01-مارس-2024
مجزرة الطحين في شارع الرشيد

مجزرة الطحين

الترا فلسطين | فريق التحرير

تجاوزت حصيلة العدوان الإسرائيلي المستمرّ على قطاع غزة 30 ألف شهيد. منهم 112 شهيدًا، وأكثر من 760 جريحًا، في مجزرة الطحين المروّعة التي ارتكبها الاحتلال صباح الخميس، في منطقة دوار النابلسي على "شارع الرشيد" جنوب غرب مدينة غزة، حين استهدفهم الرصاص بينما كانوا يحاولون الحصول على بعض الطحين مع استمرار حرب التجويع منذ نحو خمسة أشهر.

ارتفعت حصيلة شهداء مجزرة الطحين على شارع الرشيد غرب غزة إلى 112 شهيدًا، وأكثر من 760 جريحًا

وعن مجزرة الطحين، قال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة إنّ مئات المدنيين الذين كانوا في المنطقة، جاؤوا للحصول على كيس طحين أو مساعدات غذائية ليطعموا أطفالهم وأسرهم، مع تعمّق المجاعة واستمرارها في محافظتي شمال غزة ومحافظة غزة (فيهما 700 ألف شخص)، حيث يمنع الاحتلال إدخال أي مساعدات للمحافظتين منذ 146 يومًا.

وأضاف أنّ الاحتلال ارتكب المجزرة الفظيعة، وكانت لديه النية المبيّتة لإيقاع هذا العدد الكبير من الشهداء والجرحى، الذين كانت إصاباتهم مباشرة بالرصاص الذي يمتلكه وأطلقه جيش الاحتلال وكذلك القذائف المحرمة دوليًا، بشكل مقصود تجاه المدنيين، وقد بدا ذلك واضحًا على أجسام الشهداء والجرحى.

واتّهم المكتب الإعلامي، الاحتلال الإسرائيلي بممارسة التضليل، ونشر أخبار زائفة عن مجزرة الطحين المروِّعة على شارع الرشيد، للتملُّص والهروب من الجريمة النكراء، حين زعم أنّ شهداء المجزرة ارتقوا نتيجة التدافع والاقتتال الداخلي.

الأورومتوسطي: جريمة إسرائيلية واضحة

وقال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إنّ تحقيقاتهم الأوليّة تثبت أن الضحايا سقطوا أثناء استلام مساعدات إنسانية غرب غزة فجر الخميس، وقضوا جرّاء إصابتهم برصاص أطلقه جيش الاحتلال الذي يحاول التنصّل من مسؤوليته عن الجريمة المروِّعة بنشر مقطع فيديو جوي مجتزأ، والادّعاء أن التدافع والدهس هو سبب مقتل هذا العدد الكبير من المدنيين.

الأورومتوسطي: إسرائيل تستخدم التجويع ومنع المساعدات وقتل الجياع في معرض تنفيذها لجريمة التهجير القسري ضد فلسطيني شمال غزة

وفي بيانه، قال الأورومتوسطي إنّ فرقهم البحثية وثّقت إطلاق الدبابات الإسرائيلية النار بكثافة تجاه تجمُّعات المدنيين الفلسطينيين خلال محاولتهم استلام مساعدات إنسانية جنوب غرب مدينة غزة. كما أشار إلى أنّهم تثبّتوا من بصمة صوت الرصاص الواضحة بأنها من سلاح آليّ برصاص 5.56 ملم الذي يستخدمه جيش الاحتلال، ويمكن سماعه في المقاطع المنشورة وقت إطلاق النار بوضوح.

وفيما يتعلّق بالفيديو الذي نشره جيش الاحتلال والملتقط من الجو، قال المرصد الحقوقيّ إنه فيديو مجتزأ، وتم إجراء تحريف فيه، ومع ذلك فإنه (الفيديو) يوضح تواجد دبابتين على الأقل في الدقيقة 01:06، ويظهر وجود عدة جثث بمسار الدبابات وليس بمسار الشاحنات.

امتزجت دماء الشهداء والجرحى بأكياس الطحين وصناديق المساعدات

وقال إنّ علامات الإصابات على أجساد الشهداء والمصابين التي توثق منها باحثو المرصد بمعاينة الضحايا لحظة وصولهم إلى مستشفى الشفاء، إلى جانب امتزاج دماء جروحهم بأكياس الطحين وصناديق المساعدات تشير بشكل قطعيّ إلى استهدافهم بالرصاص. وأشار المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إلى أنّ مقاطع الفيديو التي نشرها شهود العيان للجريمة، توثّق صوت الرصاص الواضح، ومصدره الدبابات الإسرائيلية المتمركزة باتجاه البحر.

الرئاسة الفلسطينية: الصمت الدولي يشجّع إسرائيل

وقالت الرئاسة الفلسطينية إن سقوط العدد الكبير من الضحايا المدنيين الأبرياء الذين يخاطرون من أجل لقمة العيش "جزء لا يتجزأ من حرب الإبادة الجماعية التي ترتكبها حكومة الاحتلال ضد شعبنا".

