11-أكتوبر-2018

قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إن السعودية تبدو لحد الآن فعلا ضالعة نوعا ما في مقتل أو اختفاء الكاتب السعودي جمال خاشقجي، مشيرا إلى أن بلاده وتركيا وآخرين ينظرون في القضية وسيصلون للحقيقة.

وأضاف أنه يتعين معرفة ما حدث للكاتب السعودي جمال خاشقجي "قبل مناقشة مسألة صفقات السلاح" مع السعودية، مشددا على أنه إذا تبين ضلوعها في اختفائه أو مقتله فإن ذلك سيكون فظيعا وغير إيجابي بالتأكيد.

وفي مقابلة مع فوكس نيوز، أوضح ترامب -بعد تلويح بعض أعضاء الكونغرس بوقف صفقات السلاح مع الرياض- أنه لا يحبذ الالتزام بنهج مسار واحد في هذه القضية لأن ذلك سيضر بالولايات المتحدة والأمر لا يزال مبكرا، على حد قوله.

وقال ترامب إنه يريد إحضار خطيبة الصحفي السعودي جمال خاشقجي إلى البيت الأبيض، مؤكدًا أنه تحدث إلى المسؤولين السعوديين على أعلى المستويات للوقوف على مصير خاشقجي الذي اختفى بعد دخوله القنصلية السعودية في إسطنبول في الثاني من الشهر الجاري.

وكانت خديجة جنكيز -خطيبة خاشقجي- بعثت برسالة عبر مقالها بصحيفة واشنطن بوست إلى ترامب، تطلب فيها مساعدته في الكشف عن مصير خطيبها.

أما الرئيس الأميركي فقال إنه على تواصل مع جنكيز، وإنه يعمل عن كثب مع تركيا بخصوص خطيبها، معربا عن اعتقاده بأنه سيعرف الحقيقة بشأن اختفائه.

تحرك أمريكي ودولي

وفي الأثناء، وجّه مشرعون أمركيون من لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الشيوخ رسالة للرئيس دونالد ترامب يطالبون فيها الإدارة الأميركية بالتحقيق في اختفاء الصحفي خاشقجي.

من جهته قال البيت الأبيض إن مستشار الأمن القومي جون بولتون وجاريد كوشنر مستشار الرئيس تحدثا مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بشأن قضية خاشقجي.

كما أضاف البيت الأبيض أن وزير الخارجية مايك بومبيو تحدث أيضا مع ولي العهد السعودي لتأكيد طلب معلومات بشأن خاشقجي.

وفي هذا السياق قالت الخارجية الأميركية إن الولايات المتحدة قلقة من اختفاء خاشقجي، وأكد روبرت بالادينو نائب الناطقة باسم الخارجية الأميركية أن واشنطن تطالب بإجراء تحقيقات شفافة فيما حصل وستستمر في مراقبة الوضع.

وأكد بالادينو أن الولايات المتحدة لم يكن لديها علم مسبق باختفاء خاشقجي، وأنها لا تريد التسرع في الحكم على ما جرى للصحفي السعودي.

بدوره، قال السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام إن الاتهامات ضد الحكومة السعودية في قضية اختفاء خاشقجي إذا ثبتت، فإن ذلك سيترك أثرا مدمرا على العلاقات بين واشنطن والرياض.

من جهته، قال السيناتور الأميركي كريس ميرفي إن على الإدارة الأميركية إعادة النظر في العلاقات مع السعودية إذا ثبت أن قنصليتها في تركيا استدرجت مقيما في أميركا وقتلته.

كما يتزايد الضغط الدولي على الرياض للكشف عن مصير خاشقجي، حيث اعتبرت ألمانيا أنه لا يحق للسعودية ملاحقة منتقديها في الخارج، وجددت فرنسا التعبير عن قلقها، كما طالبت الأمم المتحدة بالكشف عن الحقيقة.

وقالت كلاوديا روت نائبة رئيس البرلمان الألماني إنها تُحمّل السعودية مسؤولية الكشف عن مصير خاشقجي الذي تشعر بقلق بالغ تجاه اختفائه، مطالبة الرياض بتوضيح أدق التفاصيل بشأن زيارته للقنصلية السعودية في إسطنبول التي اختفى بعدها الثلاثاء قبل الماضي.

وحذرت المسؤولة الألمانية من التغاضي عن التحركات الخارجية للنظام السعودي التي وصفتها بالتطور الخطير، وقالت إن من غير المقبول السماح للسعودية بمدّ يدها وملاحقة منتقديها في الخارج من أجل إسكاتهم.

نائبة رئيس البرلمان الألماني تعتبر إصلاحات ابن سلمان تحولت لمزيد من القمع

وأضافت نائبة رئيس البرلمان الألماني (البوندستاغ) أن ما حدث يعد تطورا مخيفا في سياسات المملكة تجاه النشطاء ومنتقديها، سواء بإلصاق تهم دعم الإرهاب أو الحكم عليهم بالإعدام، ورأت أن إصلاحات ولي العهد السعودي محمد بن سلمان تحولت إلى زيادة في القمع واضطهاد المعارضين والمنتقدين.

من جهة أخرى، قالت المتحدثة باسم الخارجية الفرنسية إن باريس على اتصال مع السلطات السعودية بشأن اختفاء خاشقجي، مؤكدة من جديد قلق بلادها ورغبتها في تسليط كامل الضوء على هذه المسألة.

بدورها، أعلنت الأمم المتحدة أنها تتطلع للحصول على مزيد من المعلومات بشأن قضية خاشقجي، في حين ذكرت منظمة "مراسلون بلا حدود" العالمية أنها تقدمت بشكوى رسمية لمجموعة عمل الأمم المتحدة ضد الإخفاء القسري لخاشقجي.

وفي تصريح للجزيرة، قال المدير العام المساعد لمراسلون بلا حدود أنتوان برنار إن اختفاء خاشقجي تزامن مع موجة قمع شرسة تستهدف الصحفيين السعوديين، وسط تعتيم تام بعد أن ألقت السلطات السعودية القبض على أكثر من 15 صحفيا ومدونا منذ سبتمبر/أيلول الماضي.

وفي تعليق على ادعاءات الرياض التي تسوق فيها أن خاشقجي خرج من القنصلية، قال الكاتب ستيفين كوك بمقال في مجلة فورين بوليسي الأميركية، إنها ادعاءات لا تصمد أمام المنطق.

وأضاف كوك، قول السعودية بأن كاميرات القنصلية كانت تعمل لكنها لا تسجل (ولذلك لا يستطيعون تقديم دليل على خروجه) يشبه قول التلميذ المهمل في أداء واجباته المدرسية بأنه "كتب الواجب لكن كلبا ما قد أكل دفاتره".


اقرأ/ي أيضًا:

صحافة أمريكية: خاشقجي قُطع بـ "منشار" بأوامر سعودية عليا

أول حديث لأردوغان عن قضية خاشقجي.. وآخر التطورات