25-نوفمبر-2018

متسوقون في انتظار الدخول إلى متجر "بيست باي" في لوس أنجلوس في يوم الجمعة السوداء (Getty)

شهدت الأسواق الأميركية وأسواق دول عديدة حول العالم، الجمعة الماضي 23 تشرين ثاني/ نوفمبر، تدافعًا كبيرًا في ما يعرف بـ "الجمعة السوداء"، ووضعت السلطات سيارات الإسعاف والدفاع المدني في حالة تأهب لمواجهة عمليات التدافع بين المتسوقين.

ويوم الجمعة السوداء "Black Friday" الذي يسمى أحيانًا في الوطن العربي بـالجمعة البيضاء، هو اليوم الذي يأتي مباشرة بعد عيد الشكر في الولايات المتحدة وعادة ما يكون في نهاية شهر تشرين ثاني/ نوفمبر من كل عام نظرًا لارتباطه بعيدي الشكر ورأس السنة.

وبدأت قصة هذا اليوم في الولايات المتحدة قبل حوالي 150 عامًا عندما أصيب السوق الأمريكي بكساد كبير أدى لانهيار اقتصادي حاد بسبب عجز القوة الشرائية لدى المستهلكين، فتخلص السوق الأمريكي من هذه الأزمة بعدة إجراءات كان أبرزها تخفيضات كبيرة على أسعار السلع لتحفيز الناس على الشراء وتلافي أكبر قدر ممكن من الخسائر.

ومنذ ذلك الوقت اتخذ هذا اليوم كتقليد سوقي في الولايات المتحدة ثم تمدد لبقية العالم. وسمي بالجمعة السوداء ليس تشاؤمًا حسب ما ذكرت مواقع إلكترونية عديدة إنما هو تعبير اقتصادي عن الربح وتنفيق السلع من المخازن، أمّا اللون الأحمر فهو الذي يدل على الخسارة في لغة السوق البصرية.

وقد اعتمد في نهاية العام خصيصًا ليعتبر هذا اليوم بداية موسم شراء هدايا عيد الميلاد، ففيه تقوم أغلب المتاجر الضخمة بتقديم عروض وخصومات كبيرة، حيث تفتح أبوابها مبكرا لأوقات تصل إلى الساعة الرابعة صباحًا.

وبسبب الخصومات الكبيرة وشيوع العرف في أن تشترى هدايا عيد الميلاد بذلك اليوم، فإن أعدادًا كبيرة من المستهلكين يتجمهرون فجر الجمعة خارج المتاجر الكبيرة ينتظرون افتتاحها. وعند الافتتاح تبدأ الجموع بالتقافز والركض كلٌ يرغب بأن يحصل على النصيب الأكبر من البضائع المخفضة الثمن ويشهد الجمعة السوداء من كل عام حالات اختناق وإصابات بين جموع المتدافعين.

ويرى محللون اقتصاديون أن الجمعة السوداء هو فكرة ذكية من الشركات الضخمة التي تحفز المستهلكين على دفع المزيد من النقود، رغم الجدل الأخلاقي الدائر حول هذا اليوم، إذ يعتبره فريق بأنه إيجابي للمستهلك الذي يستفيد من الخصومات على أسعار السلع التي تصل لـ 70%.

فيما يرى منتقدو هذا اليوم أن الخصومات وهمية وما هو إلا خديعة ماكرة من رأس المال لغزو جيوب الفقراء، ومن اللافت أن الأسواق العربية انضمت لركب الجمعة السوداء لكن مع تحريف لاسمه.

فقد اعتمدت تسمية الجمعة البيضاء بدل السوداء له في بعض الأسواق العربية لما ليوم الجمعة من رمزية وقداسة لدى المسلمين يصحبها تشاؤم من اللون الأسود.

وفي يوم الجمعة السوداء تقوم أيضا بعض متاجر الإنترنت مثل موقع أمازون، وإيباي بتقديم عروض مغرية. ففي ذلك اليوم يقوم الموقع بتقديم خصومات مغرية على منتجات عديدة.

ومن أشهر المواقع التي تعتمد تخفيضات الجمعة السوداء متجر أمازون للتسوق الإلكتروني الذي يتلقى طلبات من جميع أنحاء العالم للشراء منه لما يوفره من تخفيضات كبيرة في ذلك اليوم. اضافة الى المتاجر الأمريكية الكبيرة Walmart ومتجر Bestbuy ومتجر Target. وكبرى المتاجر البريطانية مثل John Lewis ومتجر very.co.uk ومتجر Argos.

اما في الوطن العربي فأشهر المتاجر التي تقدم تخفيضات الجمعة السوداء هي متجر سوق كوم، ومتجر جوميا، ومتجر اكسترا ستور ايضًا.

وننقل إليكم أبرز اللقطات التي شهدتها الأسواق خلال هذا اليوم:

 إحدى المصابات تتلقى العلاج بعد تدافع في بوابة متجر "والت مارت" في كاليفورنيا يوم الجمعة السوداء (غيتي)
فتاتان تحملان مشترياتهما في متجر "والتمارت" بكاليفورنيا في الجمعة السوداء (غيتي)
هكذا تنجح متاجر الجمعة السوداء في جذب المستهلكين (الجزيرة)
محاسب في متجر "بيست باي" بوستبوري بنيويورك في الجمعة السوداء أمس (رويترز)

اقرأ/ي أيضًا:

أنطاليا التركية تتجهز لاستقبال 15 مليون سائح في 2019

هذه الملايين التي ينفقها ترامب لطرد المهاجرين من أمريكا