"جبل اصبيح" ماذا تقول عنه السّجلات العثمانية؟
1 يوليو 2021
جُغرافيًا، يُعتبر جبل صبيح الواقع جنوب بلدة بيتا جنوب نابلس، جزءًا من سلسلة جبال فلسطين الوسطى، وهو أقرب للأغوار شرقًا، وكان في العهد العثماني من الناحية الإداريّة ضمن تشكيلات ناحية "مشاريق البيتاوي" وتابع لها، ويقع على الحدّ الجنوبي للناحية.
في العهد العثماني كان الجبل ضمن تشكيلات ناحية "مشاريق البيتاوي" وتابع لها، ويقع على الحدّ الجنوبي للناحية
آنذاك، كانت ملكية الأراضي في الجبل الذي ورد اسمه "اصبيح" تعود في أكثرها لأهالي بيتا، إذ تذكر السّجلات العثمانية أسماء كثيرين من أهالي بيتا من أصحاب الأراضي في الجبل، منذ عام 1837، ومنهم: الشيخ نصر الله، وسليمان السلمان، وعبد الله الحسين، ودار طه، وأولاد عليان، وأبو حامد، وعبد الغني وحمدان الهرش، وعبد الحي وأبو عياش، وحسين الفرحات، وأحمد النصار وابنه محمود، وهذا الأخير كان يملك عددًا كبيرًا من قطع الأراضي في الجبل بالإضافة لعقارات أخرى داخل القرية.
اقرأ/ي أيضًا: مدرسة بيتا النّضالية
وعُرفت أسماء قطع الأراضي لدى فلاحي فلسطين عمومًا إمّا بأسماء أصحابها، أو بأسماء الجهات الرسمية صاحبة ومالكة الأرض (الوقف)، أو بجغرافيّة الأرض نفسها (كفّة/ ظهرة)، أو نسبةً لنوع المحصول المزروع فيها (القطاني) أو النشاط القائم بها (حريقة)، أو بأسماء تنسب لحدثٍ مرتبط فيها (خلّة العروس).
تذكر السّجلات العثمانية أسماء كثيرين من أهالي بيتا من أصحاب الأراضي في الجبل، منذ عام 1837
وتورد المصادر التسميّات المحلية لقطع الأراضي والتي كانت سائدة وما يزال بعضها معروفًا حتى اليوم مثل؛ قطاني ظاهر، وقطعة الوقف، وكفايف المجدوب، وكرم عدوية، وحريقة أبو أحمد، وكرم الظهرة الشمالية، وأرض المتواسي، وأرض أبو طحين، وكرم الصنوبر، وحاكورة التتن، وأرض الدويكات، وعمارة بلوطة، وحريقة زايد، وعمارة المحاويط، وحريقة الصوامع، وكرم نمر، وخلّة العروس.
وفيما يخصّ منطقة جبل صبيح، وردت لفظة "غراس زيتون" في سياق الحُجّة المؤرخة في 16/10/1871، وذلك يعني أنّ أغلب أشجار الزيتون كانت حديثة العهد آنذاك، وكما هو متعارف عليه وسائد لدى الفلاحين، يتم التفريق بين الشجرة الكبيرة والمثمرة والشجر المزروع حديثًا بالتسميات، فيُقال: شجرة، غرسة، ويمكن من خلال ذلك تقدير سنة زراعة أشجار الزيتون هناك بشكل تقريبي بين الأعوام 1865- 1868.
أغلب أشجار الزيتون على الجبل يُقدّر بأنها زُرعت بين الأعوام 1865- 1868
كما أنّ لفظة "كرم" التي تعني أشجار مزروعة غير مرويّة، يُشير لوجود كروم أشجار زيتون مزروعة وقائمة ومثمرة في الجبل قبل هذا التاريخ بوقت طويل، كما أنها تشير إلى التوسّع في زراعة أشجار الزيتون واستمراريتها لدى فلاحي "مشاريق البيتاوي"، كغيرهم في النواحي.

وتشير سجلات محكمة نابلس في العهد العثماني، المودعة في أرشيف "مكتبة جامعة النجاح" إلى امتلاك الضابط في الجيش العثماني محمد نوري عثمان وابنه محمود، مساحات وقطع أراض وعقارات في بيتا وعقربا وتلفيت وسبسطية، مع أنهما كانا يسكنان اسطنبول، وذلك في العام 1899. وقد قاما بتوكيل عثمان شعبان السايح من حارة القيسارية في نابلس توكيلًا عامًّا يشمل التصرّف في أملاكهما بالبيع وتحصيل الديون وقبض الأموال وبتوكيل من يشاء في سبيل ذلك.
ورغم أن القصّة عادية ولا جديد فيها، إلا أنّها تشير إلى فترة زمنية ماضية، وحالة جغرافية كانت فيها فلسطين جزءًا من الدولة العثمانية بشكل متصل.

اقرأ/ي أيضًا:
الكلمات المفتاحية

البلادة النفسيّة واللامبالاة الجماعيّة: محاولة فهم تجاهل قطاع غزّة.. «الضحيّة المقدّسة»
الصمت المتزايد والتبلد النفسي المستمر يدعوان إلى مراجعة جذرية لكيفية تعاملنا مع قضايا حقوق الإنسان، ويدعواننا للعودة إلى جوهر القيم الإنسانية التي تُعلي من شأن الحياة وتحترم كرامة الإنسان

أن نناضل باللغة.. كيف يقرأ هتافنا الداعم لغزة؟
الشعارات تحتل مكانتها في الحراكات الشعبية على مستوى الشعوب عادةً، للتعبير عن الحالة الراهنة، ولبث رسائل التضامن والوحدة أو وجهات النظر السياسية

"التطبيع".. على الرغم من الإبادة الجماعية؟
معادلة رياضية: التطبيع العربي مع إسرائيل يساوي تهميش القضية الفلسطينية

في لقاء مع ترامب.. نتنياهو يستعيد الحديث عن تهجير غزة
نتنياهو: ينبغي أن يكون بإمكان سكان غزة مغادرة القطاع بحرية

قتلى وجرحى من جيش الاحتلال في كمين مركب شمال قطاع غزة
أفادت التقارير الإسرائيلية، بأن ضابطًا كبيرًا قتل خلال الحدث، من وحدة "يهلوم" الهندسية

أسطول الحرية يبحر مجددًا: سفينة "حنظلة" تنطلق من إيطاليا لكسر حصار غزة
بيان تحالف أسطول الحرية: "تأتي هذه المهمة بعد أسابيع فقط من الهجوم الإسرائيلي غير القانوني على سفينة ’مادلين’، وهي إحدى سفن أسطول الحرية التي تم الاستيلاء عليها بصورة غير قانونية في المياه الدولية"

أكسيوس: إسرائيل تعتقد بأن ترامب قد يوافق على مهاجمة إيران مرة أخرى
أفادت مصادر مطلعة لموقع "أكسيوس" الأميركي، أن إسرائيل تُحضّر لاحتمال تنفيذ عمليات عسكرية جديدة إذا ما حاولت إيران إحياء برنامجها النووي