كشفت صحيفة "هآرتس" العبرية، الأحد 19 شباط/فبراير، كواليس قمةٍ رباعيةٍ عُقدت سرًا قبل نحو عام، جمعت الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، والعاهل الأردني عبد الله الثاني، ووزير الخارجية الأمريكي السابق جون كيري، إضافة لرئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو.
وحسب الصحيفة، فإن مبادرةً من ستة بنودٍ طُرحت كحلٍ للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، لكن نتنياهو رفضها بدعوى أنه سيواجه صعوباتٍ في إقناع ائتلافه الحكومي بقبولها، في حين طلب السيسي عدم الضغط على نتنياهو لقبولها، بل العمل لإقناعه بها.
العاهل الأردني وعبد الفتاح السيسي شاركا في قمةٍ رباعيةٍ سريةٍ استُبعدت منها السلطة الفلسطينية، لكن نتنياهو رفض مبادرةٍ للحل طرحها كيري
واقترح نتنياهو أن تقدم حكومته سلسلة مما أسماها "تسهيلات" من أجل الفلسطينيين، وأن يتم عقد قمةٍ بمشاركة ممثلين رفيعي المستوى من السعودية، والإمارات العربية المتحدة.
اقرأ/ي أيضًا: نظام السيسي يستنجد.. و"إسرائيل" تلقي حبالها
وأفادت "هآرتس" بأن مصادر رفيعة المستوى في الخارجية الأمريكية، كشفت لها كواليس القمة، وتفاصيل المبادرة الأمريكية التي تقوم على ستة بنودٍ حول قضايا الحدود، ومبدأ حل الدولتين، واللاجئين، والقدس، والأمن، وإنهاء الصراع.
ففي بند الحدود، نصت المبادرة على ترسيم حدودٍ دوليةٍ بين إسرائيل و"الدولة الفلسطينية القابلة للحياة، والمتواصلة جغرافيًا على أساس حدود عام 1967"، مع تطبيق "مبدأ تبادل المناطق بين الطرفين".
وتضمنت المبادرة مقترحًا بتطبيق القرار الأممي رقم 181 الخاص بحل الدولتين، على أن تعترف كل واحدةٍ فيها بالأخرى، مع ضمان "المساواة بين مواطني الدولتين".
وحول قضية اللاجئين، فقد دعت المبادرة للتوصل إلى حلٍ عادلٍ ومتفقٍ عليه ومنطقيٍ يتفق مع مبدأ حل الدولتين، بحيث لا يؤثر على الطابع الأساسي لـ"دولة إسرائيل".
أما بخصوص القدس، فإنه يجب اعتبارها عاصمةً للدولتين، ويعترف المجتمع الدولي بذلك، مع ضمان "حرية الوصول على المناطق المقدسة للجميع بناءً على الوضع القائم حاليًا"، ما يعني تحويل الاقتحامات التي يرتكبها المستوطنون حاليًا بحماية شرطة الاحتلال للمسجد الأقصى، إلى "زياراتٍ رسميةٍ مشروعةٍ لهم".
وبخصوص الأمن، فإن المبادرة اقترحت ضمان قدرة إسرائيل على "الدفاع عن نفسها بفعالية"، وذلك مقابل ضمان قدرة دولة فلسطين على حماية أمن مواطنيها، في دولةٍ ذات سيادةٍ منزوعة السلاح.
ويتوجب بناءً على ذلك، "وضع نهايةٍ للمطالب الفلسطينية"، ما يفتح الطريق أمام تطبيع العلاقات بين إسرائيل والدول العربية، وفقًا لما تضمنته مبادرة السلام العربية.
وأوضحت "هآرتس"، أن القمة السرية فتحت الطريق للمباحثات السرية التي أجراها نتنياهو مع زعيم المعارضة الإسرائيلية يتسحاق هرتسوغ لضمه لحكومته، لكن هرتسوغ لم يثق بما أخبره به نتنياهو حول تفاصل القمة السرية، واتصل بالملك عبد الله الثاني والسيسي للاطلاع على التفاصيل.
وأشارت الصحيفة إلى أن وزير الخارجية الاميركي جون كيري، أطلع الرئيس محمود عباس على تفاصيل القمة، ولكنها لم تتحدث عن ردة فعل عباس.
اقرأ/ي أيضًا:
في أي حلم إسرائيلي ورد السيسي؟!