29-أكتوبر-2017

عاطف أبو بكر، متحدّثًا في برنامج "وفي رواية أخرى" على التلفزيون العربي

من الضفة الغربية إلى دمشق مرورًا بالقاهرة، بحثت عن خندق أصبح فيه إلى القدس أقرب. جلستُ وأبو عمار وأبو صبري وأبو إياد في شقة واحدة. عشت معهم إرهاصات ولادة العمل المسلح لحركة فتح. أردنا حمل السلاح لتحرير فلسطين من الإسرائليين فـُقتلنا برصاص عربيّ.

عاطف أبوبكر شاهد على العصر برواية مغايرة

عيناي خذلتاني. لم أستطع أن أكون خلف متراس، أو أن أحمل بندقية. لكنّي أذكر جيّدًا أن من يدّعي اليوم محاربة الإرهاب موّل ودعم أبو نضال بمئات الآلاف من الدولارات.

حلّ عاطف أبو بكر ضيفًا على شاشة التلفزيون العربي في سلسلة حلقات من برنامج "وفي رواية أخرى" الأسبوعي، الذي يقدمه بدر الدين الصائغ، إذ بثت أولها مساء السبت (28 تشرين أول/أكتوبر). خلال الحلقات وبالأسماء؛ الحركيّة منها والحقيقيّة، يعود بنا عاطف أبو بكر (أبو فرح) إلى بدايات ظهور الفصائل الفلسطينية المسلحة.

اقرأ/ي أيضًا: "فتح" بين نصوص التأسيس والواقع الحالي

روايته مغايرة لكلّ الروايات التي سمعناها عن أبو عمار وأبو إياد وأبو جهاد وأسماء أخرى ارتبطت في الذاكرة مع الفصائل الفلسطينية. لكن النصيب الأكبر من حديث أبو فرح تركّز على تنظيم (فتح، المجلس الثوري) وعلاقة زعيمه صبري البنا، الملقب حركيًا بأبي نضال، بمسؤولين عرب مولوه بالمال حين كانوا حديثي العهد. وفقًا لشهادة أبي فرح، من يدعي اليوم محاربة الإرهاب نسي ما قام به في شبابه من دعم لشخصيات إرهابية.

يستحضر القيادي الفلسطيني السابق، خلال الحلقات التي تبث كل سبت وعلى مدار أربعة أسابيع، تفاصيل دقيقة عن رحلة ابتدأها من بلدته يعبد القسام، لينتهي المطاف به في لندن. رحلةٌ تقاطعت خيوطها مع جورج حبش وأبو علي مصطفى وياسر عرفات وصالح القلاب وباتريك سيل وعبد الرحمن الراشد والأمير/الملك سلمان بن عبد العزيز وغيرهم من المسؤولين العرب.

الحلقة الأولى

  • بحثت عن خندق أصبح فيه إلى القدس أقرب.
  • أردنا حمل السلاح لتحرير فلسطين من الإسرائليين فـُقتلنا برصاص عربي.

في الحلقة الأولى، يتحدّث أبو فرح عن رحلة البحث عن الذات، عن الميول اليسارية لعائلته، وعن المدّ القومي في فترة الخمسينيات. يتطرق بعد ذلك إلى نشاطه السياسي بانخراطه بحركة القوميين العرب، وتعرفه على أبو علي مصطفى، ومن ثم هروبه باتجاه القاهرة خوفًا من الاعتقال على يد السلطات الأردنية.

وفي العاصمة المصرية، يتعرف أبو فرح على حركة فتح من خلال شقيقه مسؤول التنظيم هناك. ورغبة منه في الانخراط بالعمل المسلح، يغادر أبو فرح القاهرة باتجاه دمشق ليتعرف هناك على أبي عمار وأبي جهاد وأبي إياد وأبي صبري حيث عاش معهم في المنزل ذاته.

عاطف أبو بكر: منعت الأنظمة العربية حركة فتح من تنفيذ أيّ عمل عسكري ضد الاحتلال الإسرائيلي من أراضيها

وبما أن الانتماء كان بغاية تحرير فلسطين، يستقرّ المطاف بأبي فرح في دمشق، ملغيًا بذلك منحة دراسية حصل عليها من الجزائر. ووفقًا للضيف، لم يكتب للعمليات الفدائية النجاح في بداياتها، إذ سقط جلال جعوش برصاص لبناني خلال محاولته التسلل باتجاه الأراضي الفلسطينية، كما قتلت السلطات الأردنية أحمد موسى لمنعه من القيام بعمل مسلح ضد إسرائيل.

اقرأ/ي أيضًا: النكسة.. هزيمتنا الممتدة فينا

باستثناء الجبهة السورية، منعت الأنظمة العربية حركة فتح من القيام بأي عملية عسكرية من أراضيها، إلى أن جاءت هزيمة 1967، حينها أجبرت الأنظمة العربية على تسهيل مرور مقاتلي "فتح" نحو فلسطين ومنهم ياسر عرفات.

الحلقة الثانية

  • 1974 عام الانتصار للقضية الفلسطينية
  • أبو نضال.. ممثل فتح في العراق أم مندوب بغداد لدى فتح؟

في الحلقة الثانية يتحدث القيادي الفلسطيني السابق عن عام 1974، وكيف شهد انتصارًا للقضية الفلسطينية؛ ففيه تم الاعتراف بالمنظمة الفلسطينية كممثل شرعي، وفيه أيضًا ألقى ياسر عرفات خطابًا في الأمم المتحدة، كما حظيت فلسطين في ذلك العام على اعتراف دولي كبير. لذا، وفقًا للضيف، كان لابدّ من تشويه صورة النضال الفلسطيني عبر لصق تهمة الإرهاب به. يؤكد أبو فرح أن أبا نضال كان صناعة إسرائيلية بامتياز. استفاد من عضويته السابقة في حزب البعث، لينسج علاقة متينة مع القيادة العراقية التي كانت تعتبر حركة فتح موالية للجارة اللدودة، سوريا.

