12-نوفمبر-2018

صورة تعبيرية (Getty)

تشهد الجزائر منذ الأحد، جدلًا عارمًا على إثر تداول تصريحات لرئيس الحكومة الجزائري يصف فيها شهداء الثورة الجزائرية بـ "القتلى".

واعتبر رئيس الوزراء الجزائري أحمد أويحيى، الإثنين، إن الجدل الذي تشهده البلاد حول تصريحاته التي أطلقها بباريس، ما هو إلا "محاولات تلاعب بكلامه".

وجاء في بيان توضيحي من رئاسة الوزراء، أن الاستنكار الحاصل هو محاولات للتلاعب بما تلفظ به أويحيى، بخصوص شهدائنا في حرب التحرير الوطني.

وقال البيان "قامت إحدى القنوات التلفزيونية الخاصة بالتلاعب عن طريق التركيب، بما ورد من كلام على لسان الوزير الأول (رئيس الوزراء)، بخصوص شهداء حرب التحرير الوطني، حيث يكون قد ذكرهم بعبارة الموتى، وليس بعبارة الشهداء".

وشارك أويحيى، الأحد، في في منتدى باريس حول السلم، المنعقد في إطار فعاليات إحياء مئوية انتهاء الحرب العالمية الأولى (1914-1918) ممثلا للرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة.

وقال أويحيى في كلمته بالمنتدى إن "الشعب الجزائري الطيب عرف أهوال الحرب ودفع الكثير بهدف استعادة حريته مليونا ونصف مليون قتيل".

وأثارت هذه التصريحات موجة من ردود الفعل المتباينة عبر صفحات التواصل الاجتماعي، حيث اعتبر الكثيرون أن لفظ القتلى فيه إجحاف وظلم بحق رموز الوطن.

وقال المدون فيصل عثمان "أويحيى الاستئصالي يصف الشهداء بالقتلى ويتحدث بالفرنسية في باريس"، مطالبا بمحاكمته على اعتبار أن "ما فعله كبيرة لا تغتفر مطلقا تحت أي مبرر".

أما المدون فريد خوجة فقال إنه كان من المفروض أن يفتخر أويحيى أمام الفرنسيين والعالم كله بالشهداء، مطالبا بعزل أويحيى عن أي منصب سياسي.

واستنكرت معظم التعليقات التي رافقت الفيديو الذي بثه موقع قناة البلاد خطاب أويحيى، واعتبرته إساءة حقيقية للشهداء بالتزامن مع ذكرى الثورة.

في المقابل، دافعت بعض التدوينات الأخرى عن أويحيى وطالبت بعدم تضخيم الأمور، معتبرة أن خطابه كان منطقيا ومتوازنا ولا يستدعي "كل هذه الضجة".

وأضاف أصحاب هذا الرأي أن كلمة "قتلى" مرادفة لكلمة "شهيد"، مستدلين بأحاديث نبوية تحدثت عن قتلى المسلمين، ومنها حديث "قتلانا في الجنة وقتلاهم في النار".

وسبق أن تسبب أويحيى بجدل في الجزائر عندما وجه دعوة لرجال الأعمال الجزائريين بالدفع بحركة الصادرات إلى الخارج عبر الاعتماد على "الأقدام السوداء" أو "المستوطنين الفرنسيين"، وهم المتهمون بخيانة الوطن في ثورة التحرير المجيدة.

ويعد ملف ثورة التحرير الجزائرية، من أكثر القضايا حساسية في البلاد، حيث مازالت محل تقديس من قبل أفراد الشعب، الذين يرفضون أي مساس بها أو بقادة الكفاح المسلح ضد الاستعمار الفرنسي.

 

 

اقرأ/ي أيضًا:

فرنسا تعترف: استخدمنا التعذيب حتى الموت باستعمار الجزائر

الجزائر تحظر النقاب في أماكن العمل الحكومي