الترا فلسطين | فريق التحرير
يحتكر "البدو" تخصص قصاصي الأثر في جيش الاحتلال، ويفخر الضابط البدوي المسؤول عن الوحدة بأنه لا يُمكن أخذ هذه المهمة من البدو، "لأن اليهود يُحبون العمل في أجواء مكيفة، أو بملاصقة الآيفون، وهذا لا يتوفر في هذا التخصص". هذه المعلومات جزء من تفاصيل أوسع رواها الضابط ربيع سعاد (40 عامًا) المسؤول عن وحدة قصاصي الأثر في جيش الاحتلال، في مقابلة مطولة مع صحيفة "معاريف" الإسرائيلية.
يقول سعاد، إنه التحق بجيش الاحتلال بناء على نصيحة من والده، "ويمكن بسهولة رؤية الإصابات في مختلف أنحاء جسدي، لمعرفة ما الذي قدمته من خدمة لدولة إسرائيل" وفق ما أفاد به دون أن ينسى الإشارة إلى أن الخدمة العسكرية ليست إلزامية على البدو في الأراضي المحتلة، لكنه التحق بها طوع إرادته.
ويُبين سعاد، أن جيش الاحتلال يضم الآن 337 قصاص أثر، يخدم 226 قصاصًا منهم في الجيش النظامي، إضافة إلى 111 آخرين في قوات الاحتياط، موضحًا أن هذه المهنة لا تحتاج فقط رؤية بصرية حادة، على أهميتها، لكنها تتطلب مواصفات أخرى لا تتوفر لدى كل من ينخرط فيها.
وأضاف أن أهمية قصاصي الأثر تبرز خلال ملاحقة "المسلحين"، وكذلك في إجراء مسح ميداني للأرض والميدان، والتعرف على أماكن الأنفاق، ومعرفة أسباب إغلاق حماس لبعض المناطق الحدودية بصورة خاصة دون سواها، مبينًا أن كبار قادة جبهة غزة في جيش الاحتلال يصفونه "صاحب قرون الاستشعار".
ولم يُنكر سعاد أنه كان شاهدًا على ما وصفها "معارك جدية" مع قوى المقاومة في قطاع غزة، بعد أن وقعوا في كمائن خلال محاولات التسلل إلى قطاع غزة، مضيفًا أنه أُصيب عدة مرات والتقى بالموت أكثر من مرة، وفقد أناسًا عزيزين عليه.
وقال: "لا أحد يعلم حجم التهديدات التي تحيط بنا في هذه الجبهة الجنوبية مع غزة. أنا مطالب من قبل قادتي أن أشعل أمامهم الأضواء الحمراء، لأن المقاتلين في الطرف الآخر يطورون من قدراتهم القتالية".
وأعرب سعاد عن إحساسه بالخيبة والسذاجة لأنه اكتشف في أوقات كثيرة أنه يمشي على نفق للمقاومة ولا يشعر به، مضيفًا أنه لا يستغرب إصرار الفصائل ورغبتها على استكمال مشوار الأنفاق.
واستبعد سعاد التوصل إلى اتفاق تهدئة طويل الأمد مع الفصائل في قطاع غزة، وتوقع أنه في حال حدث اتفاق فسيكون على المدى القصير، لكنه لن يُفضي إلى حل حقيقي.