18-أكتوبر-2024
نتنياهو ويحيى السنوار

قال مسؤولون أميركيون لصحيفة "واشنطن بوست"، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يُعتبر العائق الرئيس أمام أي جهود للتوصل إلى هدنة في الحرب الحالية، مشيرين إلى أن اغتيال يحيى السنوار، قد يؤدي إلى تعقيدات جديدة في الأوضاع في غزة. 

وأوضح المسؤولون أن استشهاد السنوار، الذي كان يُعتبر "عائقًا أمام تحقيق الاستقرار"، قد تثير تساؤلات حول من سيكون القائد التالي لحماس، وما إذا كان بالإمكان التوصل إلى اتفاق. فقد أعربوا عن قلقهم من أن الحرب يمكن أن تتصاعد أكثر إذا قرر نتنياهو الاستمرار في العمليات العسكرية بدلًا من استغلال الفرصة المتاحة الآن للتفاوض على وقف إطلاق النار.

أفاد دبلوماسيون ومحللون لصحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية، اليوم الجمعة، بأن اغتيال السنوار، رغم كونه "إنجازًا رمزيًا" لإسرائيل في الحرب المستمرة منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، فإن هذا لا يعني نهاية حركة حماس

وأشاروا إلى أن الإدارة الأميركية تأمل في أن يسهم هذا الحدث في دفع نتنياهو إلى إعادة النظر في استراتيجياته، ولكن التحديات تبقى قائمة.

وقالت شيرا إيفرون، المديرة الحالية للبحوث السياسية في منتدى السياسة الإسرائيلية، إن أمام إسرائيل خيارين رئيسيين بعد استشهاد السنوار. الخيار الأول هو استغلال هذه اللحظة كفرصة لتحقيق "انتصار حاسم"، وهو ما قد يُمكنهم من إنهاء الحرب واستعادة الأسرى والتوصل إلى اتفاق مع أي من قادة حماس المتبقين. 

أما الخيار الثاني، فقد حذرت إيفرون من أنه يتمثل في الاستمرار في الهجوم، بحجة أن حماس على وشك أن تنهار، مما يعني الحاجة لمواصلة العمليات العسكرية. وقد دعا بعض الشخصيات البارزة في إسرائيل، مثل زعيم المعارضة ورئيس الوزراء السابق يائير لابيد، إلى اتخاذ الخيار الأول. وأكد لابيد على ضرورة أن تستغل إسرائيل هذه الفرصة لتقديم خطوات أساسية تتعلق بالأسرى. 

من جهة أخرى، أشار دبلوماسي عربي رفيع المستوى إلى أن هناك توقعات قليلة في الدول العربية بأن يؤدي استشهاد السنوار إلى تغيير جذري بالأوضاع الحالية. ولفت الدبلوماسي إلى أن إسرائيل تنظر إلى الفترة التي تسبق الانتخابات الأميركية على أنها "نافذة فرص" لاستخدامها لتعزيز موقفها، حيث يُحتمل أن تتجنب إدارة بايدن فرض ضغوط كبيرة على إسرائيل أو معاقبتها على أفعالها، خوفًا من التأثير على فرص الديمقراطيين في تلك الانتخابات.

هاجمت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، اليوم الجمعة، خطاب نتنياهو الذي أعلن فيه استشهاد السنوار، وقالت إن نتنياهو حصل على فرصة لاستعادة صورته كـ"رجل دولة" ولكنه فشل بذلك.

فيما أفاد دبلوماسيون ومحللون لصحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية، اليوم الجمعة، بأن اغتيال السنوار، رغم كونه "إنجازًا رمزيًا" لإسرائيل في الحرب المستمرة منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، فإن هذا لا يعني نهاية حركة حماس.

وقال إبراهيم دلالشة، رئيس مركز هورايزون للأبحاث ومقره رام الله: "لقد ضربت الرأس، لكن الجسم لا يزال يتعامل مع عملية (عسكرية إسرائيلية) مستمرة ويصبح أكثر قسوة للحفاظ على سيطرته".

وقال دلالشة: "ما زلنا بعيدين عن الاستسلام الكامل والانهيار. قد يكون القادة الجدد على استعداد لتخفيف شروطهم فيما يتعلق بالخط الذي كان السنوار يتخذه، ولكن فقط إلى حد ما - وإلا فلن يكونوا حقًا قيادة لحماس".

وعلى مدى الحرب، أحبط نتنياهو، تحت ضغط من السياسيين اليمينيين المتطرفين الذين يعتمد عليهم ائتلافه، مرارًا وتكرارًا محاولات الوسطاء من الولايات المتحدة وقطر ومصر للتوصل إلى اتفاق، وفقا لأشخاص مطلعين على المفاوضات تحدثوا مع الموقع.

ورفض المسؤولون الإسرائيليون والأميركيون مثل هذه التوصيفات، وألقوا باللوم في الغالب على السنوار وحماس لتقويض المحادثات. ولكن في إشارة إلى استمرار مقاومة الاتفاق من قبل شركاء نتنياهو اليمينيين المتطرفين، رفض الوزراء القوميون المتطرفون في حكومته ليلة الخميس مرة أخرى أيّ وقف للحرب.

فيما هاجمت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، اليوم الجمعة، خطاب نتنياهو الذي أعلن فيه استشهاد السنوار، وقالت إن نتنياهو حصل على فرصة لاستعادة صورته كـ"رجل دولة" ولكنه فشل بذلك. وأضافت أنه استغل الخطاب لتبرير الاستمرار بالحرب دون أي إشارة لمحاولة استعادة الأسرى الإسرائيليين. 

وأكدت أن نتنياهو وحد الخطاب فرصة للترويج لفكرته في تسمية الحرب بـ"حرب القيامة"، مع وجود 101 أسيرًا لدى حماس نصفهم تقريبا على قيد الحياة، يقبعون في الأنفاق.