25-سبتمبر-2024
احتياط واستدعاء في لبنان

(Getty)

قال رئيس أركان جيش الاحتلال هرتسي هاليفي، بعد زيارته لتدريبات اللواء السابع على حدود لبنان، يقول: "لن نتوقف. الطائرات تهاجم طوال اليوم. ونحن نستعد للحرب البرية، أو لمواصلة إيذاء حزب الله. حزب الله اليوم وسع دائرة النار، وسيتلقى لاحقًا ردًا قويًا جدًا".

وأضاف: "اليوم سنواصل، لن نتوقف، نواصل الهجوم ونواصل إيذاءهم في كل مكان. الهدف واضح جدًا وهو عودة سكان الشمال. للقيام بذلك نجهز مسار المناورة، والمعنى دخول أراضي العدو"، وفق تعبيره.

وقال قائد المنطقة الشمالية في جيش الاحتلال الإسرائيلي، أوري جوردون، لقوات الجيش، اليوم الأربعاء، "نحن بحاجة إلى أن نكون على أهبة الاستعداد للدخول في معركة وغزو" لبنان في ظل التصعيد المتزايد.

وجاء حديثه، بعد تقييم للوضع في جيش الاحتلال الإسرائيلي، تقرر بعده تجنيد لواءين احتياطيين للقيام بـ"مهام عملياتية في القطاع الشمالي"، وفق ما جاء في بيان الجيش.

وأضاف قائد قيادة المنطقة الشمالية للاحتلال: "دخلنا مرحلة أخرى من الحملة، علينا أن نكون مستعدين بقوة للدخول في المناورة والتحرك".

أقر جميع المسؤولين السياسيين والدفاعيين في جيش الاحتلال الإسرائيلي بأنه حتى في "حالة الغزو البري، فإن الدبلوماسية سوف تكون ضرورية في نهاية المطاف لتعزيز أي مكاسب طويلة الأجل من استخدام القوة العسكرية"

وفي حديثه للواء السابع، أكد أن أفعالهم "يجب أن تغير الواقع الأمني ​​لسكان شمال إسرائيل البالغ عددهم 60 ألف نسمة، والذين أُجْلُوا من منازلهم منذ ما يقرب من عام".

وقال الجيش الإسرائيلي إن تجنيد ألوية احتياطية إضافية من شأنه أن يسمح بـ"استمرار القتال ضد حزب الله". وقال جيش الاحتلال الإسرائيلي أيضًا إن "العمليات من شأنها أن تخلق الظروف لعودة آمنة لسكان الشمال إلى منازلهم وفقًا لهدف الحرب الذي تم اعتماده حديثًا".

ما مدى جدية الخيار البري في لبنان؟

من جانبه، قال الصحفي الإسرائيلي يوسي ميلمان: "أعلن الجيش الإسرائيلي أنه يحشد قوة احتياطية من لواءين عملياتيين للقيام بمهام في الشمال". معلقًا على الخبر، بالقول: "هذا لا يشير حتى الآن إلى نية غزو جنوب لبنان برًا، ولكنه بالتأكيد جزء من محاولة تهديد حزب الله في إطار سياسة التصعيد التدريجي التي تنتهجها إسرائيل وتقييم السيناريوهات القصوى".

وقالت مصادر لصحيفة "جيروزالم بوست" الإسرائيلية، إن الأجزاء الرئيسية من أي "غزو بري ينبغي أن تنتهي بحلول بداية شهر تشرين الثاني/نوفمبر لتجنب المناورات الكبرى في طقس لبنان الجبلي الشتوي".

وفي الوقت نفسه، أقر جميع المسؤولين السياسيين والدفاعيين في جيش الاحتلال الإسرائيلي بأنه حتى في "حالة الغزو البري، فإن الدبلوماسية سوف تكون ضرورية في نهاية المطاف لتعزيز أي مكاسب طويلة الأجل من استخدام القوة العسكرية".

