11-ديسمبر-2023
غزة

الترا فلسطين | فريق التحرير

تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي ارتكابها لجرائم حرب وجرائم ضدّ الإنسانية، في استكمال لحرب الإبادة الجماعية التي تشنّها ضد أهالي قطاع غزة، فمع القصف الوحشي على المنازل فوق رؤوس ساكنيها، واستهداف ممنهج للمنظومة الصحية، تمعن قوات الاحتلال في ارتكاب جرائم فظيعة خلال تهجيرها سكّان قطاع غزّة.

المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان استعرض شهادات مروّعة لممارسات الاحتلال، خلال تنفيذه لحملات التهجير الجماعي في مدينة غزة وشمالها، من عمليات قتل ميداني وحالات اعتقالات تطال الجميع، نساءً وأطفالًا، مرضى وشيوخًا، ومن ثم التنكيل بالجميع، واقتياد البعض منهم لأماكن مجهولة.

مع القصف الوحشي على المنازل فوق رؤوس ساكنيها، واستهداف ممنهج للمنظومة الصحية، تمعن قوات الاحتلال في ارتكاب جرائم فظيعة خلال تهجيرها سكّان قطاع غزّة.

وأشار المرصد الأورومتوسطي إلى أن المعتقلين يتم تجريدهم من ملابسهم وتقييد أيديهم، والتنكيل بهم بما في ذلك إجبارهم على الجلوس على ركبهم في مناطق مفتوحة، وتعرضهم للضرب المبرح والمضايقة والطقس القاسي والحرمان من الضروريات الأساسية.

ووثق المرصد استخدام الاحتلال لمعتقلين كدروع بشرية، من أجل اقتحام المنازل السكنية والفتحات التي يعتقد أنها أنفاق أرضية في عدة مناطق يتوغل بها بريا. وتلقى المرصد إفادات عن اعتقالات لفتية وشبان وهم ينزفون وجرحى بفعل استهدافهم بإطلاق الرصاص الحي بشكل مباشر، وعمليات التعذيب والضرب المبرح، إلى جانب عمليات سرقة للممتلكات المنازل المستهدفة.

ومن بين الشهادات المفزعة التي عرضها المرصد كانت من السيدة غصون أبو زور، حيث اقتحمت قوات الاحتلال منزل عائلتها بحي الزيتون جنوب مدينة غزة في يوم الجمعة الماضي، حيث ذكرت السيدة غصون أن قوات الاحتلال حاصرتهم داخل المنزل لمدة 12 يوما، ثم باغتتهم بإطلاق قذائف على باب منزلهم واقتحامه بإطلاق الرصاص ما أوقع عدة إصابات في صفوف المتواجدين فيه، وذكرت أنه تم إطلاق النار على الرجال وتعريتهم واعتقالهم جميعًا مع النساء والأطفال، وأثناء إخراجهم بالشاحنات قاموا بدهس عدد من الشهداء كانوا ملقين في محيط المنازل.

وذكرت غصون أن جنديا إسرائيليا هدد فتاة بالاغتصاب أمام مرأى أفراد عائلتها، لكنها صرخت في وجهه قائلة إنها "تفضل قتلها بالرصاص على أن يقترب منها أحد"، حيث تم الإفراج عن النساء بعد ساعة من احتجازهن وتركهن حفاة تنزف الدماء من أقدامهن وإجبارهن على النزوح باتجاه مستشفى الأقصى في دير البلح مشيا على الأقدام، حيث يمكثن هناك دون مأكل أو مأوى ووسط قلق على مصير أزواجهن وأبنائهن المعتقلين.

حيث اعتقلت قوات الاحتلال جميع الذكور من العائلة بما في ذلك أطفال تتراوح أعمارهم بين 10 و13 عاما، ولاحقا تم الأفراج عن الأطفال بعد يومين إثر تعرضهم للتعذيب الشديد، بينما ما يزال طفلان من العائلة معتقلين إضافة إلى 20 رجلا، ومن بين المعتقلين مريض مقعد، وشخص أخر من ذوي الاحتياجات الخاصة، ومريض قلب، وآخر يعاني من إصابة بالجمجمة بفعل شظايا صاروخ إسرائيلي.

وفي السياق تلقى المرصد إفادات باقتحام قوات الاحتلال إسرائيلية منزل عائلة "أبو الخير" في حي الزيتون، وإعدام المسن "صابر أبو الخير" (71 عاما) بإطلاق الرصاص الحي وهو طريح الفراش، واعتقال جميع الرجال من داخل المنزل بعد الاعتداء عليهم بالضرب.

كما أظهرت إفادات باقتحام مماثل من القوات الإسرائيلية لمنزل "عودة" من حي الزيتون واعتقال 13 فردا من داخله واستجوابهم وتعذيبهم أمام نسائهم ومن ثم إخراج جميع أفراد العائلة بالقوة ونسف المنزل بتفجيره.

وبحسب إفادات المرصد تم إجبار النساء على المشي سيرا على الأقدام باتجاه جنوب قطاع غزة، فيما تم احتجاز الرجال على مدار يومين تعرضوا خلالها للتعذيب والتنكيل الشديدين، قبل أن يتم الإفراج عن اثنين منهم وكلاهما مسنين وهما بحالة صحية شديدة السوء بينما لا يزال مصير بقية المعتقلين مجهولا.

ووثق المرصد اعتقال عدد كبير من النساء من مناطق متفرقة في مدينة غزة وشمالها، من بينهن الفتاة "ف.ب" التي تم رصد نقلها في ظروف غير آدمية على متن شاحنة مع رجال تم تعريتهم.  وقالت "ن.ب" لفريق الأورومتوسطي بعد اعتقالها والإفراج عنها لاحقا، إن قوات الاحتلال اعتقلتها مع شقيقتها بشكل وحشي من داخل منزلهما في حي الزيتون وتعرضن للضرب والتنكيل قبل أن يتم إطلاق سراحها، فيما لا يزال مصير شقيقتها مجهولا،  كما تعرضت شابة أخرى للتعذيب والإهانة من أطراف حي التفاح جنوب شرق مدينة غزة.