الترا فلسطين | فريق التحرير
الكتابة متنفّس، تعبير عن الحياة، لكنّها عن السّجن وفيه، تأخذ أبعادًا أخرى؛ ردّ فعل على قسوة السّجن والسّجان، تمسُّك بالأمل، وتحليق بعيد عن الأسوار والقضبان.
تمر الأيّام صعبة وثقيلة على الأسرى، فكيف بالسنوات؟ وإذا كانت السّنة 2020 فالمعاناة أشدّ وأقسى، فيها اجتمع على الأسير عذاب السّجن والفايروس والعزل وتفنن السّجان في إحكام قيوده، وغياب الأحبة بمنع زيارات الأهل.
إليكم 6 من إنتاجات الأسرى التي صدرت في 2020:
في تشرين ثاني/ نوفمبر 2020، كانت فرحة ممزوجة بالحزن، وكذلك التّحدي. إذ جرى في حفل إطلاق كتاب الأسير أسامة الأشقر من صيدا/ طولكرم "للسجن مذاقٌ آخر"، وتمّ عقد قرانه على الشّابة منار خلاوي من بيت لحم.
الكتاب جاء في 175 صفحة، يتحدّث مؤلفه المعتقل منذ 18 سنة، والمحكوم بالسّجن المؤبد 8 مرات، عن واقع الاعتقال وظروفه، وفي فصله الثاني يتحدث عن المحاولات الإسرائيلية لإحداث ثغرات تهدف لتفكيك التماسك المجتمعي والتنظيمي، وعن كيفية اكتشاف هذه السياسات ومواجهتها.
كتبها عمّار الزبن من نابلس، يقضي حكمًا بالسّجن المؤبّد 26 مرّة. متزوّج وله أربعة أبناء (بشائر، بيسان، ومهند وصلاح الدين). يركّز في روايته على مرحلة من العمل المقاوم في الضفة الغربية، خاضتها خلية تابعة لكتائب القسام "شهداء من أجل الأسرى".
يُهدي عمار روايته التي قسّمها إلى فصول، إلى "كل رجال الظل" وإلى "رجل سكتت عنه الأقلام ولم تقف على بابه الأضواء، فعاش رغم مرضه جبلًا يحمي ظهر المقاومة بصمت، ورحل بصمتٍ كما عاش". يُشار إلى أنّ مؤلفها كتب في سجنه عددًا من الروايات أبرزها "عندما يزهر البرتقال" و"خلف الخطوط" و"الزمرة".
"عندما يُغمضُ النهار عينيه، تنكمش الحياة نحو زوايا الدفء والمحبة، أو خلف ستائر الوحدة والدموع"، بهذه الكلمات يلخّص الأسير حسام شاهين من القدس المحتلة معاناة الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيليّ.
حسام المحكوم بالسّجن 27 سنة، يصنّف نصّه السرديّ على أنه "شظايا سيرة"، إذ يحوي مجموعة رسائل كتبها من داخل زنزانته إلى الطفلة قمر، ابنة صديقه عماد الزهيري.
ويرى شاهين في كتابه الصادر عن "دار الشروق" أنّ الأطفال سيجدون ضالتهم في الرسائل التي خرجت رغم ظلمة السّجن الإسرائيلي.
كتبها الأسير معتز الهيموني، وصدرت عن "المكتبة الشعبية - ناشرون" في نابلس. تقع الرواية التي صادر الاحتلال بعضًا من صفحاتها، في 236 صفحة من القطع المتوسط. يتحدّث فيها عن صراع استخباراتي فلسطيني/ إسرائيليّ، وتتطرّق للخيانة وقضايا العملاء، وحالتهم النفسية.
والأسير الهيموني (39 عامًا)، محكوم بالسّجن المؤبّد 6 مرّات مضافًا إليها 20 سنة. سبق وصدر له "شمعة من قلب الزنزانة"، "فراشة النور"، و"تحت عين القمر".
"لا مكان للأبيض ولا مكان للنور في القلوب المظلمة"، يقول الكاتب الأسير راتب حريبات من دورا جنوب الخليل، وهو يعرض قصص عذاب الأسرى المرضى جرّاء الإهمال الطبّي المتعمّد في سجون الاحتلال.
يحكي حريبات عن المستشفى/ السجن، ويبيّن أن "الطبيب" الذي يراه ليس سوى ضابط من مصلحة السجون يرتدي زي طبيب، ويقدم صورة متناقضة عمّا ينبغي على الطبيب أن يفعله، وما يمارسه في الواقع.
ويتحدث عن كيف يُعامل الأسرى المرضى، وكيف يتم تقييدهم ونقلهم بالبوسطة، ويعرض شهادات حيّة لمعاناة الأسرى.
والأسير راتب حريبات معتقل منذ 19 سنة على خلفيّة دوره في كتائب شهداء الأقصى التّابعة لحركة فتح، وتبقى لحريته ثلاث سنوات. نال البكالوريوس في التربية، والماجستير في الدراسات الإسرائيلية من داخل سجنه.
في 150 صفحة من القطع المتوسط، صدر العمل الأوّل للأسير منذر مفلح، عن "دار الفاروق للطباعة والنشر في نابلس"، بغلاف صممه ظافر شوربجي.
ينطلق منذر في سرد حكاية تجربته النّضالية من "خرزة" وجدها في جيب بنطاله بعد أيام من اعتقاله، لترافقه في رحلة سجنه بعد ذلك، ويربط من خلالها أحداث انتفاضة الأقصى وغيرها. والأسير مفلح من بيت دجن شرق نابلس، معتقل منذ 2003 ومحكومٌ بالسّجن 33 سنة.
اقرأ/ي أيضًا: