28-ديسمبر-2017

رغم أن التوصيفات المتداولة حول تغيّرات الساحة السياسيّة في إسرائيل، بخصوص بقاء نتنياهو مسيطرًا على دفة الحكم من عدمه، تترواح بين الادّعاء بأنّ "نهاية حكم نتنياهو بدأت" أو أن ما يحدث هو "بداية النهاية"، لكنّ السيناريو الأكثر واقعية يؤكد أنّ سقوط حكومته لن يكون قبل عام من الآن، وبالتحديد بعد الانتخابات النيابية العامة التي ستجري في نوفمبر 2019.

حتى لو تم توجيه لائحة اتهام بحق نتنياهو، بأي واحدة من ملفات الفساد التي تلاحقه، واضطر للاستقالة من منصبه، يظلّ بإمكان من يخلفه من رئاسة حزب الليكود مواصلة ترأس الحكومة لأنّ الأحزاب المشاركة في  الائتلاف الحكومي تسعى لتماسك الحكومة، حفاظًا على المكتسبات التي حققتها خلال فترة نتنياهو، والتي قد تتعرض للضرر في حال أجريت انتخابات مبكرة وجاءت بائتلاف حكومي آخر.

  كحلون ولبيد منشغلان في البحث بكيفية بلورة ائتلاف حكومي يستبعد نتنياهو، وهو ما يفسّر امتناعهما عن انتقاد ليبرمان  

وبناءً على ما تقدّم فإن السيناريو الوحيد في هذه الحالة، والذي يعتمد على استطلاعات للرأي العام تجرى بشكل متواصل ودائم، فإن وحدة بين يائير لبيد زعيم حزب "هناك مستقبل" وزعيم حزب "كُلنا" موشي كحلون، بإمكانها إزاحة نتنياهو  أو من يخلفه في زعامة حزب الليكود من سدّة الحكم.

وفي حال اتحد لبيد وكحلون بإمكانهما تشكيل حكومة ائتلافية بدون نتنياهو، وبعد أن يضموا لائتلافهم زعيم حزب "إسرائيل بيتنا" أفغيدور ليبرمان. وتشير الأنباء إلى أنّ لقاءات تجري بوتيرة دائمة منذ شهور بين لبيبد وكحلون بهذا الخصوص.

مثل هذا الاتحاد بإمكانه بحسب استطلاعات الرأي العام الفوز بعدد مقاعد في الكنيست  يترواج بين 33 -35 ، وهذه هي الأرقام الوحيدة التي توجه ضربة قاضية لنتنياهو ، وهذه المعطيات ليست مبنية على استطلاع واحد، وإنما استطلاعات تُجرى مطلع كل شهر، ولكن ليس بمقدور أي طرف منع حدوث مفاجآت.

ومن الأدلة التي يسوقها مؤيدو هذا السيناريو أن كحلون ولبيد منشغلان في البحث بكيفي بلورة ائتلاف حكومي يستبعد نتنياهو، وهو ما يفسّر امتناعهما عن انتقاد زعيم حزب "إسرائيل بيتنا"، أفغيدور ليبرمان، في سياق انتقاد الفساد، رغم أن يؤآف سجلافوتيش رئيس قسم التحقيق  الذي كان يدير التحقيقات بالشرطة مع ليبرمان، والذي أوصى بمحاكمته صار بعد مغادرته منصبه قياديًا في حزب ليبد، الذي يندد صباح مساء بالفساد ولكنّه يتعمّد عدم التفوّه بأي كلمة سيئة بحقّ ليبرمان.

يائير لابيد يُصرّ بأن يكون هو رئيس الحكومة في حال أي اتحاد حتى لو كان البديل عن ذلك استمرار نتنياهو في الحكم. ويرفض القبول بمبدأ التناوب على رئاسة الحكومة إذا نجح هو وكحلون بتشكيل ائتلاف حكوميّ، والجميع يرجّح قبول كحلون بهذه المعادلة.

وفي حال ترأس ليبد الحكومة الإسرائيلية المقبلة، فإنّه سيراعي للحفاظ على الائتلاف الحكوميّ، شروط ليبرمان وكحلون المحسوبان بشكل عام على اليمين ويمين الوسط بخصوص الملف الفلسطيني، فضلًا عن حقيقة أن لبيد يطلق تصريحات لا تخلتف كثيرًا عن تصريحات نتنياهو بشأن القدس والكتل الاستيطانية الكبرى، عندما قال مؤخرًا، "لو خُيّرت بين القدس  والسلام سأختار السلام".