27-نوفمبر-2018

كشف تحقيق أجراه "التلفزيون العربي" بعنوان "سرقة زنوبيا" عن طبيعة عمل عصابات نهب الآثار السورية وتهريبها بعد أن وجدت الغطاء والتسهيلات لها منذ اندلاع الحرب المدمرة في سوريا بعد قيام الثورة عام 2011. 

واعتمد التلفزيون تسمية "سرقة زنوبيا" لهذا التحقيق في إشارة إلى أحد أشهر التماثيل والآثار العالمية، وهو تمثال زنوبيا ملكة تدمر المدينة الأثرية ذات الأهمية التاريخية الكبرى الواقعة في محافظة حمص.

وكشف التحقيق عن قطعة أثرية يشتبه أنها انتشلت من مدفن أرطبان بمدينة تدمر السورية وهي ضمن سبعة من أصلِ 22 قطعة كانت منظمة الشرطة الجنائية الدولية (الإنتربول) نشرت على موقعها الإلكتروني أنها مفقودة.

وذكرت إنتربول أن هذه القطع فُقدت بين عامي 2014 و 2015 معلنةً البحث عنها لكن لم يسفر ذلك عن العثور بمكان هذه القطع حتى بثت حلقة "سرقة زنوبيا" على التلفزيون وحملت الكشف عن مكان واحد من هذه القطع الاثنتين وعشرين.

وتمكن فريق التحقيق من الوصول إلى القطعة مع تاجر سوري يعيش في مدينة الريحانية التركية والذي عرض على الفريق عددًا من القطع الأثرية التي تم تهريبها من مدن حمص وتدمر من ضمنها هذه القطعة العبارة عن تمثال نصفي بالإضافة إلى جدارية فيسيفاء قام التاجر بنقلها إلى كندا.

هكذا تتم عمليات نهب الآثار السورية

إلى جانب هذه القطعة، تعرض تحقيق "سرقة زنوبيا" في رحلة ميدانية بالكاميرات السرية لعمليات سرقة الحضارة السورية وآثارها بدءا من الحفر والبحث عنها حتي تهريبها عبر الحدود وصولا إلى قطع مهمة تم نقلها إلى تركيا وبريطانيا وكندا.

فقد تعامل فريق التحقيق مع تجار وحفارين صغار يعيشيون ضمن المناطق التي كانت محررة من سيطرة النظام في وقت عمل الفريق.

وبين التجار والحفارون أنهم يتواصلون مع رجال النظام المعروفين باسم "الشبيحة" وفي نفس الوقت ينسقون مع مسلحين نافذين في المناطق التي يسطر عليها الثوار ووالجماعات المسلحة المناهضة للنظام، وصولا إلى تمرير القطع لتجار أكبر ينقلونها عبر الحدود الشمالية لسوريا.

وخلص فريق البحث والتقصي، إلى أن عمليات تهريب الآثارِ عَبر الشمالِ السوريّ تتم من خلالِ ثلاث مناطقَ حدودية من الطرف السوري (أطمة)، حيثُ يتم تهريب القطع  من خلال النفق المحفورِ تحت الجدارِ (سلقين)، عبر منطقة (الحمزية)، وذلكَ عن طريقِ عبورِ النهرِ بالطوافات والزحف مسافة 700 متر عبر الأراضي الزراعية داخل تركيا، وهنا يتم اللقاء بالمزارع التركي صاحب الأرض الذي يتولى عمليةَ نَقل القطع. 

معبر (باب السلام) عن طريق أشخاص لهم علاقات بالفصائل العسكرية المسيطرة هناك، فهم يستغلون تصاريحهم التركيةَ القانونيةَ للعبورِ، لينقلوا سرًا القطع الأثريةَ.

ويلفت التلفزيون العربي إلى توصله لنتيجة مفادها أن جميع الأطراف المتقاتلة في سوريا ربما توحدت حول شيء وحيد وهو المشاركة أو التواطؤ في سرقة آثار البلاد ونهبها، فيشبه فريق عمل التحقيق سرقة الآثار السورية بأنها باتت أشبه بتجارة مشروعة.

وانتهي التحقيق بدعوة جهات البحث والتحقيق الدولية وجهات الحفاظ على التراث العالمي لاسترداد حضارة بلاد نهبتها أيدي العابثين، تماماً كما سفكت دماء أبنائها وسرقت ثورة شعبها أيادي المجرمين.

اقرأ/ي أيضًا:

17 ألف مدني روسي وصلوا سوريا هذا العام .. ماذا يفعلون؟

الأمن الأوكراني ينشر معلومات جديدة عن المرتزقة في سوريا