركية أن بلينكن أجرى اتصالات مع وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، ورئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، لبحث سبل إنهاء الصراع.

وعلى صعيد دولي، نعى الأزهر الشريف في مصر "شهداء المقاومة الفلسطينية"، مشيرًا إلى أن أيدي الاحتلال الإسرائيلي الآثمة اغتالت هؤلاء الأبطال. وأكد الأزهر في بيانه أن "شهداء المقاومة كانوا يدافعون عن أرضهم وقضيتهم بشجاعة، ولا يمكن وصفهم بالإرهابيين كما يزعم الاحتلال". ودعا الأزهر إلى فضح محاولات الاحتلال تشويه صورة المقاومة الفلسطينية، مشددًا على أن الدفاع عن الوطن هو شرف عظيم.