وفي وقت سابق من يوم الأربعاء، قال رئيس استخبارات الجيش الإسرائيلي السابق عاموس يادلين، إن "الجيش الإسرائيلي يجب أن يستنزف حزب الله بالقوة الجوية لمدة أسبوعين قبل البدء في غزو القوات البرية"، وفق قوله.

وحول موقف نتنياهو ومحيطه، قال المعلق العسكري في صحيفة "هآرتس" عاموس هارئيل: "من بين مؤيديه [نتنياهو] هناك أولئك الذين يطرحون بالفعل أفكارًا أخرى: ربما غزو بري لجنوب لبنان وإعادة إقامة المنطقة الأمنية ــ نتنياهو نفسه بدا أقل حماسًا لهذا الأمر حتى الآن، على الأقل فيما يتصل بالهجوم البري".

بدوره، قال المعلق العسكري في صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية يوسي يهوشوع: "السؤال الأساسي في الحملة الشمالية المتطورة هو ما إذا كان من الممكن تحقيق الهدف الذي حدده المستوى السياسي، وهو إعادة سكان الشمال إلى منازلهم بأمان (هدف متواضع، يجب أن يقال: لا هزيمة حزب الله ولا تدميره)، دون التوصل إلى اتفاق في غزة. لست متأكدًا مما إذا كان هذا ممكنًا على الإطلاق".

وأضاف: "إلى جانب سياسة الاغتيالات، يلخص الجيش الإسرائيلي بارتياح موجات من الهجمات لم يشهد لبنان مثلها من قبل: ما يقرب من 3000 ساعة طيران، هجمات في 200 منطقة وأكثر من 1500 هدف"، وتابع: "يدرك الجيش اليقظة العامة تجاه إمكانية توسيع الدائرة وحجم إطلاق النار جنوب حيفا، لكن في الوقت الحالي يعتبر الحدث "محصورًا". وقال مسؤول كبير في هيئة الأركان العامة أمس إن ’حزب الله سيخسر الكثير إذا وزاد من نطاق النيران’، مضيفًا أن ’الاغتيالات لها تأثير في قدرة حزب الله على القيادة، والتي تضررت بشدة’. وحاول حزب الله مهاجمة طائرات سلاح الجو التي هاجمت لبنان وفشل، فيما دمر سلاح الجو منظومات الدفاع الجوي"، وفق قوله.

واستمر في القول: " في ظل الإثارة حول الإنجازات، يرغب الجيش الإسرائيلي في الإشارة إلى المستوى السياسي بأن الضغط العسكري الناجح يجب أن يتكامل مع التوصل إلى نوع من الاتفاق في الجنوب، على الرغم من الصعوبات العديدة.. ويرى الجيش أن أي اتفاق لوقف إطلاق النار في الشمال يجب أن يشمل إخلاء خط التماس من عناصر حزب الله والبنية التحتية التي أقيمت هناك بحلول يوم صدور الأمر، وإلا فإن السكان ببساطة لن يعودوا إلى منازلهم".

وأشار يهوشوع إلى تصريحات وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت يوم أمس، بعد زيارته تمرين مناورة قتالية في الشمال لألوية المدرعات والمظليين، وقال إن "حزب الله اليوم ليس حزب الله قبل أسبوع"، لكنه قال من ناحية أخرى إنه يجب أن نتذكر أن "حزب الله ليس حماس... تبدو التضاريس مختلفة، والعدو يبدو مختلفًا، والتهديدات تبدو مختلفة، والتحديات مختلفة"، وفق تعبيره.

وفي وقت سابق من اليوم، قال مسؤولون أميركيون إن الهدف الأميركي الآن هو منع الغزو البري الإسرائيلي للبنان و"ردع إيران عن التدخل ودعم حزب الله".

وأوضح مسؤولون أميركيون أن إدارة بايدن أبلغت الحكومة الإسرائيلية بأنها تعارض عملية برية للقوات الإسرائيلية في جنوب لبنان.

وقال مسؤول أميركي كبير "نريد منع حرب برية"، في إعادة ضبط تركيز إدارة بايدن على ما قد لا يزال من الممكن تحقيقه.