أربع فتيات فلسطينيّات، قررن إنشاء فرقة فنيّة للنساء، يُقدّمن فيها أغاني يصفنها بـ "الملتزمة" في مناسبات معيّنة. الفتيات جمعن في الفكرة بين موهبة الغناء، ومحاولة التغّلب على البطالة المتفشيّة بين الجيل الشابّ، وبالطبع لهذه الفرقة شروط ومعايير خاصّة إذا ما قررت فتاة أخرى الانضمام لها.
تقول القائمات عليها إنّها أوّل فرقة فنيّة مخصصة للنساء في الخليل
فرقة "المحبة"، تقول القائمات عليها إنّها أوّل فرقة فنيّة مخصصة للنساء في مدينة الخليل الواقعة جنوب الضفة الغربيّة، وتهدف لتقديم الأغاني الملتزمة في مناسبات اجتماعية محددة، وبالطبع كمصدر دخل لفتيات الفرقة.
اقرأ/ي أيضًا: في الخليل.. فتاة تُحكِّم مباريات كرة القدم
ومن أهم هذه المناسبات؛ المدائح النبوية، والسهرات الرمضانيّة، وتلك المرتبطة بعودة الحُجّاج، أو الأغاني المتعلّقة بالموالد، مرورًا بحفلات الزفاف، والنجاح، وبالطبع يمتد الأمر ليشمل تقديم أغانٍ وطنيّة في مناسبات محددة، أبرزها الخروج من سجون الاحتلال. وقد تُقام هذه المناسبات في البيوت، أو الصالات، أو المؤسسات خاصة النسوية.
الموسيقى والإيقاع حضورهما لافت في أغاني الفرقة التي تعتمد أساسًا على "الأورغ"، إضافة إلى إيقاعات وموسيقى جاهزة يتم تشغيلها من خلال أجهزة الكمبيوتر.
لينا أبو سنينة (28 عامًا)، التي أسست فرقة "المحبة"، تخرّجت من جامعة البوليتكنك في تخصص "الإدارة وأتمتة المكاتب"، تقول إنّها كانت تؤدي الأناشيد في الاحتفالات المدرسيّة وخارجها، وهو ما لاقى اهتمامًا وترحيبًا من عائلتها، مشيرةً إلى أنّ جدّها كان يُحيي الموالد النبوية ويؤدي الأناشيد الدينيّة.
وترى لينا أنّ هذا التراث القديم، كان متعارف عليه عند الأجداد الرجال تحديدًا، ومن هُنا كانت فكرتها –كما تقول- في أن تؤسس لفرقة خاصّة بالنساء.
اقرأ/ي أيضًا: الزبيب الفلسطيني.. ما تبقّى لكم من حلوى
مشوار الفرقة لم يكن سهلًا، فبدأت الفتيات في تطوير أنفسهن من خلال استثمار المواد المرئية والمسموعة على الانترنت، وبدأن بتسجيل بعض الأغاني الخاصّة، وأصدرن أوّل ألبوم فنيّ للأطفال عام 2012.
دينا، العضو الثاني في الفرقة، تبلغ من العمر (26 عامًا)، وهي أمّ لطفلة، تخرّجت هي الأخرى من جامعة بولتيكنك عام 2010، في تخصص المحاسبة، وتتحدّث عن أن البدايات الأولى للفرقة كانت من مصروفها الخاصّ، وكانت الفكرة بالنسبة لها مجرّد حلم.
لا بُدّ أن تلتزم الفتاة بالزيّ الرسميّ للفرقة الذي يتضمّن الحجاب الإسلاميّ
أمّا آلاء وإيمان، اللتان لا تزالان في مرحلة الدراسة المدرسيّة، فتقولان إنّهن يحاولن الموازنة بين واجبات الدراسة ومتطلبات الفرقة، وموهبتهنّ الفنيّة.
وللانضمام للفرقة، لا بُدّ أن تلتزم الفتاة بالزيّ الرسميّ للفرقة الذي يتضمّن الحجاب الإسلاميّ، وأن تملك صوتًا جميلًا، وبالطبع موافقة الأهالي للفتيات صغيرات السنّ، والتفرّغ للتدريب، وفق لينا، لـ "الترا فلسطين".
هل المشروع مجدٍ من ناحية مالية؟، تقول لينا إن ذلك يتوقف على عدد المناسبات التي يُقمنها، قد تمر أوقات ليس فيها أيّ مناسبات اجتماعية أو دينية، وفي أوقات أخرى، تكون قائمة حفلاتهن ممتلئة. لافتة إلى أنّ فرقتها أحيت مئات الحفلات والمناسبات منذ تأسيسها.
تكلفة شراء المعدات، هي أبرز المعيقات التي تواجه الفرقة، غير أن الفتيات يؤكدن أنّهن سيواصلن ما بدأن به في فرقة "المحبة".
اقرأ/ي أيضًا:
حكاية "مأساة" تعبئة "اسطوانة غاز" في الخليل