تحوّل أبو نضال في تلك الفترة من مندوب فتح لدى العراق، إلى ما وصفه أبو فرح بالمندوب العراقي لدى فتح، مستذكرًا لقاءً جمع بين الرئيس العراقي آنذاك، أحمد حسن البكر، وقيادات فتحاوية من بينها محمود عباس الذي لام على أبي نضال انحيازه للجانب العراقي على حساب أشقائه الفلسطينيين ليحاول الأخير اغتياله انتقامًا.

يُصر أبو فرح على أن أبا نضال صنيعة استخباراتية غربية، لأنّه أولًا استباح الدم الفلسطيني، مستذكرًا حادثة اغتيال الدكتور عصام السرطاوي في لشبونة. كما يؤكد الضيف أن اجتياح جنوب لبنان عام 1982 كان سببه محاولة فاشلة لاغتيال السفير الإسرائيلي في لندن على يد جماعة أبي نضال.

الحلقة الثالثة

  • أبو نضال.. زعيم الموساد الفلسطيني
  • أمّي علوية.. البحث عن أنصار في سوريا

في الحلقة الثالثة من لقاءات عاطف أبو بكر لبرنامج "وفي رواية أخرى"، يضع عاطف أبو بكر ثلاثة احتمالات عن العلاقة التي جمعت بين أبي نضال وإسرائيل؛ فإما أن يكون عميلًا مباشرًا، أو أن عملياته تصب مصادفة مع المصالح الإسرائيلية، أو أن جهازه مخترقًا.

وبعد تفنيد الاحتمالية الثانية والثالثة، يخلص أبو فرح لتأكيد أن أبا نضال تم تجنيده في السودان من قبل الموساد الإسرائيلي، مؤكدًا أن انتقاله إلى العراق جاء بطلب من القيادات الاستخباراتية الإسرائيلية كي يكون عينهم في ذلك البلد. حوادث كثيرة يؤكد فيها أبو فرح روايته، من بينها تصفية أبي نضال لكل من شارك بعملية ميونيخ. من أبرز تلك العمليات كان اغتيال خصمه اللدود، أبي إياد. أيضًا تزويد الاستخبارات الأميركية بمعلومات عن زراعة الحشيش وتجارتها التي كان يقوم بها حزب الله اللبناني، مع الادّعاء علنًا أنّه حليف لحزب الله.

خلال الحرب العراقية الإيرانية، لم تعد بغداد تؤمّن الغطاء الأمني لأبي نضال، ذاك أن عواصم عربية وغربية ربطت بين دعمها للعراق في الحرب بتحجيم أبي نضال، فكان السفر إلى بولندا عام 1981، وبدأت محاولات فتح قنوات تواصل مع دمشق. وإرضاءً لنظام الأسد حاول أبو نضال اللعب على الوتر الطائفي، فقال إن والدته تنتمي للطائفة العلوية وأنه مُتشيّع، ثم قام بعمليات ضد أهداف أردنية إرضاءً لحافظ الأسد. لكنّه أُجبر في النهاية على مغادرة سوريا بطلب أميركي فكانت الوجهة المقبلة له هي ليبيا.

الحلقة الرابعة

  • أبو نضال يكافئ جميلة بوحيرد بقتيل أخيها
  • أبو نضال يلتقي مسؤولين سعوديين خلال العمرة
  • الرياض تمّد أبو نضال بمليون ريال شهريًا
  • بندر بن سلطان يعيد أبو نضال للجزائر بطائرته الخاصة
  • أبو نضال يحاول اغتيال حسني مبارك والحسن الثاني

بعد ليبيا يضطر أبو نضال عام 1997، للذهاب إلى مصر والاستقرار هناك لمدة سنتين، وإرضاءً للسلطات هناك يغتال أبو نضال الشيخ محمد صلاح عبد المطلب في صنعاء. لكن المفاجأة الأكبر التي يفجرها أبو فرح، هو وجود علاقة تربط بين أبي نضال والأمير السعودي حينها سلمان بن عبد العزيز.

جمعت بين أبي نضال وسلمان بن عبدالعزيز علاقة خاصة، فهو وغيره من أمراء سعوديين سهلوا تنقل أفراد منظمة أبي نضال، على طائرات أمريكية

ووفقًا لأبي فرح، تم التواصل مع الأمير سلمان عن طريق صالح القلاب وكذلك عبد الرحمن الراشد. ويؤكد عاطف أبو بكر أنه حتى بعد حرب الكويت ظلت جماعة "أبو نضال" تحظى بمنزلة خاصة لدى الأمراء السعوديين، الذين سهلوا عملية تنقل أفرادها على الطائرات الأميركية. ويروي أبو فرح خلال الحلقة تفاصيل أخرى عن العلاقة المالية بين السعوديين وجماعة أبي نضال المصنفة إرهابية.

ويقول أبو فرح إن أبا نضال اضطر للتوجه إلى العراق لاحقًا ليلقى مصرعه على يد السلطات العراقية.

 


اقرأ/ي أيضًا:

فيديو | الصغار لا ينسون "الطريق إلى الصفصاف"

فيديو | الداخل الفلسطيني: تجهيل الطلاب وأسرلة التعليم

مساجد الخليل: الجيش والمستوطنون يتولون الإرهاب والتهويد