انظر حول منزلك، بسهولة ستعثر على شيء بلاستيكي، عبوة أو كيس أو سلة بلاستيكية أو غير ذلك، فالبلاستيك، بات جزءًا أساسيًا في حياتنا، فهو رخيص ومتوفر وسهل الاستعمال، لكنّه خطير ومضر للبيئة في ذات الوقت.
خطورة البلاستيك كانت الدافع لإطلاق مبادرات عدة بحثًا عن بديل آمن له
خطورة البلاستيك كانت الدافع لإطلاق مبادرات عدة بحثًا عن بديل آمن له، مثل القماش أو القطن، كما تفعل رند أبو شلبك، خرّيجة طب الأسنان من جامعة القدس، والتي أطلقت مشروعها تحت شعار Tote it، أي "إحملها".
اقرأ/ي أيضًا: القاتل المتسلل.. النفايات البلاستيكية تلتهم العالم
مشروع أبو شلبك هو محاولة لاستبدال الأكياس البلاستيكية بحقائب مصنوعة من القماش أو القطن، يكون أثرها السلبي على البيئة أقل بكثير من البلاستيك.
تقول أبو شلبك (24 عامًا) إنها تطمح لتسجيل المشروع كعلامة تجارية، من أجل توسعته وضمان استمراريته. وعبر صفحتها على "فيسبوك" تنشر صورًا مختلفة للحقائب التي تظهر مزيّنة برسومات وأشكال مختلفة تغري باقتنائها.
وتبيّن رند أن الهدف الذي انطلق منه مشروعها، هو توفير حقائب للطالبات الجامعيات، حيث تلقت طلبات كثيرة للحصول على تلك الحقائب، واستطاعت تلبية مختلف الأذواق، من ناحية اللون ونوع القماش والرسومات وغير ذلك.
وأردفت "لكن الآن توسعت الفكرة من أجل أن تكون هذه الحقائب جزءًا من الحياة العامة، لاستخدامها في عمليات الشراء المختلفة، من خضار وفواكه ومواد غذائية، والاستغناء تمامًا عن البلاستيك".
وتوضح أنها تعكف على إنتاج أكياس للمستهلكين، تكون مناسبة لعمليات الشراء من المتاجر وغير ذلك، ورخيصة في نفس الوقت، لكن الأمر يتطلب أخذ موافقات من وزارة الاقتصاد، من أجل ضبط المواصفات والمعايير والمقاييس.
اقرأ/ي أيضًا: ما هي إمكانيات القضاء على تهديد الكوكب بالنفايات البلاستيكية؟
بالاتفاق مع فكرة رند ومشروعها، كانت مبادرة "خليك صديقة للبيئة.. بيكفينا بلاستيك"، تتنقل بين محال تجارية في رام الله، وتقوم بتوزيع أكياس مصنوعة من القطن والقماش، في سعي لنشر الوعي بأهمية استبدالها بأكياس البلاستيك.
المبادرة أطلقتها شبكة المنظمات البيئية، بالشراكة مع سلطة جودة البيئة، بهدف التوعية بأهمية التقليل من استخدام الأكياس البلاستيكية، والتوجه نحو أكياس صديقة للبيئة.
عبير بطمة، منسقة الشبكة، تحثّ المستهلكين على التوجه لاستخدام تلك الأكياس القطنية، والتوقف عن مثيلاتها من البلاستيك، في ظلّ التوجه العالمي لذلك، بعد إدراك مخاطر البلاستيك الكيماوية والمضرة للبيئة.
وتتحدث بطمة عن مدى الآثار السلبية التي قد تنتج عن الاستخدام المبالغ لأكياس البلاستيك، ثم إلقاؤها على الأرض، وما تسببه من أضرر للتربة والنباتات.
وتلفت إلى أن الأكياس القطنية هي من حياكة نساء في مخيم شعفاط بالقدس، ضمن مشروع لتمكينهن ودعمهن، حيث سيتم توزيعها على المحلات التجارية مجانًا.
بدوره، يبيّن أيمن أبو ظاهر، مدير عام التوعية والتعليم البيئي في سلطة جودة البيئة، أن هدف المبادرة هو إحداث تحول في استخدام الأكياس البلاستيكية، ضمن جهود للتقليل من استخدام البلاستيك بشكل عام.
ويحذّر من مخاطر البلاستيك، البيئية والصحية، والذي يدفع مؤسسات دولية للمطالبة المتواصلة بالتخلص منه ومن مخلفاته، وتقليل استخدامه.
ويتوقع أبو ظاهر أن يتم اتخاذ قرار مع نهاية العام الجاري، بالتوقف عن استخدام أكياس البلاستيك في المخابز، واستبداله بأكياس قطنية أو ورقية أو من القماش، وهي صديقة للبيئة.
هل يصدر قرار بالتوقّف عن استخدام الأكياس البلاستيكية؟
ويعتبر أن ذلك إن تم، سيكون خطوة أولى حقيقية في طريق التخلص من استعمال المواد البلاستيكية على المستويات المختلفة، وتحويل ذلك إلى ثقافة عامة.
ويرى أنّ "مجرد تلمس المواطنين لخطورة استخدام البلاستيك، مبشر بالخير، رغم أن ذلك لم يبلغ مستوى الرضا، لكنه يتوقع أن يلقى ذلك أصداء جيدة في الأوساط المجمتعية.
جدير بالذكر أنّه تم حظر أكياس البلاستيك في العديد من الدول الأوروبية، لأنها تُعرف بضررها على البيئة والإنسان على حدّ سواء، حتى أنها تعكس ضررها على حياة الحيوانات، ونموّ النباتات.
اقرأ/ي أيضًا:
جامعو قمامة أتراك ينقذون الكتب المهملة ويفتتحون بها مكتبة فريدة