21-أكتوبر-2024
استشهاد يحيى السنوار

يحيى السنوار

اهتمَّت وسائل إعلام إسرائيلية بالتأثير الذي أحدثه فيديو اللحظات الأخيرة قبل استشهاد يحيى السنوار، على الرأي العام العربي والعالمي، بعدما أظهر يحيى السنوار جالسًا على أريكة ويلقي عصا على الطائرة المُسيَّرة الإسرائيلية، رغم أنه مصابٌ بنيران الاحتلال بعد الاشتباك بينهما.

إليئور ليفي: الانطباع عن يحيى السنوار وقتاله حتى آخر نقطة دم سيبقى ملازمًا لسيرة الرجل لسنوات مقبلة، ولأجيال مقبلة

وتساءلت هيئة البث "كان" إن كان نشر فيديو ليحيى السنوار في لحظاته الأخيرة يُعدُّ قرارًا صحيحًا. وأجاب إليئور ليفي، رئيس قسم الشؤون الفلسطينية في القناة على السؤال قائلًا، إن في العالم العربي بشكل عام، وقطاع غزة بشكل خاص، ينظرون لهذه الصور بشكل مختلف عن رؤية إسرائيل لها، وهي أن "يحيى السنوار يقف هناك بما تبقى لديه من قوة، ويقاتل حتى آخر قطرة دم".

وأضاف ليفي: "إن كانوا يعتقدون في إسرائيل أن الصورة تشكل إهانة للسنوار في نظر الغزيين، أو العالم العربي، فإنهم (الإسرائيليون) يرتكبون خطًأ كبيرًا. ففي نهاية الأمر، هذا الشخص وصورته أكبر بكثير من صورة واحدة، وهو أكثر أسطورية من هذا".

وأكد ليفي، أن الانطباع عن "يحيى السنوار وقتاله حتى آخر نقطة دم سيبقى ملازمًا لسيرة الرجل لسنوات مقبلة، ولأجيال مقبلة، ولن يغير أي شيء من ذلك".

من جانبه، يقول روعي شارون، محلل الشؤون العسكرية في قناة "كان"، إن "يحيى السنوار يستحق أن ينهي حياته بهذه الطريقة، ولو كنتٌ أريد أن أتخيل كيف سينهي حياته، فستكون كذلك".

وقال: "المتحدث باسم الجيش لم ينشر الفيديو من أجل الإسرائيليين، بل نشره كي يراه الغزيون. وإن كان المتحدث باسم الجيش يظن أن الغزيين عندما يرون الفيديو سيقولون إنهم أهانوه، فإنكم مخطئون، وأنتم لا تفهمون ما هي حماس".

أما نيريا كراوس، مراسلة القناة الـ13 الإسرائيلية في الولايات المتحدة، فقالت إن صورة جثة يحيى السنوار وحولها الجنود كانت "ذات قيمة كبرى بالنسبة لإسرائيل، وأظهرت كأن السنوار سقط بشكل مذل". واستدركت، أن فيديو اللحظات الأخيرة للشهيد يحيى السنوار قوبل بردة فعل في منصات التواصل مختلفة عن تلك التي تريدها إسرائيل.

وقالت كراوس: "استمعوا كمثال لما قاله صحفي في وكالة رويترز، بأن صور الطائرة المسيرة تعرض يحيى السنوار كقدوة للمقاومة الفلسطينية، فهو مصاب، لكنه يتحدث ويقاوم وينظر إلى المُسيَّرة نظرة استهتار من خلف الكوفية، ورغم استنزاف قوته فإنه يحاول المقاومة وإسقاط المُسيَّرة".

وأشارت نيريا كراوس إلى أن الجهات المناهضة لإسرائيل في منصات التواصل، تقول إن يحيى السنوار ظهر بشكل أفضل بكثير من الصورة التي يراها الإسرائيليون. وقالت: "بالطبع من الصعب علينا فهم ذلك، لكن هذا هو الوضع، وعلى المتحدث باسم الجيش أن يفكر في الرواية الإسرائيلية عندما ينشر فيديو مهمًا لهذه الدرجة."

وطرحت القناة الـ12 أسئلة بلا إجابات عن "التصوير التاريخي والمجنون" حسب وصفها للحظات يحيى السنوار الأخيرة، قائلة: "هل هذا التصوير يُقدم شيئًا للرواية الإسرائيلية بأن الجيش سيقاتل دون هوادة ضد أي عدو قاس؟ أم أنه يُعزز الرواية الفلسطينية التي قدمت محمد الضيف للعالم على أنه محاربٌ من أجل الحرية؟ وهل سيتم تذكُّر يحيى السنوار على أنه القائد الذي لا يُقهر ويقاتل حتى الموت؟".

بينما يؤكد ألون بن دافيد، محلل الشؤون العسكرية في القناة الـ13 الإسرائيلية، أن الصورة الأخيرة ليحيى السنوار "أظهرته كمخرب يقاتل، ويموت وهو يرتدي الجعبة، ويحمل القنابل اليدوية وسلاحه بيده".

وأضاف بن دافيد، أن إسرائيل فشلت في ترجمة أي "إنجاز" للجيش إلى "إنجاز سياسي". وزعم، أن الجيش "يمهد الطريق لتغيير المنطقة، ولتغيير علاقاتنا مع غزة ولبنان، لكن ذلك يتطلب عملاً سياسيًا، وهذا غير موجود".

شدَّد شلوم بن حنان أن على إسرائيل "أن لا تتوقف قبل أن تضمن عدم توفر الظروف لنشوء قيادة جديدة لحماس، وإن توقفنا قبل الوصول لهذه المرحلة فإن هذه القيادة ستنشأ"

وفي النهاية، فإن شلوم بن حنان، المسؤول الكبير السابق في جهاز "الشاباك"، يُلخص الأمر، بقوله: إن "إسرائيل قتلت قادة حماس في قطاع غزة خلال النصف الأول من انتفاضة الأقصى، ثم في الضفة الغربية خلال عملية ’السوار الواقي’ عام 2002، لكن لا يوجد شخصٌ ليس له بديل، ويجب أن ندرك هذا".

وشدَّد بن حنان أن على إسرائيل "أن لا تتوقف قبل أن تضمن عدم توفر الظروف لنشوء قيادة جديدة لحماس، وإن توقفنا قبل الوصول لهذه المرحلة فإن هذه القيادة ستنشأ. حدث هذا سابقًا، وسيحدث الآن. لا يوجد شخص لا بديل له".