واعتبرت أن "الصمت الدولي هو الذي شجع إسرائيل على التمادي في سفك الدم الفلسطيني والقيام بجرائم إبادة غير مسبوقة في التاريخ الحديث".

جيش الاحتلال: قتلوا جرّاء التدافع

ورفض جيش الاحتلال الإسرائيلي الإقرار بمسؤوليّته عن جريمة شارع الرشيد. وزعم المتحدّث باسم الجيش في مؤتمر صحفي أنّ آلاف السكان في غزة تدافعوا على شحنات المساعدات ما أدى لمقتل وإصابة العشرات دهسًا.

وقال إنّ الجيش كان موجودًا لتأمين قافلة المساعدات، وحين حدث التدافع أطلق الجنود النار في الهواء لإعادة النظام، وقد انسحبت القوات من المكان حين خرجت الأمور عن السيطرة، ولم ننفذ أي ضربات لاستهداف قافلة المساعدات.

وعقب المجزرة المروِّعة، أشاد وزير الأمن القومي الإسرائيلي ايتمار بن غفير بتصرّف الجيش، ووصفه بالممتاز في مواجهة من وصفهم بـ "حشود الغوغاء". وقال إنّ نقل المساعدات إلى غزة يضر بجنود الجيش الإسرائيلي، وهو بمثابة الأوكسجين لحماس.

حماس: جريمة تؤكّد تعطّش إسرائيل للقتل

وفي بيانها، قالت حركة حماس إنّ ما ورد على لسان المتحدث باسم جيش الاحتلال، محاولة للتنصل من مسؤوليّة ما اقترفه الجيش المجرم الذي يمارس التضليل والكذب حول ما ارتكبه من مجزرة مروعة، عبر تمريره لرواية تافهة ليبرر هذا القتل الممنهج.

وقالت إنّ "ما قدمته وزارة الصحة من دلائل وقرائن حول هول المجزرة التي ارتكبها الجيش النازي ليس أقلها إطلاق النار المباشر على المواطنين، وعلى أطرافهم العلوية بغرض القتل الفوري، إضافة لروايات جميع الشهود التي أكدت تعرضهم للنار المباشر دون وجود أي خطر على جيش الاحتلال، ليؤكد فقط حقيقة تعطّش الجنود الإرهابيين للقتل وارتكاب أبشع الانتهاكات".

ودعت محكمة العدل الدولية، والجنائية الدولية إلى توثيق الجريمة، لمحاسبة الكيان الاحتلالي المارق على جرائمه وانتهاكاته.

جو بايدن: ما جرى سيعقّد المفاوضات

ووصف الرئيس الأمريكي جو بايدن ما جرى بأنها "حادثة المساعدات الغذائية في غزة"، وقال إن ما جرى سيعقّد المفاوضات بشأن الرهائن.

وعبّر البيت الأبيض عن اعتقاده بأنّ ما حدث في شمال غزة يتطلّب تحقيقًا شاملًا.

من جهتها، لم تحمّل الخارجية الأمريكية الجيش الإسرائيلي مسؤوليّة ما حدث. وقالت إنها "لن تقفز لاستنتاجات" وأنها تحاول الحصول على معلومات أكثر بشأن ما جرى. وأشارت إلى أن اللقطات الجوية تكشف أن الوضع بغزة بائس بشكل لا يُصدّق، وأن الناس احتشدوا حول الشاحنات لأنهم جوعى. وأن أفضل طريقة لتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني المستمرة هي التوصّل لاتفاق لوقف مؤقت لإطلاق النار.

وأضافت الخارجية الأمريكية أن سبب مطالبتهم بفتح معبر لشمال غزة هو أننا نعلم أن المساعدات لم تكن تصل.

وقالت وزيرة خارجية كندا إن ما حدث في غزة اليوم كابوس، ويجب ضمان إرسال مساعدات دولية للقطاع وحماية من سيحصلون عليها.

وعربيًا، أصدرت الخارجية القطرية بيان إدانة للمجزرة التي ارتكبها الاحتلال في حق مدنيين ينتظرون المساعدات في غزة. وقالت إن على المجتمع الدولي أن يضطلع بمسؤوليته لإلزام الاحتلال الإسرائيلي بالامتثال للقانون الدولي.

كما أدانت الخارجية الأردنية الاستهداف الوحشي لتجمعٍ لمواطنين غزيين كانوا ينتظرون الحصول على مساعدات إنسانية على دوار النابلسي.

الرئيس الكولومبي: نتنياهو قتل أكثر من 100 فلسطيني عندما طلبوا الطعام. إنها إبادة جماعية وتذكّرنا بالمحرقة

وصعّد الرئيس الكولومبي غوستاف بيترو من لهجته ضدّ "إسرائيل" عقب المجزرة، وقال إنّ نتنياهو قتل أكثر من 100 فلسطيني عندما طلبوا الطعام. إنها إبادة جماعية وتذكّرنا بالمحرقة حتى لو لم ترغب القوى العالمية بالاعتراف بذلك. ويجب على العالم أن يقاطع نتنياهو، ويعترف بالإبادة. وأعلن تجميد كولومبيا كافة صفقات شراء الأسلحة من إسرائيل.