21-نوفمبر-2018

جرحى يمنيون بانتظار العلاج بعد غارات للتحالف على الحديدة مطلع أغسطس 2018 (Getty)

بعد هدوء عمّ جبهات القتال خلال النهار تجدّدت المعارك ليلة الأربعاء بمدينة الحديدة غربي اليمن، في تصعيد يأتي قبل ساعات من زيارة يعتزم مبعوث الأمم المتّحدة مارتن غريفيث القيام بها إلى صنعاء ضمن مساعيه لعقد مفاوضات سلام بين أطراف النزاع قبل نهاية العام.

وأفادت وكالة الأنباء الفرنسية بأنّ أصوات الاشتباكات العنيفة سمعت الليلة الماضية في الأحياء الجنوبية للحُديدة.

وفي الجهة الشرقية، أفاد سكان أنّ اشتباكات عنيفة تدور عند أطراف أحياء سكنية، وأنّ شظايا القذائف تتساقط هناك.

ويأتي هذا قبيل ساعات من زيارة متوقّعة لغريفيث لصنعاء الخاضعة لسيطرة المتمردين الحوثيين لبحث فرص عقد مفاوضات سلام في السويد قبل نهاية العام بهدف إنهاء النزاع المتواصل باليمن منذ 2014.

يُشار إلى أن المعارك اشتدّت بالحديدة بداية نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، وقبل أسبوع أوقفت القوات الحكومية المدعومة من التحالف السعودي الإماراتي تقدمها بالمدينة في ظلّ دعوات دولية لوقف النار.

وفي الأيام الماضية اندلع القتال وتوقف أمس الثلاثاء بالنهار وسط تكهنات بوقف طويل الأمد لإطلاق النار، لكن الجبهة اشتعلت من جديد في الليل.

ومنذ يونيو/حزيران الماضي تحاول القوات الموالية للحكومة استعادة الحُديدة التي تضم ميناءً حيوياً تمرّ عبره غالبية السلع التجارية والمساعدات الموجّهة لملايين السكان.

رغم جهود السلام

وقبل عودة المواجهات، شهدت الجهود الأممية الهادفة لعقد مفاوضات سلام زخماً من أطراف النزاع الذين أبدوا تأييدهم لإعادة إطلاق العملية السياسية.

ففي عدن، أعلنت الحكومة المعترف بها بشكل رسمي مشاركتها في محادثات السلام المقترحة.

وفي صنعاء، طالب القيادي الحوثي محمد علي الحوثي "التوجيه بوقف الصواريخ والطائرات المسيرة على دول العدوان" ودعا الحوثيين إلى تأكيد استعدادهم "لتجميد وإيقاف العمليات العسكرية في كل الجبهات".

وأمس الأول وزعت بريطانيا على أعضاء مجلس الأمن الدولي مسودة قرار حول نزاع اليمن يدعو لهدنة فورية بالحديدة، وتحدد مهلة أسبوعين للمتحاربين لإيصال المساعدات إلى البلد الفقير الذي يعاني من أسوأ أزمة إنسانية في العالم.

ويدعو مشروع القرار أيضا لتزويد الاقتصاد اليمني بكميات كبيرة من العملات الصعبة عبر المصرف المركزي لدعم العملة المتداعية، ودفع الرواتب المتأخرة للموظفين الحكوميين والمدرسين وموظفي وزارة الصحة في غضون شهر.

وحتى هذه اللحظة، لم يتم تحديد موعد للتصويت على المشروع.

وقال المبعوث الأممي إنّه يأمل أنّ يلتقي الخصوم اليمنيين بالسويد "خلال الأسابيع القليلة المقبلة" للتوصّل إلى صيغة مناسبة لإشراك الحوثيين والأطراف السياسية الأخرى في حكومة وحدة".

وأفادت محطة سكاي نيوز أنّه تمّ التوصّل لاتفاق يضمن مشاركة ممثلي الحوثيين بالمؤتمر دون خوف من منعهم من العودة لليمن، وهو ما شكّل عائقاً أفشل عقد مباحثات سلام سابقة في جنيف في سبتمبر/أيلول الماضي.

يُذكر أنه قتل نحو عشرة آلاف شخص في اليمن منذ التدخل السعودي عام 2015، ودفع النزاع بنحو 14 مليونا إلى حافة المجاعة، وفقا للأمم المتحدة.

جرائم حرب ومجاعة وشيكة

وتتهم منظمات حقوقية أطراف النزاع بارتكاب جرائم حرب في أفقر دولة بشبه الجزيرة العربية وسط تقديرات عالمية بأن اليمن الذي يتعرض لأسوأ أزمة إنسانية بالتاريخ الحديث بات على شفا المجاعة.

والثلاثاء دعت منظمة هيون رايتس ووتش الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لإثارة أزمة اليمن الإنسانية مع ولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان الذي يزور فرنسا غدا الأربعاء.

وقالت ووتش إن على باريس التلويح بوقف بيع أسلحة إلى الإمارات التي تشرف قواتها على العمليات العسكرية للقوات الموالية للحكومة في الحديدة.

 

اقرأ/ي أيضًا:

من فلسطين هنا اليمن!

قطر تنبذ انتهاكات السعودية والإمارات في اليمن