21-أكتوبر-2024
تسريب بيانات عن إسرائيل.jpg

(Getty)

وصف فابيان هينز، الخبير في شؤون الشرق الأوسط ومحلل الصواريخ في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، التسريب للوثائق الإسرائيلية حول الهجوم على إيران، بأنه "مدمر للغاية"؛ لأنه يكشف عن أسلحة وقدرات إسرائيلية كانت سرية في السابق.

وأضاف أن الصواريخ الباليستية "غولدن هورايزون" (الأفق الذهبيّ) التي تطلق من الجو لم يتم الكشف عنها من قبل، وبالتالي فإن التفاصيل الرئيسية ومداها وحمولتها ودرجة قدرتها على المناورة أثناء الطيران غير معروفة.

خبير: لم يكن معروفًا أن إسرائيل تمتلك طائرات مُسيّرة بعيدة المدى، والتي تقول الوثائق إنها تستخدم للاستطلاع بعيد المدى

وقال هينز، إنه نظرًا لأن الصواريخ ستطلق من مسافة بعيدة، ربما من فوق المجال الجوي العراقي، فإن "الدفاع ضدها صعب للغاية"، وخاصة بالنسبة لإيران التي لا تعتبر أنظمتها الدفاعية الجوية قوية بشكل خاص.

ولم يكن معروفًا أن إسرائيل تمتلك طائرات مُسيّرة بعيدة المدى، والتي تقول الوثائق إنها تستخدم للاستطلاع بعيد المدى. وقال هينز إن طائراتها المُسيّرة من طراز هيرون وهيرمز الحالية من المعتقد أنها عرضة للكشف الإيراني.

وتوصف المراقبة الأميركية بأنها متطورة؛ لأن فهم التحركات العسكرية كما سجلتها صور الأقمار الصناعية وغيرها من الوسائل يتطلب درجة عالية من الفهم. وأوضح الخبير: "الجميع يعلمون أن التجسس يحدث. ولكن عندما يكون لديك دولة، أقرب حليف لإسرائيل، تظهر علنًا أنها تتجسس [على حليفتها]، فهذا أمر محرج".

من جانبه، قال البيت الأبيض إن إدارة بايدن لا تزال "قلقة للغاية" بشأن تسريب وثيقتين استخباراتيتين سريتين للغاية تصفان استعدادات إسرائيل لشن ضربة انتقامية على إيران.

وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جون كيربي، إنه لا يوجد ما يشير إلى أن وثائق إضافية قد تعرضت للاختراق وأن المسؤولين الأميركيين كانوا على اتصال مع نظرائهم الإسرائيليين بشأن التسريب.

وفي وقت سابق، سرّبت وثائق أميركيّة على الإنترنت، يوم الجمعة، توضّح تفاصيل استعدادات إسرائيل لشنّ هجوم على إيران. وتوضّح الوثائق، الّتي يزعم أنّها سرّبت من معهد أنظمة إدارة الحوادث الوطنيّة والتقنيّات المتقدّمة التابع لوزارة الدفاع الأميركيّة، النتائج الّتي توصّلت إليها عمليّات المراقبة المستمرّة لاستعدادات إسرائيل لضرب إيران. وقال مصدر إسرائيليّ لصحيفة "هآرتس"، إنّ الولايات المتّحدة اعتذرت لإسرائيل عن التسريب.

ونشرت الوثائق لأوّل مرّة قناة تليغرام مؤيّدة لإيران، تحمل اسم "ميدل إيست سبكتيتور"، الّتي أشارت إلى أنّها حصلت عليها من مصدر داخل وكالة استخبارات أميركيّة. ورفضت مصادر في واشنطن التعليق، لكنّها لم تنكر صحّة الوثائق.

وتشمل المعلومات الّتي جمعت يومي 15 و16 تشرين الأوّل/أكتوبر إخفاء مخابئ محصّنة تحت الأرض للطائرات الحربيّة في قاعدة حتسريم الجوّيّة وعلامات على استعدادات لتسليح صواريخ باليستية تطلق من الطائرات.

وأجرى جيش الاحتلال الإسرائيليّ، الأسبوع الماضي، تدريبات واسعة النطاق لهجوم محتمل، شملت ثلاث طائرات للتزوّد بالوقود وطائرة قيادة وتحكّم من طراز G550 طوّرتها صناعات الفضاء الإسرائيليّة.

وتشير الوثيقة أيضًا إلى الاستعدادات لتسليح الطائرات بنوعين من الصواريخ الباليستيّة الّتي تطلق من الجوّ. أحدهما صاروخ ROCKS الّذي طوّرته شركة رفاييل الإسرائيليّة. وتكمن "ميزة هذه الصواريخ في قدرتها على إطلاق ذخائر دقيقة من مسافة بعيدة، تتجاوز أنظمة الدفاع الجوّيّ"، وفق "هآرتس".

ويطلق على صاروخ آخر مذكور في الوثائق المسربة اسم "الأفق الذهبيّ"، وهو اسم لم يكشف عنه علنًا من قبل، ممّا يجعل من الصعب تحديد هويّته. ربّما يشير إلى صاروخ من سلسلة سبارو، والّذي يستخدم عادة كهدف لأنظمة الدفاع الجوّيّ، ولكنّه ممكن أيضًا في الاستخدام الهجوميّ.

ويبلغ طول صاروخ "سبارو" 6.5 أمتار، ومداه 2000 كيلومتر، ووزنه قبل الإطلاق 1900 كيلوغرام، وبعد الإطلاق يتصرّف مثل الصواريخ الباليستيّة، حيث يصعد إلى ارتفاعات عالية قبل أن يضرب هدفه. كما ذكرت نماذج أخرى من سبارو، مثل سيلفر سبارو الأكبر حجمًا وبلاك سبارو الأصغر حجمًا.

وقبل بضعة أشهر، تكهّنت صحيفة فاينانشال تايمز البريطانيّة بأنّ إسرائيل استخدمت هذا النوع من الصواريخ ردًّا على هجمات الصواريخ والصواريخ المجنّحة والطائرات بدون طيّار الّتي شنّتها إيران في 14 نيسان/أبريل، بعد قصف قنصليّتها في دمشق.

وهذه ليست المرّة الأولى الّتي يتمّ فيها تسريب معلومات سرّيّة للغاية عن إسرائيل من وكالات الاستخبارات الأميركيّة، كما حدث في قضيّة جاك تيكسيرا قبل عامين، عبر منصّة "ديسكورد".