14-أكتوبر-2024
رونين بار رئيس جهاز الشاباك الإسرائيلي

كشف موقع "واللا" الإسرائيلي، اليوم الإثنين، أن رئيس جهاز الشاباك الإسرائيلي، رونين بار، التقى برئيس المخابرات المصرية، عباس كامل، في زيارة سريّة وذلك يوم الأحد الماضي. وتركزت المباحثات على كسر الجمود في مفاوضات صفقة تبادل الأسرى بين إسرائيل وحركة حماس. وأفادت صحيفة "العربي الجديد"، بأن اللقاء انتهى دون التوصل إلى "خرق" على صعيد ملف المفاوضات.

وناقش بار مع كامل عدة ملفات هامة، من بينها التوترات المحيطة بمحور صلاح الدين ومعبر رفح، وإمكانية استئناف الاتصالات مع يحيى السنوار، بحسب الموقع، وعلى الرغم من السريّة المحيطة بالزيارة، لم يصدر أي تعليق رسمي من الشاباك حول نتائج اللقاء.

هذه الزيارة هي الأولى لمسؤول إسرائيلي كبير إلى القاهرة منذ آب/أغسطس الماضي

تأتي هذه الزيارة في سياق محاولات مستمرة من قبل مصر وقطر والولايات المتحدة للتوصل إلى اتفاق هدنة في غزة، في محاولة لتهدئة التوترات الإقليمية. ومن الجدير بالذكر أن هذه الزيارة هي الأولى لمسؤول إسرائيلي كبير إلى القاهرة منذ آب/أغسطس الماضي، في وقت تشهد فيه محادثات صفقة الأسرى صعوبات كبيرة، وسط توترات متزايدة بين الطرفين.

وعلم "العربي الجديد" من مصادر خاصة أن اللقاء الذي جمع بين رئيس المخابرات المصرية عباس كامل، مع رئيس جهاز الأمن العام الإسرائيلي (شاباك) رونين بار، في القاهرة، انتهى دون التوصل إلى خرق لحالة الجمود في المفاوضات. 

وبحسب المعلومات، توافق المجتمعون على صعوبة المضي في اتفاق لوقف إطلاق نار في غزة أو إبرام صفقة لتبادل الأسرى بين الاحتلال الإسرائيلي والفصائل الفلسطينية في الوقت الراهن.

ووفقًا لمعلومات "العربي الجديد" فإن كافة المؤشرات تقود لتعليق المفاوضات حول الصفقة لما بعد الانتخابات الرئاسية الأميركية المقررة في تشرين الثاني/نوفمبر المقبل، كما تطرقت المباحثات بين الطرفين في المقام الأول إلى الترتيبات الأمنية على الحدود بين قطاع غزة وشمال سيناء، في إطار تهيئة الأوضاع في حال أتيحت الفرصة مستقبلاً أمام صفقة التبادل.

وبحث الطرفان في الاجتماع مجددًا قضية تواجد قوات دولية أو عربية في محور نتساريم وسط قطاع غزة ومحور صلاح الدين (فيلادلفي) الممتد على طول الحدود مع مصر، ومشاركة القاهرة في القوات التي تنتشر في الشريط المتاخم لحدودها، في وقت لاتزال مصر فيه متمسكة بموقفها الداعي لعودة الأوضاع في المنطقة الحدودية لما كانت عليه قبل السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023.
في المقابل قالت مصادر مصرية لـ"العربي الجديد" إن رئيس الشاباك طالب القاهرة بنقل رسالة إلى طهران بشأن التصعيد بين الجانبين، في ظل زيادة التواصل بين القاهرة وطهران في الوقت الحالي والتصريحات الإيجابية بين الطرفين حول العلاقات بينهما، وتضمنت الرسائل إشارات بشأن الرد الإسرائيلي المرتقب وتحذير طهران من الرد العكسي واستهداف مناطق مدنية أو مرافق عامة.

وسبق للجهود الدبلوماسية التي تبذلها مصر وقطر بالتعاون مع الولايات المتحدة أن أكدت على أهمية الوصول إلى وقف لإطلاق النار في غزة، وهو ما شدد عليه وزير الخارجية المصري في 22 أيّلول/سبتمبر. 

وكان رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي هرتسي هليفي قد قال لأهالي الأسرى المحتجزين في غزة الشهر المنصرم، إنه كلما طالت الحرب كلما أصبح من الصعب إعادتهم إلى ديارهم.

وأوضح هليفي، بحسب القناة الـ12 الإسرائيلية: "نستطيع وسنقاتل حماس دائمًا من أجل إعادة الرهائن. ومع ذلك، مع مرور الوقت، سيكون من الصعب إعادة أي شخص. لقد قلت هذا لصناع القرار في الحكومة أيضًا".

واعترف رئيس أركان جيش الاحتلال أيضًا بأنه "لا يعرف متى ستنتهي الحرب على وجه التحديد"، لكنه قال: "نحن لسنا قريبين بعد. وإذا لم نقاتل ونضغط على حماس، فإن الأمر سيستغرق وقتًا أطول"، وفق قوله.

وأضاف هليفي أن "الاتفاق على إطلاق سراح الرهائن هو في نهاية المطاف قرار حكومي، لكن الجيش الإسرائيلي يبذل كل ما في وسعه من أجل توفير أفضل الظروف الممكنة. أطفالكم مسؤوليتنا، وسنبذل قصارى جهدنا لاستعادتهم. وفي حين لا يوجد اتفاق بشأن إطلاق سراح الرهائن، فإننا سنعمل على إعادة أكبر عدد ممكن منهم".

وبحسب ما ورد، قالت عائلات الأسرى لهليفي إن "الضغوط العسكرية تقتل الرهائن. ونحن نخشى أن يعود الرهائن الأحياء الباقون أمواتًا. ونحن لسنا مستعدين لاقتراب الجيش الإسرائيلي من المكان الذي يحتجزون فيه".

وقال والد أحد الأسرى: "إنكم تعرضون ابني للخطر. وإذا كان من الممكن إخراجه في صفقة، فيجب حمايته. نحن لسنا مهتمين بعملية إنقاذ. ولا نريد وضعًا آخر ينتهي فيه الأمر بقتل الجنود".