23-سبتمبر-2015

تمثل هذه الأرجوحة مورد رزق العديد من خريجي الجامعات في غزة(محمد أسد/الأناضول)

يستقبل رائد عبد الفتاح، 23 عامًا، عيد الأضحى، خلف أرجوحة للأطفال يدير دفة دورانها بيديه على مدار 15 ساعة طيلة أيام العيد ليجني بعض المال بما يمكنه من إعالة نفسه وعائلته، في ظل قلة فرص تشغيل خريجي الجامعات الجدد في غزة. ورائد، واحد من حوالي 230 ألف عاطل عن العمل في قطاع غزة.

ويعتبر قطاع غزة، من أكثر المناطق في العالم كثافة سكانية، إذ يقطنه قرابة مليوني فلسطيني موزعين على 360 كم مربع. ويشهد القطاع تنامي معدلات الفقر والبطالة بين سكانه، إذ يفيد تقرير صادر عن البنك الدولي أن نسبة البطالة بلغت 43 في المئة وهي الأعلى في العالم، في حين ارتفعت نسبة البطالة في صفوف الشباب إلى ما يزيد عن 60 في المئة بحلول نهاية عام 2014.

ارتفعت نسبة البطالة في صفوف شباب غزة إلى ما يزيد عن 60 في المئة نهاية 2014

يعيل رائد، خريج جامعي في اختصاص المحاسبة، مع والده أسرة مكونة من 8 أفراد، وقد باءت جميع محاولاته بالبحث عن عمل في مجال تخصصه بالفشل، فالتجأ لبعض الأعمال الموسمية. يعمل رائد خلف الأرجوحة طيلة أيام العيد من الساعة الثامنة صباحًا وحتى الساعة الحادية عشرة مساءً. وفي هذا السياق، يضيف لـ"ألترا صوت": "أفتقد زيارة الأهل والأقارب في العيد ولكني تعودت تدريجيًا على استقبال العيد مع الأرجوحات والأطفال الصغار".

غير بعيد، يقف حسام أحمد، 25 عامًا، في متنزه وساحة الجندي المجهول وسط غزة، حيث يؤم عشرات الأطفال المكان بحثًا عن اللهو واللعب وركوب الأرجوحة، التي يديرها حسام. يقول لـ"ألترا صوت": "تخرّجت من جامعة الأقصى في غزة قبل ثلاث سنوات واختصاصي إدارة الأعمال ومنذ التخرج تخصصت في البحث عن عمل وأفضل ما تحصلت عليه هي فرصة عمل لمدة 3 أشهر، ضمن برنامج تشغيل العاطلين للأونروا سرعان ما عدت بعدها إلى البطالة".

يشعر حسام بالخجل بسبب عمله الموسوي ويضيف: "أشعر بالحرج فلا علاقة تجمع دراستي بما أقوم به وكانت طموحاتي، خلال سنوات الدراسة، كبيرة جدًا. كما أشعر بالاستغلال فصاحب الأرجوحة يجني تقريبا 350 دولارًا في اليوم ولكني أتقاضى فقط 35 دولارًا عن يوم العمل المرهق". وبالنظر إلى كون هذه المهنة موسمية ومؤقتة، فإن عديد الأسئلة تطرح حول استغلال عوز الخريجين وغياب الدور الرقابي في غزة.

يعلق أحمد حرب، صحفي وناشط شبابي من غزة، لـ"ألترا صوت": "غزة غنية بالأفكار الشبابية وبشباب يحاول أن يتطور ويعمل ويقدم الإضافة من العدم وفي ظل انقسام المجتمع الفلسطيني والحصار الإسرائيلي من جانب آخر".

ويعرف قطاع غزة الفلسطيني شحًا في الموارد وقلة في برامج التشغيل وازداد الوضع سوءًا مع فرض الحظر على أموال بعض المؤسسات الداعمة للمشاريع بحجج الإرهاب وإغلاق المعابر أمام تنقل الكفاءات والطلبة، وكلها أسباب دفعت الوضع لمزيد التأزم.

ويرى الصحفي أحمد حرب، أن "الحل لن يصدر من السياسيين بل من خلال ضرورة تغلب الشباب على سلبيات الواقع وتشكيل لوبي ضاغط على كل الأطراف التي تقف عائقًا أمام التحاقهم بسوق العمل وتحقيق طموحاتهم".