بعد أشهر من استحداثها وزارة "مواجهة الشعور بالوحدة"، أنشأت الحكومة البريطانية الأربعاء، وزارة لمكافحة الانتحار، وعينت لها الوزيرة جاكي دويل برايس، كجزء من جهود جديدة تبذلها المملكة لمواجهة مشاكل الصحة العقلية والنفسية.
وأعلنت رئيسة الوزراء تيريزا ماي أمس تعيين برايس وزيرة لمكافحة الانتحار، لقيادة جهود الحكومة لخفض عدد حالات الانتحار، والقضاء على الوصمة الاجتماعية التي تمنع المصابين من طلب المساعدة.
وقالت صحيفة نيويورك تايمز إنه رغم انخفاض معدل الانتحار خلال السنوات الأخيرة، وبلغ نحو 4500 حالة في السنة بإنجلترا، فإنه يظل السبب الرئيسي للوفاة لفئة الرجال أقل من 45 عاما.
وقالت تيريزا ماي -في احتفال بمناسبة اليوم العالمي للصحة العقلية- إن بإمكانهم القضاء على الوصمة الاجتماعية التي دفعت كثيرين إلى المعاناة في صمت، مضيفة أنهم قادرون على مآسي الانتحار التي تقضي على الكثير من الأرواح، وتعهدت بالاهتمام بحصول أطفال بريطانيا على صحة عقلية جيدة، ووضع ذلك في أولويات حكومتها.
يُذكر أن خدمات الصحة العقلية ببريطانيا توسعت كثيرا خلال السنوات الأخيرة مع زيادة الحاجة للمساعدة، في وقت فرضت فيه الحكومة خفضا في ميزانيتها جراء سياسة التقشف التي ظلت مستمرة عقدا كاملا.
وتعهدت تيريزا ماي بدعم إضافي لخدمات الصحة العقلية للأطفال والشباب، بتعيين فرق جديدة من المتخصصين للتعامل مع هذه القضية بالمدارس، وتوفير أدوات لقياس الحالة الصحية للطلاب.
إلى جانب ذلك، تعهدت رئيسة الوزراء البريطانية بتقديم 1.8 مليون جنيه إسترليني لمنظمة "السامريون" المعنية بخدمات الصحة النفسية، لمساعدتها في مواصلة تقديم خدماتها المجانية عبر الهاتف لأربع سنوات قادمة.
وقالت الوزيرة دويل-برايس -في بيان لها- أمس إنها التقت -عندما كانت وزيرة للصحة- كثيرا من الناس الذين فقدوا أحباءهم بسبب الانتحار، وعايشت قصص آلامهم وفقدهم، وإن هذه القصص ستظل تلازمها سنوات طويلة.
وأضافت أنها سعيدة بفرصة تعيينها وزيرة لمكافحة الانتحار للعمل بشكل وثيق مع أهالي المنتحرين أيضا، لأنهم بحاجة شديدة للرعاية، وكذلك مع الخبراء لوضع خطة شاملة وضمان الاستفادة من كل الآراء
آراء خبراء
ونقلًا عن بي بي سي، وقالت هانا لويس، الناشطة في حملات تحسين خدمات الصحة النفسية التي عانت في الماضي من نوبات هلع وقلق وراودتها أفكار بالانتحار عندما كانت مراهقة، لبي بي سي: "من المعروف أن صحة الشخص النفسية تبدأ في التدهور عندما تترك دون مساعدة، ولك أن تتصور كيف ساءت الأمور معي.
قال الأستاذ في جامعة مانشستر، لويس أبيلبي، الذي يعتبر واحدا من أبرز الخبراء في قضايا الانتحار، إن تعيين وزير لمساعدة الآخرين على مواجهة الانتحار خطوة "مهمة".
وأضاف أن الانتحار ليس مشكلة صحية تخص وزارة الصحة فحسب، إنما هي قضية تشترك فيها جميع أجهزة الحكومة.
وتابع قائلا إن وجود وزير (للصحة النفسية) سيساعد في "فتح الأبواب" أمام الناس، وإتاحة الفرصة للحديث عن الانتحار وآثاره.
وقال وزير الصحة، مات هانكوك، إن الخطوة ستساعد أيضا في الحصول على الدعم الكافي لعلاج الأمراض النفسية على قدم المساواة مع خدمات الصحة البدنية.
وتابع: "الطريق طويل لتحقيق المنشود. إنه أمر لا يُحل بين عشية وضحاها."
وقال نجم مسلسل "ذا أونلي واي إز إسكس" (The Only Way Is Essex)، تومي ماليت، إنه يرغب في تشجيع غيره من الرجال على الانتفاح على الحديث عن مشاعرهم.
وبدأ ماليت، الذي تحدّث عن مشاكله النفسية وتناولها خلال المسلسل المذاع حاليا على شبكة "أي تي في بي إي" البريطانية، حملة إلكترونية على شبكات التواصل الاجتماعي لمواجهة الانتحار بعنوان icrybecause#.
وقال ماليت إنه مرّ بتجربة "قاسية لأشهر قليلة" لكنه يريد الآن مساعدة الآخرين، وأضاف: "هدفي هو أن أقول للجميع أنه أمر طبيعي أن تمرَ بأوقات صعبة."/ي أيضًا:
ازدياد الانتحار بنسبة 67% بين المراهقين في بريطانيا .. لهذه الأسباب
دراسة حديثة تبين نسبة المتعرضات للتحرش بين الفتيات في بريطانيا